x

خبير أمريكي: «داعش» قد يشكل المسمار الأخير في نعش عملية السلام وحل الدولتين

الأحد 07-09-2014 12:26 | كتب: أ.ش.أ |
أسباب انضمام الأوربيين لـ«داعش» أسباب انضمام الأوربيين لـ«داعش» تصوير : other

حذر آرون ديفيد ميلر، الخبير الأمريكي في شؤون المفاوضات العربية- الإسرائيلية، من أن يمثل تنظيم داعش المسمار الأخير في نعش عملية السلام وحل الدولتين.
ونوّه ميلر، في مقال نشرته مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية، عن خطورة الإرهاب والإرهابيين على أي اتفاق سلام مطروح بين الإسرائيليين والفلسطينيين،
وقال: «إن الخطورة هذه المرة ليست آتية من مصادرها المعتادة مثل حماس وحزب الله وغيرهما من الجماعات التي تعكس تطلعات قومية، وإنما الخطورة آتية من تنظيم يتصف بالعالمية وتعدّد الجنسيات ويُبيح الكثير من المحرمات كقتل وتعذيب حتى أبناء الدين نفسه من المعتدلين وأقليات ويسترقّ النساء ويأتي على الأخضر واليابس».
وأضاف: «وعلى الرغم من أن داعش لايزال حتى الآن بعيدا عن مسرح الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، فإن التنظيم يمثل تهديدا ناسفا لآمال الفلسطينيين في قيام دولتهم».
وتابع: «إذا كانت الأزمات والحروب قد أثمرت في السابق عن مكاسب على صعيد الصراع العربي الإسرائيلي وإحداث تغيير حقيقي، على غرار ما أثمرت عنه حرب أكتوبر 1973 من زيارة الرئيس المصري الراحل أنور السادات لإسرائيل، وما أثمرت عنه الانتفاضة الأولى من الدفع لاتفاقية أوسلو، وما تمخضت عنه حرب الخليج الأولى من التمهيد لمؤتمر مدريد للسلام- إلا أن الأزمات أيضا، ولا شك أن داعش يمثل أزمة قائمة، يمكن أن تثير الهواجس وتستفز أطرافا مختلفة لتصبح عازفة عن تقديم تنازلات بدلا مما باتت عليه من الاستعداد لتقديمها، ولاسيما في أوقات الضبابية وعدم اليقين».
وقال آرون ديفيد ميلر: «إن ظهور داعش كفيل بإلحاق ضرر بالغ بعملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين لعدة أسباب: منها الجبهة الشرقية وغور الأردن: إن إسرائيل لن تسمح بوجود عدو على حدودها الشرقية، وعلى الرغم من استقرار الأردن في الوقت الراهن فإن استيلاء داعش على ثاني أكبر المدن العراقية في غضون ساعات واستيلاءه على شمال شرق سوريا يثير قلق إسرائيل المتخوفة بالفعل من وجود خلايا للتنظيم بالضفة الغربية، وعليه فمن المرجح أن يزداد إصرار إسرائيل على استمرار تواجدها في الضفة وغور الأردن».
وعن الدور الأمريكي وممارسة الضغوط على إسرائيل، رأى صاحب المقال أنه «في ظل وجود جبهة النصرة في الجولان شمال إسرائيل وداعش زاحفة من العراق شرقا، فإن الضغط على إسرائيل سيكون خيارا مُستبعدا، ولاسيما إذا فشلت المفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي».
وعن ضغوط الدول العربية على إسرائيل، نوّه الكاتب عن «تغيّر أولويات تلك الدول، ولاسيما السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن، بعد ظهور داعش الذي تركها جميعا مع إسرائيل، بل أمريكا في خندق واحد، بحيث باتت الجماعات المسلحة المتطرفة تمثل خطرا على تلك الدول أكثر آنيةً مما يمثله الخطر الإسرائيلي، ما يرجّح تراجع ضغوط تلك الدول في الوقت الراهن على إسرائيل وأمريكا لتحريك عملية السلام المتوقفة».
واختتم ديفيد ميلر مقاله بالقول: «إن حل الدولتين لم يكن ينقصه ظهور (داعش) في سوريا والعراق، ولاشك أن أكبر المتضررين من ظهور هذا التنظيم هم الفلسطينيون».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية