قبل أن يصبح الكمبيوتر عاملًا رئيسيًا في معظم البيوت المصرية، وقبل أن يكون الدخول إلى الإنترنت متاحًا للكثيرين من خلال تليفوناتهم المحمولة، وفي عصر ما قبل ظهور ألعاب «الفيديو جيم والبلاي ستيشن والأتاري»، كانت هناك ألعابًا شهيرة داخل كل شارع وحارة مصرية، انشغل بها الأطفال والمراهقين والشباب كل حسب ما يناسب عمره.
تلك الهوايات والألعاب واجهت اندثارًا واختفت تمامًا من حياتنا رغم أنها كانت أيقونة ثابتة صيفًا وشتاءً في شوارعنا، قبل أن تتحول الآن إلى مجرد ذكريات.
وترصد «المصري اليوم» أشهر الألعاب التي اشتهرت في الشواع والحارات المصرية قبل بداية الألفية الجديدة، والتي تربى عليها أجيال كاملة.
1. تربية الحمام
- فوق سطح معظم البيوت خاصة في المناطق الشعبية، كنت تستطيع أن تقف وتحصد العشرات من «غيّات الحمام»، وفي «ساعة العصاري» ترى صاحب «الغيّة» وهو يلوح بأحد الأعلام لسرب الحمام الذي يطوف حوله، يدعوه صاحبه للعودة إلى «الغيّة» قبل أن تغيب الشمس ويضل طريق العودة.
هواية تربية الحمام تعرضت لأكبر نكساتها أثناء انتشار فيروس أنفلوانزا الطيور بخلاف تأثير ثورة التكنولوجيا والانترنت عليها.
2. الطيارات الورقية
- مع انتهاء امتحانات آخر العام، وبداية الصيف كنت تلاحظ الطائرات الورقية تملأ السماء بمجرد أن ترفع رأسك إلى الأعلى، وكان الأطفال والمراهقون ينشغلون بشراء أوراقها والبوص والخيط الثقيل لتجميع طائراتهم الورقية وتصنيع ذيولها من رقائق الورق الملون الشفاف.
3. «السبع طوبات»
- لعبة من ألعاب الشارع، كانت تتطلب فريقين، وكرة صغيرة و7 طوبات، ينقسم الفريقين ويقف أحد أفراد كل فريق على خط مرسوم ماسكًا الكرة وعلى يمينه ويساره يقف باقي الفرقتين، ثم يقذف الكرة على الطوب محاولاً إسقاطه، فإذا أصاب الهدف ووقع الطوب يجري باقي فريقه تجاه «الطوبات» محاولين إعادة الطوب إلى ما كان عليه، وعلى الفريق الآخر محاولة منع الفريق الأول من إعادة وضع الطوبات مكانها باستخاد الكرة، التي يتم إلقائها على كل من يقترب من «الطوب»، وكلما لمست الكرة أحدهم اعتبر مغلوباً ويخرج من الملعب مكلفًا فريقه نقصًا عدديًا، فإذا أعادوا الطوب قبل هزيمتهم جميعاً نالوا نقطة، ويعاد اللعب إلى أن ينهزم جميع أفراد الفريق الأول، ثم يتبادل الفريقين المهام وهكذا.
4. «الكرة الشراب»
- رغم أن كرة القدم مازالت اللعبة ذات الشعبية الأولى في العالم، فإنها فقدت سمة جميلة كانت معروفة في تلك الأيام وهي ليست متعلقة بممارسة اللعبة، بل بصناعة الكرة نفسها، والتي كان أطفال الشارع الواحد يجمعون المال من مصروفهم لشراء غراء شفاف «كُلّة» وخيط بروتكس، وهو خيط مطاطي، ومجموعة من الشرابات القديمة لدى كل منهم تعقد جميعها لتكوين الكرة بالحجم الذي يرغبون به.
وكان يُعرف لاعب الكرة الشراب بمهارته العالية جدًا ومراوغاته المبهرة، وحتى الآن يستخدم المعلقين تعبير «هدف كرة شراب» للتعبير عن المهارة العالية المستخدمة في إحراز الهدف أو المراوغة.
5. «النحلة أو الدبّور»
- وتعرف في المناطق العريقة والشعبية بـ «السن التؤيبي»، وهي لعبة يابانية الأصل، وعرفها العرب ونقلوها للمصريين، وهي عبارة عن نحلة خشبية مخروطية الشكل ويركب فيها سن من الحديد، وتلف بخيط دوبارة وترمى على الأرض وقبل وصولها للأرض يسحب اللاعب خيط الدوبارة بسرعة لتنزل النحلة على الأرض وهي تدور بسرعة، ويفوز المتسابق صاحب أطول زمن لدوان الدبور على الأرض.
6. «البلي»
- وهي كرات زجاجية صغيرة شفافة وبها مياه ملونة أو بلونها الطبيعي، ومنها ما بداخله ريش ملونة بـ4 ألوان، أو 4 ريش من لون واحد، وكانت تسمى «البلية الدكر»، وكان لكل طفل في الشارع مجموعته من «البلي»، وكان كل طفل يتباهى بأحجام البلي الخاص به وألوانه.
