قال جيرمي بن عامي رئيس ومؤسس جماعة اللوبي اليهودي الأمريكي (جاي ستريت) المناصرة لإسرائيل والمؤيدة للسلام في ذات الوقت، إن الوقت قد حان لكي تكُفّ أمريكا عن لعب دور «الشريك الصامت» إزاء النشاط الاستيطاني الإسرائيلي اللانهائي.
واعتبر «بن عامي»، في مقال نشرته صحيفة (لوس أنجلوس تايمز)، إعلان الحكومة الإسرائيلية مؤخرا عن خطط بمصادرة نحو ألف فدان بالقرب من بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة بهدف بناء المزيد من المستوطنات، بمثابة القشة التي ستقصم ظهر البعير في واشنطن.
ونوّه عن أن الولايات المتحدة على مدى عقود كانت تستقبل كل إعلان إسرائيلي عن بناء مستوطنات جديدة ببيانات مستهجنة.. وعادة ما تضمنت تلك البيانات الصادرة عن البيت الأبيض أو الخارجية عبارات مثل «خطوة غير مساعدة» أو «كفيلة بمردود عكسي» أو حتى «غير مبررة»... ومن جانبها كانت الحكومات الإسرائيلية المتوالية تتجاهل تلك البيانات حتى نمى تعداد المستوطنين خارج الخط الأخضر من نحو 10 آلاف عام 1972 إلى نحو 515 ألف اليوم.
ورأى «بن عامي» أن «الوقت قد حان لكي تضغط أمريكا على إسرائيل وتترجم بياناتها إلى واقع ملموس».. وتساءل «كيف يتسنى للعالم انتظار قيادة حقيقية وتحرك فاعل من جانب أمريكا إزاء عناصر عدائية في الشرق الأوسط إذا كان أقرب أصدقائها بالمنطقة -إسرائيل- يتجاهل بشكل صارخ سياساتها؟».
وقال إن واشنطن تستطيع عمل الكثير.. ذلك لأن الإسرائيليين يفهمون جيدا أن أهم علاقة دولية ترتبط بها دولتهم مع أمريكا، الحليف الوحيد الذي يمكن لإسرائيل الاعتماد عليه، والوحيد الحائل دون عزلها دبلوماسيا بشكل نهائي بسبب هذه القضية.
ورأى أنه حال أصدرت أمريكا بيانا أكدت فيه أنها بصدد عمل مراجعة شاملة لسياستها إزاء النشاط الاستيطاني الإسرائيلي، مراجعة تضم كافة الوزارات المعنية في الحكومة الفيدرالية، لاشك أن هذا سيحمل إسرائيل على التوقف وإعادة النظر في الأمر.. أما إذا خطت إدارة الرئيس باراك أوباما خطوة أكبر وأعلنت أن أمريكا تنظر إلى المستوطنات ليس فقط باعتبارها «خطوة غير مساعدة» أو «غير مبررة» ولكن باعتبارها غير قانونية بموجب القانون الدولي المنصوص عليه في اتفاقية «جنيف الرابعة»، عندئذ سيدرك المواطن الإسرائيلي العادي أن تصميم حكومته على المضي قدما في بناء المستوطنات قد تسبب في إحداث ضرر حقيقي وخطير بالعلاقات الأمريكية-الإسرائيلية.
وقال «بن عامي» إنه على قادة إسرائيل وشعبها الاختيار بين حلّ الصراع مع الفلسطينيين ببناء دولتين، أو ترْك النزاع هكذا محتدما دونما حلّ.. «ومن المؤسف أن حكومة إسرائيل الحالية تبدو، ولا سيما بعد هذا القرار الاستيطاني الأخير، مُصرّة على الاختيار الخاطئ مرة تلو الأخرى».
واختتم بن عامي بالقول إن «الولايات المتحدة كصديق وحليف تدين لإسرائيل وللإسرائيليين بالنصيحة: وهي أن الاستمرار في التوسع الاستيطاني يقوّض فُرص السلام، ويُضعف ويعزل إسرائيل ويضرّ بالعلاقة الأمريكية-الإسرائيلية».