أثار إعادة نشر فتوى لدار الإفتاء المصرية تحرم المحادثة على الإنترنت أو «الشات» بين الرجال والنساء جدلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في ظل نشرها بعد ساعات من قرار وزير الشباب منع الاختلاط بين الجنسين في صالات الرياضة أو «الجيم»، حيث اعتبر البعض القرارين يعكسان توجهًا متشددًا للدولة، وتنضم فتوى دار الإفتاء إلى قائمة فتاوى دول مثل السعودية والأردن، التي حرمت «الشات» كذلك، فيما أباحته دول أخرى كفلسطين وإيران، ضمن ضوابط محددة.
«لا تجوز المحادثة الإلكترونية بين رجل وامرأة كل منهما أجنبي عن الآخر إلا فى حدود الضرورة، لما فيها من فتح أبواب العبث والشر ومدخل من مداخل الشيطان وذريعة للفتنة والفساد»، كان هذا نص فتوى دار الإفتاء المصرية، والتي خرجت في بادئ الأمر عام 2011، فيما تم إعادة نشرها عدة مرات في عامي 2013 و2014.
وتتماشى فتوى دار الإفتاء المصرية مع التوجه السعودي في الأمر ذاته، حيث اعتبر الشيخ عبد الله المطلق، عضو هيئة كبار العلماء، أرفع هيئة دينية في السعودية، المحادثات الإلكترونية بين الجنسين «خلوة»، مفسرًا ذلك بأن «بعض الأحاديث تكون شخصية بينهم ولا يعلم بها سوى الله تعالى»، فيما أكد أن «الشيطان يكون حاضرًا عند حديث النساء مع الرجال».
ودعا «المطلق» النساء ألا يتحدثوا مع الرجال عبر برامج «الشات»، حتى ولو بغرض النصح والإرشاد، حسب تعبيره. ومن السعودية إلى بلاد الشام، أفتت دائرة الإفتاء العام بالأردن بتحريم غرف المحادثات و«الشات» بين الجنسين، «حتى في الأمور الدينية»، حسب قول الدائرة. وجاء تبرير الفتوى الأردنية لـ«ما يترتب على هذه المحادثات من تساهل في الحديث يدعو إلى الإعجاب والافتتان غالبًا، ويفتح للشيطان بابًا للمعاصي، فيبدأ الحديث بالكلام المباح، لينتقل بعد ذلك إلى كلام العشق والغرام، وبعدها إلى المواعدة واللقاء»، فيما أضافت الدائرة في فتواها أن هذه المحادثات «جرّت على أهلها شرًا وبلاء، فأوقعتهم في العشق المحرم، وقادت بعضهم إلى الفاحشة الكبيرة».
وعلى الجانب الآخر، في إيران، نقلت المواقع العربية، في يناير من العام الحالي 2014، فتوى للمرشد الأعلى للنظام الإيراني، آية الله خامنئي، يحرم فيها بدوره المحادثات بين الرجل والمرأة، حيث اعتبره «من المفاسد الاجتماعية»، فيما رد مكتب المرجع السيد علي خامنئي في لبنان قائلًا إن الفتوى قد تم تحريفها، حيث أكد أنها قصدت تحريم المحادثات التي تحوي الكلام في الأمور التي تثير الغرائز والإيحاءات الجنسية.
أما فلسطين، فقد أصدرت فيها هيئة الفتاوى فتوى بشرعية المواعدة بين الشباب من الجنسين عبر الإنترنت، حيث أكدت أن «الدردشة» عبر الإنترنت أصبحت «ضرورة لابد منها» في هذا العصر، إلا أن الفتوى الفلسطينية وضعت ضوابط لتشريعها، حيث أكدت وجوب التزام المحادثة بـ«الالتزام بالأخلاق والتعاليم الدينية»، كما أكدت الهيئة أن «مثل هذا التعارف بين الجنسين مباح بغرض الزواج ووفقاً لظروف محددة».
الجدير بالذكر أن كل تلك الفتاوى قد أثارت جدلًا كبيرًا وقت صدورها، بين مؤيد ومعارض، وقد تجدد هذا الجدل مع إعادة تداول فتوى دار الإفتاء المصرية، حيث دشن الناشطون على موقع «تويتر» هاشتاج «الشات_حرام»، مستخدمينه للتعليق على الفتوى، فيما كانت السخرية هي الغالبة على تعليقات الشباب.