أجازت دار الإفتاء للضعفاء والمرضى من حجاج بيت الله الحرام ترك المبيت بمنى، والتوكيل عنهم في رمي الجمرات، موضحة، في فتوى لها، الثلاثاء، أن الالتزام بالمبيت بمنى وإلزام الحاج به مع أعمال الحج الأخرى، يزيد من إجهاده وضعفه، ويجعل الجسم في أضعف حالاته، فضلا عن انتشار الأوبئة والأمراض الفتاكة، التي يسهل انتقالها عبر التجمعات البشرية المزدحمة، ما يجعل جسم الإنسان أكثر عرضة لالتقاط الأمراض والعدوى بها.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن أشد الناس تضررا بذلك وضعفا على احتماله، هم النساء والمرضى والأطفال والضعفاء، مضيفة أنها ترى أن يأخذ هؤلاء حكم من رخص لهم ترك المبيت بمنى، خاصة أن المبيت ليس من أركان الحج عند جميع المذاهب المتبعة.
وأوضحت الفتوى: «في هذه الأيام تزداد الحاجة إلى التيسير على الناس في فتاوى الحج وأحكامه، ومن الحكمة مراعاة أحوال الناس في أدائهم لمناسك الحج بحيث نجنب الحجيج ما قد يصيبهم من أمراض وأوبئة، حتى يعودوا إلى أهلهم سالمين غانمين»، مشيرة إلى أن المحافظة على أرواح الحجيج واجب شرعي.
ونوهت الفتوى بأن المحافظة على النفس من المقاصد المهمة للشريعة، مضيفة: «إذا تعارضت المصالح والمفاسد، فإن من المقرر في قواعد الفقه أن درء المفاسد مقدَّم على جلب المصالح».