أكدت حركة حماس الفلسطينية أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأن حماس وتنظيم «داعش» هما وجهان لعملة واحدة، تعد محاولة لخلط الأمور «فنحن حركة تحرر وطني فلسطيني».
وقال سامي أبوزهري، المتحدث باسم حركة حماس، في تصريح وصل لوكالة (معا) المحلية، ونشر اليوم الثلاثاء، إن «الاحتلال هو مصدر الشر والإرهاب في العالم وإرهاب إسرائيل هو عملة بوجه واحد فقط».
وأوضح المتحدث أن «مزاعم نتنياهو بأن حماس استخدمت المدنيين دروعا بشرية هي إدعاءات كاذبة، وإلا كيف يبرر قتل أطفال عائلة بكر على شاطئ البحر وهم يلعبون، وكيف يبرر قتل أكثر من 500 طفل فلسطيني خلال العدوان الإسرائيلي!».
كما أشار المتحدث إلى أن الصورة التي عرضها نتنياهو لكي يبرهن عن صحة مقولته بأن حماس والدولة الإسلامية وجهان لعملة واحدة، ليست حقيقية ولكنها «ملفقة» ومفبركة.
وأضاف: «جرائم نتنياهو في غزة لا يمكن القفز عنها بخطاب فارغ المضمون، وما يجزم بكذب نتنياهو هو رفضه استقبال لجنة تحقيق دولية حول جرائمه في غزة».
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أكد، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء الإثنين، أن تنظيم «داعش وحماس هما فرعان لنفس الشجرة السامة ويمثلان خطر الإسلام المتطرف الذي أخذ ينتشر في مختلف أنحاء العالم»، داعيا إلى «استئصال هذا الورم السرطاني قبل فوات الآوان»- حسبما أوردت إذاعة (صوت إسرائيل) المحلية.
وأضاف أن «الهدف الفوري لحماس هو إبادة إسرائيل، غير أن هدفها الأوسع هو نفس هدف التنظيمات الإسلامية المتطرفة الأخرى مثل حزب الله وبوكو حرام وجبهة النصرة والقاعدة».
وتطرق نتنياهو إلى ما فعلته حماس خلال الحرب الأخيرة من قصف المدن والقرى الإسرائيلية بالصواريخ مستخدمة المدنيين دروعا بشرية- على حد وصفه.
وعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي على الحضور صورة تظهر منصة إطلاق صواريخ لحماس قرب أطفال يلعبون في غزة، مؤكدا أن هذه هى جرائم الحرب الحقيقية التي تحدث عنها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وتابع: «الجرائم ارتكبت على أيدي شركاء عباس في حكومة التوافق الفلسطينية، ولذلك فهى المسؤولة عنها».
وأشاد رئيس الوزراء بتصرفات جيش الدفاع الذي وصفه بأنه «أكثر جيوش العالم أخلاقية، وقد بذل جهودا جبارة لتفادي إصابة الأبرياء خلال الحرب الأخيرة بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ».
ورفض نتنياهو بشدة اتهامات عباس بأن إسرائيل ارتكبت حرب إبادة في غزة، مشيرا إلى أنها نقلت أطنانا عديدة من المواد الغذائية والطبية إلى سكان غزة في الوقت الذي أطلقت فيه الصواريخ من القطاع على أراضيها.
ونوه رئيس الوزراء بالفرصة التاريخية السانحة حاليا والمتمثلة في إدراك بعض الدول العربية البارزة بوجود مصالح مشتركة مع إسرائيل ومخاطر مشتركة تتمثل في إيران والإسلام المتطرف، داعيا إلى إقامة شراكة بين هذه الدول وإسرائيل من أجل ازدهار الشرق الأوسط بأسره.