x

بالصور.. كسوة الكعبة: 670 كيلوجرام حرير طبيعي وتكلف 20 مليون ريال

الخميس 25-09-2014 17:01 | كتب: عنتر فرحات |
كسوة الكعبة كسوة الكعبة تصوير : وكالات

يتم تركيب الكسوة الجديدة على الكعبة المشرفة، الإثنين المقبل، الموافق التاسع من شهر ذي الحجة الحالي، وهو «يوم عرفة»، بعد أن تم تسليم الكسوة من قبل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين، لكبير سدنة بيت الله الحرام، وتسلمها نائبه الشيخ صالح الشيبي نظرا لوفاة كبير السدنة، الشيخ عبدالعزيز الشيبي قبل ساعات من التسليم، الذي يتم في مثل هذا الوقت من كل عام، وتبلغ التكلفة الإجمالية في صناعة الكسوة بـ20 مليون ريال سعودي.

وعبر كتب السير والتاريخ تتصدر الرواية الأبرز حول أول من كسا الكعبة المشرفة قبل الإسلام، كان تبع الحميري ملك اليمن، هو من تناولته سطور التاريخ وأشارت أنه كساها في الجاهلية بعد أن زار مكة ودخلها دخول الطائعين.

1_small.jpg

ومع ذلك، لم يجد المؤرخون رواية تقودهم نحو حقيقة أن المسلمين كسوا الكعبة قبل فتح مكة، لكن يورد بعضهم رواية تؤكد أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- أول من كساها في الإسلام بالقباطي.

2_small.jpg

كسوة الكعبة المشرفة في العصر السعودي

مرت كسوة الكعبة المشرفة بحوادث عدة وخلافات متعددة على مر العصور, ولم تسلم في العصور الحديثة من أهواء السياسة والتدخلات، فقد ظلت مصر ترسل كسوتها للكعبة المشرفة عبر قرون طويلة، إلى أن توقفت لأسباب سياسية كانت آخرها حادثة المحمل في 1344 هجرية.

3_small.jpg

مصنع كسوة الكعبة الحديث بأم الجود في مكة المكرمة

وتمر مراحل كسوة الكعبة المشرفة بمجموعة من الأقسام الفنية والتشغيلية على النحو التالي:

قسم المصبغة:

يتولى قسم المصبغة مهمة إزالة المادة العالقة بخيوط الحرير «السرسين»، بواسطة أحواض ساخنة ومواد كيماوية خاصة مخلوطة وموزونة بنسب مئوية معينة, وصولاً لضمان ثبات درجة اللون المطلوب إلى غسل البطانة القطنية الخاصة لكسوة الكعبة المشرفة ثم بعد ذلك تتم صباغة الحرير باللون الأسود بالنسبة للثوب الخارجي للكعبة أو اللون الأخضر للستارة الداخلية, علماً بأن الكمية المستهلكة من الحرير الطبيعي للكسوة 670 كيلوجراما.

قسم المختبر:

يقوم هذا القسم بإجراء الاختبارات المتنوعة للخيوط الحريرية والقطنية، للتأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية المطلوبة من حيث قوة شد الخيوط الحريرية ومقاومتها لعوامل التعرية، إضافة إلى عمل بعض الأبحاث والتجارب اللازمة لذلك.

قسم النسيج اليدوي والآلي:

النسيج اليدوي:

لايزال هذا القسم يحافظ على قيمته المعروفة عالمياً, لكنه بات الآن بمنأى عن الأقسام الإنتاجية الأخرى في عملية الإنتاج واكتفى بعرض تاريخه ورونقه في اطلاع الزائر عن بداية إنتاج الكسوة في العهد السعودية عن طريق الأنوال القديمة وهي «المناسج الخشبية»، مع محافظته حالياً على الصناعة اليدوية التقليدية الممثلة في تفريغ مكرات الخيوط القطنية وتحويلها إلى شلل لسهولة صبغها باللون المطلوب، ومن ثم إعادة لفها يدوياً على مكرات لاستخدامها في حشوات الآيات القرآنية المقصبة والزخارف الإسلامية الفضية والذهبية.

4_small.jpg

النسيج الآلي:

ويتم بأحدث الآلات المتطورة، وتدور عجلة الإنتاج في هذا القسم الذي يلعب دوراً محوريا في نسج كسوة الكعبة المعظمة الداخلية والخارجية, بنظام «الجاكارد»، الذي يحتوي على العبارات والآيات القرآنية المنسوجة, فيعمل القسم نوعين من الحرير, الأسود المنقوش بالعبارات, والحرير السادة المخصص للمذهبات من حزام الكعبة والقناديل وستارة باب الكعبة, حيث تعمل هذه الماكينات لنسج الكسوة بعدد 9.986 خيط للمتر الواحد في زمن قياسي, ناهيك عن البطانات القطنية للكسوة. وكل ذلك يدار ألياً مما أدى إلى سرعة الإنتاج وتحسين الآداء كماً ونوعاً وشكلاً, مع انخفاض التكلفة والجهد والوقت.

