سيطر المتمردون الحوثيون على مقر الحكومة والإذاعة وعلى مقار عسكرية، على الرغم من توجههم مبدئيا إلى التوقيع على اتفاق لحل الأزمة المتفاقمة في اليمن.
وحسب المحللة المتخصصة في شؤون اليمن، أبريل لونجلي، العاملة مع مجموعة الأزمات الدولية، فان الحرب الواسعة النطاق إذا ما اندلعت في اليمن، فلن يكون فيها رابحون أو خاسرون.
وقدم الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، منذ أغسطس الماضي، مجموعة من التنازلات عبر إعلانه عزمه تشكيل حكومة جديدة وخفض أسعار الوقود، إلا أن المتمردين الحوثيين واصلوا ضغطهم العسكري في صنعاء ومحيطها.
ما هي الأهداف الحقيقية للحوثيين؟
القتال لم يكن قط بسبب مسالة خفض أسعار الوقود، إن هذه المسالة أعطت الحوثيين فرصة لحشد التأييد الشعبي ضد الحكومة غير الشعبية أصلا والدفع باتجاه مطالب أخرى، والأهداف النهائية للحوثيين ليست واضحة وقد تتغير بحسب تغير المعطيات على الأرض، ولكن المواجهة تتعلق منذ البداية، على الأقل جزئيا، بمسألة تقاسم السلطة على المستوى الوطني وعلى ترجمة بعض مقررات الحوار الوطني مثل الشكل الفدرالي للدولة ومسالة نزع السلاح، وعلى سبيل المثال، فإن الحوثيين يريدون أن يكونوا صناع قرار أقوياء وأن يحصلوا على حصة في السلطة تكون مساوية إن لم يكن أكبر من منافسيهم السياسيين لا سيما «التجمع اليمني للإصلاح»، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، وسقف ما يطمحون لتحقيقه يزيد على ضوء المكتسبات التي يحققونها على الأرض.
هل تعتقدين أن قوى أخرى انضمت إلى زعيم التمرد، عبدالملك الحوثي، من أجل الانقلاب على حكم الرئيس عبدربه منصور هادي؟
في الوقت الراهن، من الصعب التكهن بوجود انقلاب. الحوثيون يريدون أن يعيدوا إلى حد بعيد ما قاموا به في مدينة عمران، التي سيطروا عليها مطلع يوليو الماضي، قبل أن ينسحبوا منها جزئيا). لقد طوقوا صنعاء ويهاجمون خصومهم السياسيين، الإصلاح، واللواء على محسن الأحمر. إلا أن صنعاء ليست عمران، والتداعيات أكبر بكثير، ومن خلال المعارك في العاصمة، يشكك الحوثيون في سلطة الدولة والرئيس هادي، إن ذلك يحمل الحوثيين مسؤولية كبيرة وقد يكونون على وشك إطلاق حرب لن يكون في وسعهم أن يفوزوا بها، لا هم ولا الدولة.
ما يمكن أن تكون نتائج التوصل إلى اتفاق بين السلطة والحوثيين، وما هي مخاطر عدم التوصل إلى اتفاق؟
من الصعب الإجابة على هذا السؤال في الوقت الحالي. من الممكن التوقيع على اتفاق، الأحد، إلا أن القتال قد يستعر في العاصمة، السياسيون من جميع الأطراف يقرون بمخاطر اندلاع حرب أهلية معممة، وليس مؤكدا انه باستطاعتهم السيطرة تماما على جميع مقاتليهم. وفي المقابل أيضا، قد يسيء الحوثيون تقدير مدى إمكانية تقدمهم عسكريا من دون اندلاع حرب واسعة النطاق ما قد يتخذ بعدا طائفيا من دون شك.