كشفت القضية المعروفة إعلامياً بـ«أحداث الاتحادية»، التى يحاكم فيها الرئيس المعزول محمد مرسى، و14 آخرون من قيادات جماعة الإخوان، بينهم مدير مكتبه، وسكرتيره الخاص، بارتكاب جرائم القتل العمد، والشروع فيه، والتحريض عليه، عن «موهبة خفية» للمستشار إبراهيم صالح، المحامى العام، وممثل النيابة فى القضية، تمثلت فى قدرته على كتابة الشعر الذى لخص به اتهامات هى الأبشع من نوعها، رغم وصفها بعبارات ذات سجع واحد فى الوزن والقافية، وتلامس القلوب والعقول.
فى جلسة أمس الأول، تلا صالح 50 بيتاً شعرياً من تأليفه، على غير ما جرت عليه العادة فى مرافعات النيابة من اقتباس أبيات لشعراء معروفين، أو الاستشهاد بآيات من الذكر الحكيم، والأحاديث النبوية الشريفة.
وكان لافتاً أن صالح وصف فى أشعاره بكل دقة متاجرة الجماعة بالدين طوال فترة حكمها، إذ قال: «ها قد آذن الله لنا ومنّ علينا/ بأن نمثل مترافعين متحاجين بين أيديكم/ مقدمين الدليل تلو الدليل/ على ما اقترفه المتهمون من جرم وآثام/ من غصب وعصيان من إثم وعدوان/ من كذب ولغو وتلاعب فى الأديان/ نسوا الواحد الديان/ نسوا أن الأمر بيد الله وليس بيد الإنسان/ امتلأت الدنيا ضجيجا بحديث من خان/ فبعد أن حررهم المولى من يد السجان/ ووهب لهم الملك والسلطان/ ومنّ عليهم بأن ولاهم ملوكا على مصر ذات الكنان/ نسوا الله الحنان/ ملأوا مصر بالدم والأحزان».
واستكمل صالح مرافعته، فى جلسة أمس، لكنه هذه المرة استشهد بآيات القرآن الكريم، وتحديداً من سورة الصف «ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام والله لا يهدى القوم الظالمين».
ووصف صالح «مرسى» بأنه «لم يعهد بالدولة، فأصدر إعلانات دستورية غاشمة، تارة نسمع على لسان أنصاره (الشعب يريد تطهير القضاء) أى قضاء، القضاء الذى أصدر أحكاما بالبراءة على من ظلم منهم فى العهد الأسبق، قضاء مصر الذى أعاد الأمن للمروعين ولا يخشى فى الله لومة لائم».
ويواصل «صالح»، الإثنين، مرافعته الثالثة والأخيرة، وربما تكشف الجلسة عن «مواهب أخرى» لرجال النيابة العامة، إلى جانب مواهب التحقيق والبحث فى كتب القانون، وتفصيل الأدلة.