أكد الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، أن دار الإفتاء المصرية عبر رصدها لمقولات التكفير والآراء الشاذة؛ رأت أن هناك خطرًا داهمًا بسبب زيادة الصور النمطية المشوهة للإسلام خاصة في الغرب، وتمثل ذلك في استخدام وسائل الإعلام لمصطلح «الدولة الإسلامية» عند الحديث عن التنظيم الإرهابي المنشق عن القاعدة في العراق والشام.
وأشار مستشار المفتي، في حوار أجراه معه التلفزيون الفرنسي الرسمي الخميس، أن دار الإفتاء المصرية نادت بحملة دولية لتصحيح المفاهيم والتأكيد على أن تلك الممارسات الإرهابية المتطرفة لا تمت إلى الإسلام بصلة، مطالبًا وسائل الإعلام بعدم إطلاق اسم «الدولة الإسلامية» على هذا التنظيم واستبداله باسم «منشقو القاعدة».
وأوضح نجم أنه ظهر في العالم الآن نتوءات في جسد الإسلام فهناك «منشقو القاعدة» في العراق والشام، وهناك «بوكو حرام» في إفريقيا، والتي أعلنت ما أسمته الخلافة الإسلامية، وهي خلافة مزعومة، بحسب وصفه، وكذلك هناك «طالبان» في شرق آسيا.
وأشار إلى أن هذه الجماعات المتطرفة قد شوهت صورة الإسلام، وجلعتنا نعيش أجواء مشابهة لأجواء حادي عشر من سبتمبر جديدة ولكن هذه المرة من داخل الأمة الإسلامية.
وأضاف «نجم» أن كل هذه العوامل دفعت دار الإفتاء المصرية إلى تولي الرد على تلك الأفكار المتطرفة، فأنشأت صفحة خاصة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» لتفكيك هذا الفكر، وتناولت العديد من الموضوعات مثل الجهاد ومفهومه، وتعامل الإسلام مع غير المسلمين، حيث أدنا بشدة تهجير الإرهابيين لمسيحيي العراق وقتلهم، وكذلك التعامل مع المرأة وبيان مكانتها في الإسلام للرد على ما سمعناه من بيع وشراء للنساء خاصة في العراق من قبل «منشقو القاعدة».
وقال نجم : «نريد من وسائل الإعلام خاصة الغربية أن تتعاون معنا لتصحيح تلك المفاهيم وتصحيح الصورة»، مشيرًا إلى أن التطرف ليس مرتبطًا بدين معين، وعلى وسائل الإعلام القيام بمسؤوليتها الأخلاقية في تهميش المتطرفين وغير المتخصصين، وأن يستضيفوا أهل التخصص الوسطيين .
وأكد أنه على الجميع أن يواجه هذا الخطر الداهم الذي لن يوجه للمسلمين فقط، ولكنه قد يصل إلى الغرب كذلك، خاصة وأن عدداً من مقاتلي منشقي القاعدة من أوروبا وأمريكا.