x

«يديعوت أحرونوت»: جنود إسرائيليون يرفضون تنفيذ أوامر بالتجسس على الفلسطينيين

الجمعة 12-09-2014 18:16 | كتب: رويترز |
مؤتمر صحفي لنتنياهو مؤتمر صحفي لنتنياهو تصوير : other

رفض عشرات من جنود الاحتياط في وحدة التنصت الإلكتروني العليا في إسرائيل التجسس مستقبلا على الفلسطينيين، الذين يعيشون تحت الاحتلال في خطوة تعنيف غير مسبوقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

ووقع على رسالة الاحتجاج 43 جنديا من الوحدة 8200، وأرسلوها إلى نتنياهو وكبار قادة الجيش كما نشرت أوسع الصحف الإسرائيلية انتشارا مقتطفات منها، الجمعة، وقال الجيش إن هذه الرسالة حيلة دعائية تقودها أقلية صغيرة بين أفراد الوحدة، غير أن الخطوة الشاجبة للتنصت على الفلسطينيين ودورها في شن ضربات جوية غالبا ما تسقط قتلى مدنيين فتحت نافذة على ممارسات سرية تظل عادة طي الكتمان.

وتندرج المسألة في جدال عالمي أوسع بشأن أخلاقيات ومعايير التنصت الرسمي إثر التسريبات الاعلامية، التي قام بها إدوارد سنودن، المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكية، في 2013.

ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن الرسالة: «نحن نرفض المشاركة في أعمال ضد الفلسطينيين ونرفض الاستمرار في استخدامنا كأداة لتعميق الحكم العسكري في الأراضي المحتلة».

وأضافت الرسالة أن مثل هذه الأعمال «تسمح بمواصلة مراقبة الملايين والرصد الشامل المقتحم واختراق معظم جوانب الحياة، كل هذا لا يتيح العيش عيشة عادية ويؤجج المزيد من العنف ويبعد أي نهاية للصراع».

ولم تنشر الصحيفة أسماء أي من الموقعين على الرسالة في مراعاة على ما يبدو لالتزام عدم الإفصاح عن الانتماء للوحدة 8200 التي تراقب الدول العربية وإيران بالإضافة إلى الفلسطينيين.

وأجرت الصحيفة وإذاعة الجيش الإسرائيلي مقابلات مع عدد الموقعين دون الكشف عن أسمائهم، واشتكوا مما وصفوه بجمع معلومات تنتهك خصوصية الفلسطينيين مثل ميولهم الجنسية أو مشاكلهم الصحية، التي «يمكن استغلالها لتجنيدهم كعملاء».

وتحتاج السلطات الإسرائيلية إلى إذن من المحكمة لتتمكن من التنصت على مواطنيها بمن فيهم الأقلية العربية التي تشكل 20% من السكان لكن العملية تصبح أسهل عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين.

وقالت «يديعوت» إن الرسالة ليست ذات صلة بالحرب الأخيرة على غزة، التي استشهد فيها نحو 2100 فلسطيني معظمهم من المدنيين، ولكن بعض المحتجين أسفوا لإسهامهم في ضربات جوية سابقة استهدفت كوادر في فصائل النشطاء، وأصيب فيها أبرياء.

وقال ضابط احتياط برتبة نقيب في الوحدة 8200 لراديو الجيش «ندرك الآن أن المسؤولية ليست فقط مسؤولية الجندي الذي يقف عند حاجز التفتيش، الجندي الذي يضغط على الزناد، وإنما تقع علينا نحن مسؤولية»، ولم يعلق مكتب نتنياهو على الفور على التقرير.

وقال مكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن أفراد الوحدة 8200 يلتزمون بالمعايير الأخلاقية «دون منازع سواء في مجال المخابرات في إسرائيل أو في العالم، ولديهم آليات داخلية للابلاغ عن شكاوى سوء السلوك».

وقال المكتب إن كتبة الرسالة تخطوا تلك الآلية مضيفا أن توجههم أولا إلى الإعلام «يطرح شكوكا قوية في جدية مزاعمهم».

وأوضح مسؤول في مكتب المتحدث العسكري أنه لا يوجد ما يدل على أن الموقعين على الرسالة ليسوا أعضاء في الوحدة 8200 بالفعل.

وقلل الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية في عهد نتنياهو، عاموس يدلين، من شأن الرسالة وقال إن 43 من جنود الاحتياط يشكلون «نسبة هامشية» من عدد العاملين في الوحدة 8200.

وتابع يدلين، الذي يدير حاليا مركز «آي.إن.إس.إس» للأبحاث في جامعة تل أبيب: «إنها شعبة كبيرة ومن الطبيعي أن يجنح عدد قليل من أفرادها نحو أقصى اليسار والبعض الآخر نحو أقصى اليمين».

ومنذ انهيار محادثات السلام مع الفلسطينيين، في 2000، واتخاذ الأوضاع مسارا عنيفا صدرت في إسرائيل بيانات اعتراض مشابهة من عدد صغير من قوات الاحتياط في سلاح الجو وفرقة المشاة الأولى فضلا عن فيلم وثائقي رشح لجائزة الأوسكار وشكك فيه مدراء سابقون لجهاز الأمن الداخلي، «شين بت»، في إمكانية استمرار الاحتلال.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية