x

«أحياء وأموات» على مقاعد الدراسة في غزة

الأحد 14-09-2014 17:07 | كتب: الأناضول |
بدء العام الدراسي في غزة بدء العام الدراسي في غزة تصوير : رويترز

بدأ، الأحد، العام الدراسي الجديد في قطاع غزة، بعد تعطله نحو أسبوعين، جراء الحرب الإسرائيلية التي استمرت 51 يوما، وقامت المدارس بأنشطة غير منهجية ونفسية من أجل التفريغ عن الطلبة، وإزالة آثار الحرب الإسرائيلية، إلا أن لوعة فراق الزميلات والزملاء في الدراسة الذين سقطوا شهداء جراء العدوان الإسرائيلي تخيم على مدارس القطاع.

ورقة بيضاء احتلت مساحة صغيرة من مقعد خشبي، داخل فصل بإحدى المدارس بغزة، كانت كفيلة بتحويل فرحة الطالبة إيناس أبوالقمبز، 12 عاما، بعامها الدراسي الجديد إلى حزنٍ شديد، ودخولها في نوبة من النحيب أبكت معها بقية زميلاتها في الفصل.

الورقة حملت اسم رفيقة دربها وصديقتها غادة عيّاد، التي جلست بجوارها طيلة ستة أعوام ماضية من الدراسة معا في مدرسة «بنات الشجاعية» شرق مدينة غزة.

واليوم ومع بدء العام الدراسي الجديد، كان مقعد (عياد) خاليا، ولم يجلس عليه أحد، سوى وردة حمراء ترثي الصغيرة التي قتلت خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي استمرت51 يوما.

وتقول (أبوالقمبز) وهي تنظر بحزن إلى مقعد صديقتها الذي بات فارغا: «مع مين بدي ألعب (مع من سألعب)، راحت صحبيتي (غادرت صديقتي)، ما كنت باعرف انها ماتت (لم أكن أعرف أنها توفيت)، كنا ندرس معا ونلعب، حتى في أوقات الفسحة».

وتنهمر (أبوالقمبز) في نوبة ساخنة من الدموع، فيما تبدأ بقية زميلاتها في مشاركتها في نوبة البكاء.

و(عياد) واحدة من عشرات الطلبة الذين تركوا مقاعدهم الدراسية خلفهم خالية، راحلين عن حقائب المدرسة الجديدة والطابور الصباحي والنشيد الوطني وضفائر تتفنن الأمهات في تمشيطها لبناتهن.

وتقول المدرسة نجوى رمضان إن المعلمين، منذ ساعات الصباح الأولى، يتفقدون الطلبة الراحلين.

وتابعت: «وكأنه لا يكفي أن يشاهد الطلبة كل صور الدمار والحزن وهدم البيوت والتشريد، حتى يفاجأوا اليوم برحيل زملائهم، ويدخلوا في نوبات من البكاء، حزنا على أصدقائهم الغائبين بلا عودة».

وتقول وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، في بيان: «إن الذين استشهدوا من الطلبة قتلوا في الحرب الإسرائيلية الأخيرة».

وتؤكد أنها لاتزال تقوم بإحصاء عدد الطلبة الشهداء، وأنه من الصعب الحصول حتى اللحظة على رقم نهائي.

ووفق وزارة الصحة الفلسطينية، فإن عدد شهداء الحرب الإسرائيلية، التي بدأت في السابع من يوليو الماضي، بلغ 2157 فلسطينياً، بينهم أكثر من 570 طفلاً، معظمهم من الطلاب.

وقالت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية إن نصف مليون طالب وطالبة في قطاع غزة (من أصل مليون ومائتي ألف طالب بالضفة وغزة) توجهوا، اليوم، إلى المدارس الحكومية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين «أونروا».

وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، يوم 26 أغسطس الماضي، إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، تنص على وقف إطلاق النار، وفتح المعابر التجارية مع غزة، بشكل متزامن، مع مناقشة بقية المسائل الخلافية خلال شهر من الاتفاق، ومن أبرزها: تبادل الأسرى وإعادة العمل إلى مطار غزة وبناء ميناء بحري.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية