x

السيسي: «تثبيت الدولة» هدف استراتيجي

الجمعة 26-09-2014 19:40 | كتب: اخبار |
السيسي يعود إلى القاهرة قادما من نيويورك السيسي يعود إلى القاهرة قادما من نيويورك تصوير : other

عاد إلى القاهرة الرئيس عبدالفتاح السيسى قادماً من نيويورك بعد مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة وقمة المناخ التي انتهت فعالياتها الخميس، والتقى خلالها عدداً كبيراً من رؤساء وزعماء العالم، على رأسهم الرئيس الأمريكى باراك أوباما، الذي طلب لقاء السيسي لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتقى السيسي وفد رجال الأعمال الأمريكيين والجالية المصرية بأمريكا التي حرصت على تنظيم وقفات للترحيب به وشد أزره.

وقال السيسى، خلال لقائه مع الصحفيين والإعلاميين المصريين في ختام زيارته الحالية لنيويورك: «لا بد من الاعتراف بأن الولايات المتحدة ساعدت مصر كثيراً، وقدمت لها مساعدات تزيد على خمسين مليار دولار خلال السنوات الماضية، وقدمت مساعدات كثيرة للجيش المصري».

وأضاف أن ثمن الدبابة الواحدة اليوم ٤٨ مليون دولار، ما يوضح أهمية العلاقات المصرية الأمريكية والمساعدات التي تقدمها واشنطن للقاهرة، مشيراً إلى أنه على مدى سنوات طويلة لم يصدر تصريح سلبى من الحكومة المصرية تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكداً أن «تثبيت الدولة المصرية هو هدف استراتيجى بالنسبة لنا».

كان السيسى قد عقد عقب وصوله لأمريكا جلسة مباحثات مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون والعاهل الأردنى، وتركز اللقاءان على الأوضاع في الشرق الأوسط والتحالف الدولى الذي تتزعمه أمريكا لمحاربة الإرهاب، وبلغ عدد اللقاءات التي عقدها السيسى في مقر إقامته بنيويورك أكثر من 40 لقاءً مع زعماء ورؤساء من مختلف دول العالم.

وقال بيان صحفى صدر عقب لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى بالرئيس الأمريكى أوباما إن جلسة المباحثات التي عقدت بين الرئيسين، بحضور وفدى البلدين، اتسمت بالإيجابية وكانت بناءة من حيث إتاحة أول فرصة للرئيسين للتفاعل على المستوى الشخصى، وأكدا حرصهما على التواصل فيما بينهما.

وأضاف البيان أنه تم خلال اللقاء تناول مُجمل العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في مختلف المجالات، بما يُحقق المصالح المشتركة للبلدين ويؤكد طبيعتها الاستراتيجية، فضلاً عن التشاور حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وطرح الرئيسان رؤيتهما لمجمل الوضع في منطقة الشرق الأوسط، واتفقا على أهمية العلاقات المصرية- الأمريكية، والتقدير لمكانة مصر الإقليمية، والحرص على تطويرها ودفعها إلى آفاق أرحب بما يُحقق مصالح البلدين والشعبين، وإطلاق عمل آلية الحوار الاستراتيجى على مستوى وزيرى الخارجية في وقت يُتفق عليه.

وأكد الرئيس السيسى أن الحكومة المصرية إنما تبلور سياساتها استجابة للإرادة الشعبية والأولويات الوطنية، باعتبار ذلك ثمرة لثورتين عظيمتين وضعتا مصر على طريق بناء دولة ديمقراطية تُعلى من قيم الحرية وتحترم مبادئ حقوق الإنسان وتُلبى طموحات الشعب المصرى في تحقيق التنمية والتقدم.

وتناولت جلسة المباحثات بين الرئيسين عدداً من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، وعلى رأسها الأوضاع في ليبيا، وقضية الإرهاب بوصفها ظاهرة عالمية، وسبل دعم التحالف الدولى ضد تنظيم داعش المتطرف، وتم تأكيد الحرص المشترك على استمرار التنسيق والتشاور حول هذه القضايا.

وفى هذا الصدد، طرح الرئيس السيسى رؤية مصر لأهمية ضرورة التعامل مع قضية الإرهاب في إطار منظور شامل يضمن اجتثاثه من جذوره. وبالنسبة للوضع في ليبيا أكد الرئيس السيسى على المخاطر الناجمة عن الأوضاع غير المستقرة وأهمية مواجهة التنظيمات الإرهابية هناك، ودعم المؤسسات الشرعية المُنتخبة والحكومة التي أقرها مجلس النواب، ورفض التدخلات الخارجية وتمويل العناصر الإرهابية، مع ضرورة إجراء حوار سياسى بين جميع الأطياف الليبية التي تنبذ العنف والإرهاب في إطار المبادرة التي توافقت عليها دول الجوار الجغرافى لليبيا، واتفق الجانبان على ضرورة منع وصول التمويل والسلاح للميليشيات.

ووصف نائب مستشارة الأمن القومى الأمريكية بن رودس مباحثات أوباما والسيسى بـ«البناءة»، وقال- في تصريحات صحفية- إن الرئيس أوباما أكد خلال اللقاء الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، واتفق الرئيسان على تعزيز علاقات التعاون الثنائية والتوسع فيها بمجالات عدة، من بينها الاستخبارات العسكرية والجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب.

وبحث أوباما مع الرئيس السيسى الخطوات التي اتخذتها مصر لإصلاح منظومة الدعم وهو ما وصفها بأنها خطوة إيجابية للأمام وتعهد بدعم برنامج الإصلاح الاقتصادى اللازم لجذب الاستثمارات الأجنبية.

واتفق الرئيسان على إجراء حوار استراتيجى على مستوى وزيرى خارجية البلدين لتسهيل التنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك، وناقشا أهمية دعم التحالف الدولى للتصدى لتنظيم «داعش» الإرهابى.

وفيما يتعلق بالوضع الراهن في ليبيا، قال نائب مستشارة الأمن القومى الأمريكية بن رودس إن الرئيسين ناقشا ضرورة دعم المؤسسات الحكومية المنتخبة الليبية وتعهدا بمواصلة بحث الملف الليبى ضمن الحوار الاستراتيجى بين مصر والولايات المتحدة. وبشأن التحالف الدولى لمحاربة داعش، قال بن رودس في تصريحاته إن مصر شريك في عدة مجالات، من بينها تبادل المعلومات الاستخبارية ومحاربة الفكر المتطرف، والحد من تدفق العناصر الإرهابية الأجنبية من وإلى العراق. وأضاف أن الولايات المتحدة ستواصل مع مصر استكشاف الدور الذي يمكن أن تلعبه في هذا الصدد، مشيراً إلى أن مصر يمكن أن تلعب دوراً على أصعدة عديدة في ضوء العلاقات المشتركة بينها وبين أمريكا في مجال مكافحة الإرهاب.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية