x

قسطل.. «300 متر» تعيد «شريان الحياة» بين القاهرة والخرطوم

الخميس 28-08-2014 23:02 | كتب: خير راغب |
وزيرا النقل والصناعة يفتتحان معبر قسطل ويدخلان السودان وزيرا النقل والصناعة يفتتحان معبر قسطل ويدخلان السودان تصوير : حسام فضل

سار المهندس هانى ضاحى، وزير النقل، ومنير فخرى عبدالنور، وزير الصناعة والتجارة، مسافة 300 متر تقريبا على أقدامهما لكى ينتقلا من الحدود المصرية فى قسطل، إلى مخيم الاحتفالات السودانى فى مدينة أشكيت، بعد إصرار الجانب السودانى على بدء الاحتفال بافتتاح معبر «قسطل- اشكيت».

الاحتفالات بدأت فى السودان، وتم عقد مؤتمر شعبى حضره نحو 3 آلاف شخص من الشعبين تخللته هتافات شعبية وبعدها تم ذبح ثور قبل افتتاح المعبر، وقامت خلالها فتاتان سودانيتان بتقليد المهندس هانى ضاحى، وعبدالواحد يوسف، وزير الطرق والجسور السودانى، طوقين من الورود أثناء قص شريط المعبر.

فمنذ أن استقلت السودان عن مصر فى يناير 1956 لم تفتح الحدود على مصراعيها أمام الجهات الرسمية والشعبية إلا فى احتفالات افتتاح معبر «قسطل/ أشكيت» التجارى البرى بين البلدين أمس الأول، فالأمن من الجانبين لم يستطع أن يسيطر على تلاحم الشعبين فى لحظة تاريخية استمرت لنحو ساعتين تقريبا داخل الحدود السودانية.

أعقب الاحتفال بدء تطبيق القواعد الرسمية فى عمليات الدخول والخروج من المعبر، إثر تعالى هتافات مواطنين «عاش شعب وادى النيل» و«عاشت وحدة وادى النيل»، كما هتف الوزراء وراء أبناء الشعبين اللذين تربطهما أواصر وعلاقات تنتصر على الاختلافات السياسية.

الاهتمام السودانى الشعبى والرسمى قابله اهتمام مصرى شعبى ورسمى، كما خصصت وزارة النقل طائرة خاصة قامت باستئجارها من «البترول»، لنقل «ضاحى» و«عبدالنور»، وشارك أحمد الوكيل، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، وقيادات من القوات المسلحة ورجال الصحافة والإعلام فى الاحتفال، بعد رحلة استغرقت ساعتين من القاهرة حتى أبوسمبل، ومنها انتقل الجميع عبر عبارات الجيش الذى أنشأ مرسيين فى أبوسمبل وقسطل لخدمة حركة التجارة والمعبر التجارى الجديد.

وزير النقل المصرى قال إن الحفاوة الشعبية والرسمية التى قوبل بها لحظة الافتتاح تؤكد عمق روابط وأواصر الصداقة بين البلدين وأن مصر حريصة على التواصل والتعاون الدائم مع شعب السودان الشقيق.

وأضاف «ضاحى» أن افتتاح المعبر يسمح للشاحنات المحملة بالبضائع بنقلها إلى البلد المستورد وعودتها محملة ببضائع إلى الطرف الثانى، وذلك بهدف تعظيم الاستفادة من أسطول النقل بين البلدين طبقاً لبروتوكول التعاون الموقع بينهما.

وتابع أن هناك حدثا آخر عظيما ينتظر البلدين وهو تدشين معبر «أرقين/ دنقلة»، على الطريق الرئيسى لمصر والسودان، مشيرا إلى أن هذا المعبر بوابة محور التنمية لمشروع «القاهرة/ كيب تاون».

