اعتبر قادة أحزاب سياسية لقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالرئيس عبدالفتاح السيسي، الخميس الماضي، اعترافًا بالنظام المصري الجديد عقب «ثورة 30 يونيو»، وبقوة السيسي عقب خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال مجدي شرابيه، الأمين العام لحزب التجمع، إن لقاء السيسي وأباوما أكبر دليل على الاعتراف الأمريكي والدولي بالنظام المصري، وبالسيسي باعتباره رئيسًا منتخبًا، بالإضافة للاعتراف بـ«ثورة 30 يونيو»، وأن الشعب هو صاحب السلطة الأولى وصاحب الإرادة الشعبية في اختيار من يحكموه.
وأضاف أن اللقاء لا يضر مصر في شيء، لكن الشيء الإيجابي الوحيد فيه هو اكتشاف أوباما بشكل واقعي دور مصر الإقليمي والعربي، وأنه لا يمكن التعاون مع منطقة الشرق الأوسط، إلا من خلال مصر لدورها الفعلي في المنطقة.
وتابع: «لقاء أوباما بالسيسي لا ينبغى أن نعول عليه كثيرًا لأنه لا ثقة في سياسات أمريكا لأن هدفها في الأساس هو تحقيق مصالحها التي تتوافق مع مصالح إسرائيل بتقسيم البلاد العربية، وأن تظل مصر دولة متوترة اقتصاديًا وسياسيًا»، مضيفا أن اللقاء قد يكون وسيلة لتخفيف توتر العلاقات المصرية الأمريكية.
وقال المستشار مصطفى الطويل، رئيس حزب الوفد الشرفي، إن لقاء السيسي وأوباما في غاية الأهمية وإيجابي إلى حد ما، ويعد اعترافا دوليًا بالنظام المصري الجديد، لكنه لن يغير من تأثير الخطة المشؤومة التي وضعتها أمريكا بمساعدة انجلترا وإسرئيل منذ 11 سيتمبر 2001 بعنوان «الشرق الأوسط الجديد» في تفتيت البلاد العربية، لكن قد يغير اللقاء في موقف واشنطن من جماعة الإخوان بالتوقف عن دعمها واستبدال الدعم بجماعات أخرى، مثل «داعش» وذلك للقضاء على ما تبقى من البلاد العربيى وهو ما تجهز له الولايات المتحدة.
وأضاف لـ«المصري اليوم»: لا أعتقد أن أوباما سيتخلى عن هذه الخطة، وإذا كان اللقاء تضمن عودة المساعدات العسكرية والاقتصادية لمصر فقد يكون هذا تحسنا جيدا في العلاقات الأمريكية المصرية.
وقال أحمد فوزي، الأمين العام للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، إن لقاء أوباما بالسيسي مؤشر طبيعي وإيجابي بقبول المجتمع الدولي للنظام المصري واعتراف بـ«ثورة 30 يونيو»، كما أن اللقاء هدفه تحقيق مصالح واشنطن مع مصر بمعاونتها في محاربة الإرهاب.
وأضاف أنه لا يعني مساعدة واشنطن في القضاء على الإرهاب تركها تمارس ضغوطا على مصر، مُطالبًا بأن تراعي السلطات المصرية حقوق الإنسان وحرية التعبير كجزء من التعاطي مع الولايات المتحدة حتى لا تستخدمها كورقة للضغط على مصر.
وشدد على ضرورة ألا تسمح مصر بابتزازها سياسيًا واقتصاديًا والتدخل في شؤونها، وذلك من خلال فتح المجال أمام ممارسة الديمقراطية والإفراج عن معتقلي الرأي وتوفير مناخ لحرية التعبير وتعديل قانون التظاهر من قبل النظام نفسه وليس بضغوط من أحد، حتى لا تتعرض مصر للابتزاز.
وقال شهاب وجيه، المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار، إن لقاء السيسي وأوباما سياسي وطبيعى لشرح المواقف المصرية بعد 30 يونيو، كما أنه يعكس حجم مصر كدولة رائدة ومؤثرة في المنطقة ولا تستطيع أي قوة عالمية أن تتجاهلها.
وأضاف أن اللقاء هدفه التأكيد على أن واشنطن الرابح الأكبر من استعادة مصر كحليف قوي لها في المنطقة، وأن تدرك قيمة مصر وأن الضغط عليها لن يأتى بنتائج إيجابية، وأن مصر لن تكون مجرد حليف تابع، بل ستكون شريكة في المواقف والقرارات الدولية بعزة مع الاحتفاظ بحقها في استقلالية القرار دون وصاية من أحد وواشنطن ستتعامل مع مصرعلى أساس اعترافها بشرعية النظام الحالي وقوته الفترة المقبلة.