قسم الطباعة:

يلعب هذا القسم دورا مهما في عملية وضع الرسم الأول من حيث طباعة الآيات القرآنية والزخارف الإسلامية, في هذا القسم يتم أولاً تجهيز المنسج، وهو عبارة عن ضلعين متقابلين من الخشب المتين ثم يشد عليهما قماش خام للبطانة، ثم يثبت عليه قماش حرير أسود سادة غير منقوش الذي يطبع عليه حزام الكسوة وستارة باب الكعبة وكافة المطرزات .

وبعد اكتمال التثبيت يتولى العاملون طباعة الآيات القرآنية بواسطة استخدام السلك سكرين مع الحبر الأبيض والأصفر.

قسم الحزام «التطريز»:

يتولى قسم الحزام مهمة تطريز المذهبات والفضيات والزخارف الإسلامية, حيث تتم هذه العملية الفريدة أولاً بوضع الخيوط القطنية بكثافات مختلفة فوق الخطوط والزخارف المطبوعة على القماش الأسود ,مع الملاحظة الفنية في كيفية أصول التطريز والمطبوعات على الأقمشة المشدودة على المنسج, ثم يبدأ الكوادر الفنية المهرة بعمل الغرز اللازمة ولحشو والقبقبة باستخدام الأسلاك الفضية والمطلية بالذهب .

قسم خياطة الكسوة «تجميع القطع»:

هذا القسم لايقل أهمية عن الأقسام الأخرى , ويتولى عملية تجميع كل القطع من طاقات قماش الحرير بكل جنب من جوانب الكعبة الأربعة وتوصيلها ببعضها البعض, وتثبيت القطع المذهبة من حزام وقناديل على الثوب الأسود, وذلك باستخدام أحدث الماكينات العالمية الحديثة التي صنعت خصيصاً لكسوة الكعبة وخصصت لهذا الغرض , ليتكامل شكل الكسوة الخارجي كما هو ظاهر للجميع وفي شكل أخاذ بصناعة سعودية وكوادر وطنية.

تحديث وتطوير الماكينات

على خطى المؤسس، واصل أبناؤه من بعده في العناية بالكعبة وكسوتها خير عناية فقد صدر مؤخراً موافقة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على تحديث وتغيير الأنظمة الإلكترونية والأجهزة الكهربائية والمعدات الميكانيكية بمصنع كسوة الكعبة المشرفة بما يوافق الأنظمة المستحدثة. وتعد هذا الخطوة نقلة تطويرية متقدمة في مجال صناعة رداء الكعبة المشرفة.

وحدة العناية بكسوة الكعبة المشرفة

نظراً لما تتعرض له كسوة الكعبة من احتكاك يومي وتعلق به من قبل الزوار والحاج والمعتمر، لاسيما في أوقات الذروة, فقد لوحظ مؤخراً تأثر ثوب الكعبة وبدت عليه علامات التمزق, لهذا ارتأت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بإنشاء وحدة عناية بداخل الحرم المكي الشريف تعمل على مدار اليوم, تتولى مهمة خياطة الثوب في موقعه على الكعبة عند ملاحظة ما يطرأ عليه من تمزق أو تأثر, فهذه الخطوة وفرت علينا جهد كبير من عملية التنقل, فيما حافظت على الاهتمام السريع بحلة الكعبة الجميلة, والحد من امتداد التأثر أو التمزق إلى مستوى أوسع ربما قد يفقد السيطرة عليه وبالتالي يصعب تجميعه أو أعادته على هيئة الأولى.

وتشير كسوة الكعبة وتطوراتها إلى:

-أول كسوة صنعت في السعودية بمكة المكرمة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالعزيز آل سعود رحمة الله 1346 هجرية.

-وفي بداية عهد الملك فهد بن عبدالعزيز تم استبدال ستارة الكعبة الداخلية عام 1403هجرية , ثم عام 1417 هجرية.

-كمية الحرير الطبيعي المستخدمة في صناعة الكسوة 670 كيلوجراماً

-عدد طاقات القماش المستخدم في كسوة الكعبة 47 طاقة قماش بعرض 98سم

-يبلغ ارتفاع كسوة الكعبة المشرفة 14 متراً.

-مقاس عرض قماش الكسوة من جهة الركنين 10.78 متر.

-مقاس عرض قماش الكسوة من جهة الملتزم 12.25 متراً.

-مقاس عرض قماش الكسوة من جهة الحِجر 10.29 أمتار.

-مقاس عرض قماش الكسوة من جهة باب إبراهيم 12.74 متراً.

-مراسم تسليم كسوة الكعبة في غرة ذي الحجة لسدنة بيت الله الحرام.

-استبدال كسوة الكعبة المعظمة في اليوم التاسع من ذي الحجة من كل عام

-يبلغ طول ستارة باب الكعبة المشرفة 6.32 متراً بعرض 3.30 متراً.

-التكلفة الإجمالية في صناعة الكسوة تقدر 20 مليون ريال سعودي

ويتم رفع ثوب الكعبة كما هو معتاد سنوياً، في موسم الحج برفع الجزء السفلي من كسوة الكعبة المشرفة، بمقدار ثلاثة أمتار تقريباً فيما يتم تغطية الجزء المرفوع بإزار من القماش القطني الأبيض، بعرض مترين تقريباً من الجهات الأربع وذلك في منتصف شهر ذي القعدة من كل عام ويستمر حتى التاسع من ذي الحجة ويسمى ذلك إحرام الكعبة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية