أحدثت حلقات «الثعلب» ردود فعل واسعة وقوية، تجاوزت الداخل وجدل القراء والصحفيين والسياسيين والفضائيات، إلى الخارج. وتداولت صحف ومواقع وبرامج غربية بارزة ما جاء فى الحوار الممتد.. ودارت حلقات نقاشية بعضها كان عميقاً للغاية تم خلالها مناقشة ما قاله الرجل، الذى ظل لثلاثة عقود مسؤولاً عن مكافحة التجسس، حول عملياته فى الداخل والخارج ورؤيته لأحداث سياسية ومخابراتية ورأيه فى قامات سياسية سيطرت على سدة الحكم فى السنوات الماضية.
ونحن من جانبنا، نعرب عن تقديرنا لكل الجهات الرسمية والسيادية فى مصر التى لم يضق صدرها بنشر هذا الحوار رغم وجود إشارات وتصريحات واضحة من البعض بأن ما نشرناه تجاوز أسقفاً عديدة وعالية، ونؤكد أننا ما قصدنا من «تجاوزنا» هذا إلا إلقاء الضوء على دور رجال عظام انتسبوا يوماً لجهاز المخابرات ومن خلاله سطروا بطولات جلبت الاحترام والتقدير والهيبة إلى كل مصرى سواء فى الداخل أو فى الخارج أو على الجبهة.
لم نقصد فى الحوار تقديم أى تجريح أو تخوين لأى مصرى أياً كانت قامته أو صفته أو طبيعة عمله، فما بالكم بالأبطال. رأفت الهجان «رفعت الجمال» من أكثر المصريين شعبية واستقراراً فى وجدان المصريين؟!.. لم يقل «جبريل» شيئاً سيئاً عنه، بل شهد للعملية بالنجاح ولمن كان يديرها- محمد نسيم- بالبطولة، لكن الرجل قدم رؤية متخصصة حول إدارة الجواسيس وكذلك آلية تشغيل العميل المزدوج، ففهم كثير من القراء- وبعضهم مثقف واع- أن الرجل يشكك فى العملية.
عندما ذهبت للتسجيل مع الفريق الراحل لم أكن على علم بأنه الضابط المسؤول عن تسجيل مكالمات الكاتب الصحفى الكبير مصطفى أمين مع من اعتبرته المخابرات العامة والقيادة السياسية فى ذلك الوقت عميلاً لـCIA، لكننى كصحفى يبحث عن التجويد وتعميق حواره سألته عن تفاصيل التسجيلات وما جاء فيها.. بل إننى لعبت دور الآخر- محامى أمين- إجلاءً للحقيقة.. ورغم ذلك فإننا فى «المصرى اليوم» حرصنا على التواصل مع أسرة الكاتب الراحل للحصول على رد أو تعقيب حول ما نشرناه، لكن صفية مصطفى أمين، كريمة الكاتب الراحل والمحامى الكبير لبيب معوض محامى العائلة كانا أكثر دأباً وسعياً للتوضيح وزارا «المصرى اليوم» وتركا لنا رداً كاملاً وواضحاً. وأنا أؤكد هنا أن لمصطفى أمين وشقيقه على أمين أيادى بيضاء على الصحافة الخبرية بمفهومها الحديث ليس فى مصر وحدها ولكن فى لبنان والخليج كله.. وكانت مقالات مصطفى أمين ومشاريعه الخيرية بمثابة أعمدة إنارة مازال ضوؤها ساطعاً فى كل مكان.
أرسل المحاسب طارق جبريل، نجل الفريق رفعت جبريل، الرسالة التاليةإلى الجريدة؛ تعقيباً على حوار «المصرى اليوم» مع والده
السيد رئيس تحرير «المصرى اليوم»
تحية طيبة وبعد
«أثمِّن لكم، بالأصالة عن نفسى وبالنيابة عن شقيقتى سحر جبريل وأولادنا وأعمامى وكل أفراد العائلة مبادرتكم الجريئة بنشر حوار والدى ــ رحمة الله عليه ــ الفريق رفعت جبريل مع الأستاذ محمد السيد صالح، مدير التحرير، وأؤكد لكم أنه لو تم نشر تفاصيل عمليات أبى وبطولاته مع زملائه وتلاميذه لاحتاج مائة حلقة.. وأعبر عن امتنانى لجريدتكم الجريئة.. وأعلم حرصكم الدائم على نشر الحقائق وسير العظماء فى جميع المجالات.. وفى هذا الإطار لى عدد من الملاحظات والتعليقات على ما جاء على لسان والدى ونشرت فى الحلقات.المزيد
أهنئ الجريدة والزميل محمد السيد صالح على سلسلة الأحاديث التى أجراها عام 2008 مع المرحوم الفريق محمد رفعت جبريل، رئيس جهاز الأمن القومى الأسبق بالمخابرات.
والكشف عن دوره فى الكثير من العمليات التى تعتبر من مفاخرنا الوطنية وبخاصة عمليتا كشف تجسس هبة سليم والمقدم فاروق الفقى. والتنصت على اجتماعات للمخابرات الإسرائيلية. والتى دار حولها مسلسل الثعلب بطولة الفنان نور الشريف وغيرهما من العمليات لكنى لاحظت بعض الأخطاء عن أحداث تاريخية كان من الضرورى تصحيحها قبل نشرها لأنها لا تتعلق بوقائع فى العمليات.المزيد
على إثر ما نشر فى «المصرى اليوم» بتاريخ 30 سبتمبر 2014 فى الحلقة الخامسة من حلقات الثعلب التى يكتبها الزميل محمدالسيد صالح، التى جاءت تحت عنوان: «مفاجأة.. الثعلب: مصطفى أمين تورط مع الـ(C.I.A) وأنا سجلت المكالمات..عبد الناصر طلب منه قطع العلاقات مع العميل الأمريكى ولكنه رفض»،المزيد