جان أنويه كاتب مسرحي فرنسي مولود في 23 يونيو 1910 في قرية صغيرة في ضواحي بوردو في فرنسا وهو وأسلافه من الباسكيين، وكان والده يعمل خياطًا، وقد أكد أنويه أنه ورث عنه الفخر بهذه الحرفة اليدوية التي تتسم بيقظة الضمير والمثابرة.
وربما ترجع تلك النزعة الفنية المتأصلة فيه إلى أن أمه كانت تعمل عازفة الكمان للمساعدة في زيادة دخل الأسرة الهزيل من خلال العزف في مواسم الصيف مع أوركسترا أحد الكازينوهات في منتجعٍ قريبٍ البحر في «أركاكون».
والتحق بمدرسة عليا وتلقى تعليمه الثانوي، وكان جان لوي بارو، الذي أصبح فيما بعد مخرجًا فرنسيًا بارزًا، طالبًا هناك في المدرسة نفسها ويتذكر أنويه قائلاً إنه كان شخصية صارمة ومفرط الأناقة ولم يلاحظ وجود أي ولد أصغر منه بعامين وقد التحق أنويه بجامعة باريس كطالب حقوق، ولكنه ترك الدراسة بعد ثمانية عشر شهرًا عندما وجد وظيفة في مجال الدعاية والإعلان.
وقد أحب العمل وتحدث أكثر من مرة بشكل ساخر عن دروس القواعد الكلاسيكية التي كان يتلقاها في تنقيح العمل الأدبي والمتمثلة في الالتزام بالإيجاز ومراعاة الدقة في اللغة.
وفي1932 كانت أولى مسرحياته التي لم تحظ بنجاح يذكر لكنه واصل الكتابة وقد كافح خلال سنوات الفقر وأخذ ينتج العديد من المسرحيات حتى انتهى به الحال كسكرتير للممثل والمخرج الكبير لوي جوفيه.
وسرعان ما اكتشف أنه لن يتمكن من التعامل مع هذا الرجل الفظ وترك الشركة، وخلال الاحتلال النازي لفرنس لم ينحاز أنويه إلى أحد، رغم كتابته لمسرحية تنتقد وبشكل رمزي التعاون مع العدو النازي وعلى الرغم من بُعده عن السياسة إلى حد كبير، فقد اصطدم أنويه مع ديجول في خمسينيات القرن الماضي.
وقد قام أنويه بنفسه بتقسيم مسرحياته إلى مجموعات على أساس السمة السائدة في كل منها فكانت هناك مسرحيات «سوداء» (وهي المسرحيات التراجيدية والواقعية) و«وردية» (وهي التي يغلب عليها طابع الفانتازيا) و«برّاقة» (يغلب عليها اللونان (الوردي) و(الأسود) بصفاتهما سالفتي الذكر وتدور في جو أرستقراطي)، و«لاذعة أو ساخرة» (وهي مسرحيات سوداء تثير ضحك مرير) و«مسرحيات تاريخية» (وهي المسرحيات التي يكون أبطالها شخصيات تاريخية) و«باروكية» (تلك المسرحيات، التي تعتمد على زخرفة المناظر والإكسسوارات والتقنيات ذات التكاليف الباهظة)، وفي 1970 تم تكريم أعماله بجائزة سينو ديل دوكا العالمية.
تزوج أنويه من الممثلة مونيل فالنتان في 1931، وفي 1953 تزوج زوجته الثانية نيكول لانكون.
ومات «زي النهاردة» في 3 أكتوبر 1987 في كثير من مسرحياته يواجه «أنويه» القارئ بالفرق بين عالم المثالية والواقعية وليست هناك منطقة وسطى يتم فيها حسم الصراع بين هذين العالمين ومن أشهر أعماله مسرحية «مسافر بلا متاع».