تشهد البلاد العربية حروب ونزاعات داخلية مسلحة وظروف سياسية مضطربة، وهو ما انعكس بدوره على كل مظاهر الحياة، ومع حلول موعد الموسم الدراسي الجديد، فتحت المدارس أبوابها في تلك البلدان، تحت شعار «اطلبوا العلم ولو في فصول مهدمة أو تحت الأرض».
وفي غزة توافد الطلاب على فصولهم الدراسية التي قصفها الاحتلال الإسرائيلي خلال احرب استمرت 50 يوما، وانتهت باتفاق وقف الهدنة قبل أسبوعين، بينما ظهرت بعض المقاعد في الفصول خاوية إلا من ورقة تحمل أسماء أصحابها الذين لقوا حتفهم تحت أنقاض المنازل المهدمة التي قصفتها القوات الإسرائيلية.
ورغم تخوف بعض الأطفال من أي هجمات مفاجئة للاحتلال على مدراسهم، فإن ذويهم حاولوا بث الطمأنينية في نفوسهم، كما قام المعلمون بالترفيه عنهم واستقبالهم بفقرات ترفيهية كالبلياتشو وغيره لإضافة المرح واللهو بعد أيام من القلق والخوف عاشوها تحت القصف خلال الإجازة الصيفية.
وفي سوريا فتحت المدارس أبوابها في الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة السورية في حلب، وجلس التلاميذ داخل أقبية تحت الأرض لحمايتهم من قصف البراميل المتفجرة التي تلقيها طائرات النظام السوري يوميا على شرق المدينة.
وينزل التلاميذ عبر سلالم ضيقة ومظلمة نحو القبو الذي حل محل الفصل، تاركين ضوء النهار خلفهم، ويجلسون فتيات وفتيان في قاعة خالية داخل القبو إلا من بعض الكراريس المستعملة وحوالى 15 طاولة، ورغم أن مدرستهم في الأصل فوق الأرض مجهزة إلا أن الخوف من القصف يجبر المعلمين والتلاميذ على تلقي العلم تحت الأرض.
يذكر أن المعلمين في مثل هذه المدارس السورية ليسوا سوى مجموعة من الناشطين السياسيين المعارضين للنظام السوري، الذين يحاولون الحفاظ على العملية التعليمية في سوريا، بعدما تغيب كثير من المدرسين بسبب الخوف من الموت من جراء القصف والحرب.