7. «الأولى»
- تعرف أيضًا بالمربعات وكانت تمارس من قبل البنات أكثر، برسم شكل مكون من مربعات 6 أو 8 أو 10، وكل فتاة معها حجر صغير، تبدأ اللعبة بإجراء القرعة لاختيار من التي ستبدأ منهن أولًا باللعب.
ترمي الفتاة صاحبة الدور حجر على المربع الأول على ألا يقع خارج المربع المقصود أو على الخط وإلا تعتبر خاسرة، ثم تقفز إلى داخل هذا المربع وهي تقفز على قدم واحدة، بينما تبقى القدم الأخرى مرفوعة عن الأرض، بحيث لا تلامسها أبدًا.
وتقوم الفتاة بدفع الحجر بقدمها إلى الأمام في المربعات الأخرى بالترتيب ويجب أيضًا ألا يستقر الحجر خارج المربع المقصود أو على الخط، وتستمر دفعها في كل المربعات حتى تعود الى النقطة التي كانت تقف عليها في البداية خارج المربعات.
8. «قفاشة الملك»
- لعبة جماعية، تعتمد على السرعة في الجري وليس الاختباء، فبعد إجراء القرعة على من يبدأ الدور ليكون «القفاش»، يبدأ هذا الطفل في الجري خلف من يشترك في الدور، محاولًا الإمساك بأي شخص، وعندما ينجح في الإمساك بصديقه، يكون انضم إلى مهمته شخص جديد، ليسعيان في الإمساك بالباقي، وهكذا، كلما نجحا في الامسكاك بشخص زادت قوتهم وزاد الأدرينالينفي جسم الآخرين لأنهم أصبحوا قلة مقارنة بعدد «القفاشين»، وتنتهي اللعبة عندما ينجح طفل واحد فقط في الإفلات من الإمساك، وحينها يتم إعلانه ملكًا على الجميع، ليختار بنفسه من يكون «قفاش» الدور الجديد.
9. «كهربا»
- أحد ألعاب المساكة أيضًا ولكن تعتمد في الأساس على المراوغة والمطاردة، وفيها يحاول المساك لمس أي من المتسابقين وعند اقتراب المساك من أحد اللاعبين ويشعر بأنه سيتم لمسه يهتف «كهربا» ويقف ثابت دون أن يتحرك، وفي هذه الحالة سيكون من غير المؤثر لمسه، ثم يتحرك آخر تجاهه لنجدته بأن يركض نحوه أثناء اغبتعاد المساك عنه ويلمسه ويهتف «شِد الكوبس»، وهكذا، وعلى المساك أن يلمس أي متسابق وهو بعيدًا عن حالة «كهربا».
10. «استغماية»
- لعبة اختباء طريفة، تمارسها مجموعة مكونة من 3 أطفال أو أكثر، وكلما زاد العدد تصبح اللعبة أكثر طرافة ومتعة، وتختار المجموعة واحدًا منها ليصبح مسّاك، فيوجه وجهه لأي حائط ويغمض عينيه وأحيانًا يغطي وجهه بكفيه لضمان عدم الرؤية أو مراقبة أحد اللاعبين أثناء تفرقهم لواختفائهم مكان للاختباء.
ويبدأ الشخص بالعد حتى رقم 10 ثم يهتف «خلاويص»، فترد المجموعة «لسه» فيصمت لثواني ثم ينادي «أجيب البوليس؟»، فيكون وقتها استطاع عدد من المجموعة الاختباء وعدد آخر ما زال يبحث عن مكان جيد ليختبئ به، فيرد غير المختبئ «لسه»، فيصمت مجددًا لثواني ويكرر «خلاويص؟»، وعندما لا يتلقى ردا يترك الحائط ويبدأ في البحث محاولًا إيجاد أحد اللاعبين وإمساكه.
11. «ثبّت»
لعبة تشبه «الأستغماية» كثيرًا بخلاف أن المتسابقين عليهم أن يختبئوا تمامًا من المساك وألا يراهم أبدًا حتى يصلوا لـ «الأُمّة»، وإذا حدث وكشف المساك مكان اختباء يكفي أن يقول «ثبّت» مع ذكر اسم اللعاب، مثل «ثبت أحمد»، وهنا على اللاعب الوقوف جانبًا حتى ينتهي الدور تمامًا.
12. «كيكا ع العالي»
- تشبه الاستغماية لكن بها تفاصيل مختلفة في طريقة اللعب، وتتكون من مجموعة متسابقين يختارون من بينهم لاعبًا ليكون مسّاك، ويتفرق اللاعبون ويجرون محاولين الإفلات من الإمساك بهم، وعندما يشعرون باقتراب وقوعهم في براثن الشخص المساك، يتسلقون أقرب مكان مرتفع ويقولون «كيكا على العالي»، وهكذا يتكرر الموقف حتى يحاول المساك مسك أحدهم قبل أن ينجح في الوقوف على مكان مرتفع مرة أخرى، والمكان المرتفع قد يكون سيارة مركونة، أو حجر كبير، أو حتى عمود نور يمسك به المتسابق بشرط ألا تكون قدمه على الأرض.