رغبتهن في إضفاء لمسة جمالية على الأماكن، دفعتهن لدراسة الديكور في كلية الفنون الجميلة، لكن طريقهن «الرمادى» من وإلى الكلية يوميا استفز النزعة الفنية التي بداخلهن، فقررن تجميل الشارع.
العوادم والغبار والأسفلت حولت القاهرة لمدينة رمادية، لكن كما تصف طالبات قسم الديكور بكلية الفنون الجميلة، اللاتى قررن تلوينها، من خلال حملة أطلقنها تحت شعار «تلوين المدينة الرمادية»، تقول إيناس عوض، عضوة بالحملة: «إحنا مجموعة من طلبة كلية فنون جميلة، قررنا نجمل القاهرة لإنها بالنسبة لنا رمادية، نظرا لافتقارها للألوان، فالشوارع والشجر والحيطان ألوانها رمادية، وبدأنا بتلوين السلالم».
وتضيف رنا طارق: «مابنشوفش ألوان في حياتنا غير اللى على الورق في الكلية، فقولنا ننزل نلون الشارع، لأن الألوان تبعث البهجة والسعادة في قلوب الناس».
حركة مستمرة، مجموعات عمل مقسمة ما بين تجهيز الألوان والرسم على السلالم، ومارة يشجعون انتفاضتهم الفنية بـ«الله ينور»، هذا هو حال سلم كوبرى 15 مايو، المطل على العجوزة وقت عملهن على تلوينه.
لم تكن مبادرة «تلوين المدينة الرمادية» نشاطا عشوائيا، فقبل البدء في وضع الفرشاة على حائط أو سلم عام، الطالبات توجهن إلى محافظة الجيزة لاستخراج التصاريح وإتمام الإجراءات القانونية اللازمة ثم إرسالها للحى، أملا في مساعدة الحى لهن في تنظيف السلم، وهو ما لم يحدث، تقول رامة أحمد: «الحى لم يقدم لنا المساعدة، فطلبنا عمال نظافة ولم يأت أحد، وتأخروا على الميعاد المحدد 4 أيام، بالإضافة إلى عدم إعطائنا المعدات على الرغم من وجود الفُرش والدهانات بمخازن الحى، وهذا ما دفعنا لتمويل الفكرة ذاتيا».
وبعد الانتهاء من السلم الأول، تشجعت الفتيات لتجميل العاصمة كلها، خاصة بعدما لاقين من المارة، تقول مروة ناصر، إحدى المشاركات بالمشروع: «الناس اتبسطت وشجعتنا، وهذا ما سيجعلنا نقدم المزيد.. إحنا ناويين نلون مصر كلها».
