قال الشيخ إسلام النواوي، إمام وخطيب المكتب الفني لوزير الأوقاف، إن علاقة التكامل بين الدين والعقل تحمي الإنسان من الإلحاد إلى جانب أهمية الخطاب الديني الصحيح لمواجهة الإلحاد والفكر المتطرف في المجتمع المصري، ودورالإعلام في تناول قضايا الدين الشائكة، مؤكدا ضرورة السيطرة على الغرائز والشهوات لعدم الوقوع في الإلحاد والبعد عن الله تعالى.
وأضاف «النواوي» خلال ختام فعاليات المعسكر التثقيفي لأعضاء برلمان الطلائع المتميزين بمراكز شباب الجمهورية، بالمدينة الشبابية بأبوقير في الإسكندرية خلال لقاء حول نبذ العنف والتطرف ومواجهة الإلحاد في إطار مبادرة «بالعقل كدا»: «إن الخطاب الدعوي الصادق مع النفس يعمل على توصيل رسالة الداعية حسب أسلوب تناول القضايا الدينية» مؤكداً أن المعلومات المغلوطة التي تبثها وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي وأصدقاء السوء تشوه صورة الدين في العقول مما يقود لانتشار الإلحاد في المجتمع.
وأوضح «النواوي» أن مفهوم الإلحاد هو الانحراف بمسار العقل وإنكار وجود الله، وتناول الفرق بين الإلحاد واللا ديني الذي يعترف بوجود الله، لكنه لا دين له، والإداري الذي بين الملحد واللا ديني، مرجعا سبب وجود فكرة الإلحاد في المجتمع إلى الجوانب النفسية والمخطط الغربي لنشر هذا الفكر بدافع خضوع المجتمعات الشرقية تحت الاستعمار بحجة الدفاع عن الحرية الفكرية والثقافية.
من جانبه قال الشيخ أحمد البهي، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، إن قضية الإلحاد مسألة معقدة ترجع لعوامل نفسية وفكرية واجتماعية وثقافية، لكنها لا تمثل ظاهرة في المجتمع المصري لعدم وجود إحصاءات مؤكده دقيقة فيما يخص عدد الملحدين في مصر، مؤكداً ضرورة تكاتف رجال الدين وعلماء الفلسفة والاجتماع وعلم النفس لمواجهة الفكر المتطرف والإلحاد ونبذ العنف.
وأكد «البهي» أن انتشار الإلحاد يرجع لعدة أسباب منها التطرف والجمود الديني، وكبت الأسئلة وقمع الحوار الديني، ما يقود الإنسان لمرحلة الشك، ومن ثم الإلحاد، وكذلك تقديس أهل الدين باعتبارهم أشخاصا معصومين من الخطأ علاوة على عدم فهم فكرة القضاء والقدر والثواب والعقاب، وربط الدين بتقدم الدول والمجتمعات، بالإضافة إلى سطحية الفكر وعدم الاطلاع.
وتناولت الدكتورة عايدة نصيف، أستاذ الفلسفة السياسية، مقرر مساعد ببيت العائلة، العلاقة بين الإيمان والعقل، مؤكدة أن الانسان في مفهوم الفلسفة هو كائن مفكر، وفي الاجتماع هو كائن اجتماعي، أما في الدين فهو كائن متدين، حيث إن الانسان عبر مر العصور وحتي قبل الأديان السماوية هو كائن متدين بالفطرة، مؤكدة أن الإلحاد ليس ظاهرة في المجتمع المصري لكن يرجع وجوده لمؤثرات اجتماعية وسياسية واقتصادية تجعل الفرد يلجأ إلى فكرة الإلحاد، مستعرضة نماذج فلسفية تدور حول فكرة الوجود والإيمان والعقل، مشيرة إلى أن العلاقة بين الإيمان والعقل تعد أولي قضايا المعرفة البشرية.
وأشارت الدكتورة سهير صبري، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، إلى أهمية بث روح الأخلاق والقيم لدي الشباب، مؤكدة أن غياب القدوة الحسنة ودور الأسرة في تربية الأبناء وانسياق الشباب وراء شبكات التواصل الاجتماعي، التي تبث معلومات وأفكارا ومعتقدات وثقافات مختلفة له دور في دخول المجتمع المصري في الدائرة الانحرافية، موضحة أن الثقافة الناعمة «العولمة» لها دور كبير في اختراق ثقافتنا، ومسخ الأنسانية في المجتمع، لأنها تبث ثقافات وأفكار تختلف عن عاداتنا وأفكارنا وعقائدنا كمجتمع شرقي، مؤكدة أن العولمة تقليد أعمي لكسر قيود القيم، وبالتالي نشر فكرة الإلحاد.