كشفت مستندات جديدة بهيئة السكة الحديد أن 50% من الجرارات والبالغة 821 جرارا لا تعمل، وأن 180 من التى تعمل حاليا والبالغة 400 جرار جاوزت العمر الافتراضى، مما ينبئ بحدوث كوارث، وأن توربينات هذه الجرارات بلغ معدل تشغيلها مليون كيلومتر، وأن العَمرة تجرى بعد 350 ألف كيلومتر فقط، وأوضحت المستندات التى حصلت عليها «المصرى اليوم» أن بوادر المشاكل الجسيمة فى الجرارات بدأت تظهر، من خلال شرخ فى البوجى والعجل وحريق فى التوربينة والمولدات الكهربائية.
وأشار التقرير إلى أن الجرارات التى تعمل بقطارات الديزل والإكسبريس من الطرازات القديمة، وتعمل بكفاءة منعدمة، ودون وسائل أمان، حيث إن جهاز «رجل الميت» الذى يستطيع أن يوقف القطار فى زمن أقل من 30 ثانية معطل، ولا يعمل بالإضافة إلى أن جهاز التحكم الآلى بتلك الجرارات تحول إلى ديكور فقط، حيث إن شركة سيمنس الألمانية المنتجة أوقفت إنتاج قطع غيار ذلك النظام لقدمه وظهور أجيال حديثة.
وأوضح التقرير أن الجرارات المتوقفة هى الجرارات الحديثة، وهى: الجرارات الواردة من شركة جنرال إلكتريك الأمريكية عام 2009 المخصصة للبضائع، الجرارات الموردة من شركة جنرال إلكتريك الأمريكية عام 2010 المخصصة للركاب، وقد بلغ المتوقف ركابا وبضائع 60% ، الجرارات الموردة من شركة «جنرال موتورز» الأمريكية عام 2009 المخصصة للركاب، الجرارات الموردة من شركة ألستوم الإسبانية عام 2004 المخصصة للمناورة، الجرارات الموردة من شركة إلكتريك الأمريكية عام 1996 المخصصة للركاب، الجرارات الموردة من شركة أدرانز الألمانية عام 1997 المخصصة للركاب والبضائع، الذى يعمل حاليا هو الجرارات الموردة من شركة هنشل الألمانية، ما بين 1976 و 1992.
وأوضح التقرير أن جرارات المناورة الإسبانية التى تم توريدها عام 2004 ذات قدرة منخفضة 900 حصان، بقيمة 435 مليون جنيه، حيث توقفت بعد 4 سنوات، وقد تم إيقافها وتشغيل جرارات كبيرة ذات قدرة كبيرة، قدرة 2475 حصان، بدلا من تشغيلها بقطارات خدمة الركاب، ويكشف تقرير المركزى للمحاسبات أن عملية الشراء شابتها مخالفات، وأن السكة الحديد اعترفت بالخطأ، وأنه لا يوجد لها سابق خبرة بهذه النوعية من الجرارات.
ويوضح التقرير أن السكة الحديد قامت بعمل مناقصة، وفازت بها شركة سابكو الأمريكية الكندية، وسيتم توريد قطع الغيار، بعد عامين لبدء عمل العمرات اللازمة لقطارات المناورة الإسبانية.
وكشف التقرير أن 60% من الجرارات الموردة من شركة جنرال إلكتريك الأمريكية التى وصلت مصر عامى 2009، و2010 ذات قدرة 4000 حصان للمساعده فى تشغيل قطارات الركاب والبضاعة والمناصفة، ونظرا لعدم وعى الإدارة بالهيئة بضروة توفير قطع غيار العمرة، فإن معظم هذه الجرارات متوقف، وفى انتظار قرار استيراد وتوفير المهمات اللازمة، ولكن أخطر ما كشف عنه التقرير أن السكة الحديد فى فترة حكم الإخوان وافقت لشركة مملوكة لحسن مالك باستيراد «عجل» للجرارات من البرازيل، وتشقق هذا العجل بعد فترة قصيرة من تشغيله، واضطرت السكة الحديد إلى التعاقد مع شركة ألمانية تصنع هذا النوع من «العجل»، ولكن بأسعار أغلى من البرازيلى.
ووفقا للتقرير، فإنه لنفس السبب توقف معظم الجرارات التى نستوردها من شركة «إى إم دى» الأمريكية والبالغة 40 جرارا، بقدرة 3000 حصان لعدم وجود قطع الغيار، كما يوجد 68 جرارا تم توريدها من شركة أدرانز الألمانية عامى 1996 و1998 لتشغيل قطارات الركاب وفوسفات البضائع لخط أبوطرطور متوقفة لنفس الأسباب، وبعضها يعمل ورادى ومناورات، لافتا إلى أن الجرارات التى استوردتها الهيئة من شركة جنرال إلكتريك الأمريكية عامى 97، 98 وعددها 30 جرارا ذات قدرة 1650 حصانا متوقف معظمها، باستثناء عدد قليل منها يعمل فى المناورة.
وأخطر ما كشف عنه التقرير الجرارات التى تعمل حاليا، حيث إنها بجميع درجاتها غير آمنة، وهى أقدم الجرارات التى تعمل بالهيئة، حيث إنه تم توريدها منذ عام 1976 وأجهزة الأمان بها لا تعمل، مثل جهاز «رجل الميت» كما أن جهاز التحكم الآلى «إى تى إس» عبارة عن ديكور، وذلك لأن شركة سيمنس المنتجة توقفت تماما عن تصنيع مهمات ذلك الطراز، فى حين أن الجرارات المتوقفة بها أجهزة أمان حديثة تساعد سائق القطار على التوقف فى زمن ومسافة أقل من مثيلاتها فى الجرارات الشغالة حاليا، كما أنها مزودة بتقنية حديثة يستطيع القسم الفنى الاطلاع على أحوال تشغيل القطار والجرار طوال الرحلة.
فى الوقت نفسه، فإن الجرارات الجديدة المتوقفة بها جهاز «إى تى إس» حديث « زد يو بى 212».
وطالب التقرير الذى أعده عدد من المهندسين بضرورة إعادة تشغيل ورش التبين فى عمل عمرة للجرارات الصغيرة وجرارات البضائع، وضرورة عمل عقد مع شركات متخصصة كما حدث من قبل لعمل إعادة تأهيل الجرارات لإنقاذ العهدة المتراكمة، وضرورة الاستعانة ببعض ذوى الخبرة من المحالين للمعاش لعمل إضافة لخط جديد للعمرات فى أى موقع لإنقاذ السكة الحديد.