وطالب رجال الأعمال بالانتقال إلى قسطل وأرقين وأن ينشئوا صناعات بهما، خاصة أن الدولة جهزت البنية الأساسية، مؤكدا أن نجاح وزيادة حركة التجارة بين مصر وأفريقيا بصفة عامة مرهون بنجاح رجال الأعمال فى إنشاء مصانع فى هذه المنطقة.

وأوضح أن الطريق الدولى الجديد (قسطل- وادى حلفا) الذى يربط مصر بالسودان سيخفض بشكل كبير تكلفة نقل الطن الواحد بين البلدين من 1200 دولار عبر النقل الجوى إلى 200 دولار كما يتيح انتقال الأفراد من الخرطوم إلى الإسكندرية ومنها إلى دول المغرب العربى والعكس، كما أنه يربط بشكل مباشر بين بلدة قسطل فى جنوب مصر ومدينة حلفا شمال السودان.

وقال منير فخرى عبدالنور، إن افتتاح معبر قسطل بمثابة «شريان حياة»، على خط عرض 22، كما يعتبر امتدادًا زراعيًا وتجاريًا بين البلدين.

وأضاف أن التاريخ يؤكد أن السودان امتداد جغرافى لمصر ومصر امتداد جغرافى للسودان، مؤكدا أن هدف الحكومة المصرية استكمال طريق التعاون من خلال الاستثمار والتبادل التجارى.

مشيرا إلى أنه جاء بصحبة المهندس هانى ضاحى، لافتتاح المعبر ومعه عدد من رجال الصناعة ليتعرف على رؤيتهم فى تنمية ودعم المشروع الجديد.

وأكد اللواء مصطفى يسرى، محافظ أسوان، فى مؤتمر صحفى بمناسبة افتتاح المعبر، أمس الأول، «أنه يمكننا من خلال المعبر استيراد كيلو اللحم بـ34 جنيهًا، وسنوفر عبَّارات تتبع المحافظة لنقل الشحنات بالمجان»، معتبرًا أن المشروع سيكون بوابة مصر إلى أفريقيا، وبوابة السودان إلى أوروبا.

وقال عبدالرحيم سر الختم عمر، القائم بأعمال القنصل العام، إن افتتاح المعبر حدث تاريخى، وسيتم فى الفترة المقبلة التركيز على كيفية زيادة حركة التجارة بين البلدين، وأن دور رجال الأعمال فى الجانبين تنمية التبادل التجارى.

وأعلن أحمد الوكيل، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، أنه سيدعو رجال الأعمال لزيارة المنطقة لتحديد احتياجاتهم والمشروعات التى يتم إنشاؤها، مشيرا إلى أن هناك ميناء آخر هو «أرقين- دنقلة» سيكون عليه إقبال فى حركة التجارة، وأن الأمر متروك لرجال الأعمال وفق التسهيلات التى ستقدمها الحكومة لهم.

وأكد اللواء جمال حجازى، رئيس هيئة الموانئ البرية، أن الاتفاق النهائى بين الجانبين كان نتاج 24 اجتماعا عقدت بين مسؤولى البلدين، وتم التنسيق خلالها على جميع المجالات، مشيرا إلى أن مواعيد العمل بالمعبر ستبدأ من الـ 9 صباحاً إلى 3 عصراً شتاء ومن 9 حتى 4 عصراً صيفاً، طبقاً لمواعيد عمل بحيرة ناصر التى تعمل نهاراً فقط.

وأضاف «حجازى» أن الموانئ البرية حققت إيرادات بلغت 102 مليون جنيه، العام الماضى، نتيجة تحصيل رسوم عبور وإيجار الأنشطة المصاحبة للميناء، بالإضافة إلى أن إيرادات جمارك الموانئ نحو مليار جنيه من رسوم عبور الشاحنات والبضائع من المنافذ.

وأوضح أن الهيئة وضعت استراتيجية لتفعيل أنشطة الموانئ الجافة والمناطق اللوجستية وتم تقسيمها إلى ثلاث مراحل ومن المقرر أن تستغرق كل مرحلة من 2 إلى 3 أعوام.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية