قال اقتصاديون إن معدلات النمو في الاقتصاد الإسرائيلي خلال 2014 ستشهد أسوأ النسب التي سجلتها منذ 2002، أي منذ «انتفاضة الأقصى»، عندما بلغت نسبة النمو حينها 1.6٪.
وذكر الاقتصاديون أن أرقام الربعين الأول والثاني، وما تشهده السوق الإسرائيلية على الأرض للربع الثالث الحالي، وتبعاتها على الربع الأخير، ستؤدي إلى تسجيل الاقتصاد الإسرائيلي نسب نمو لا تتجاوز 1.5٪ لـ 2014.
وبلغت نسبة النمو الاقتصادي خلال الربع الأول الماضي نحو 2.8%، مقارنة مع 3.2٪ خلال الفترة المناظرة من 2013، بينما بلغت 1.7٪ للربع الثاني الماضي، مقارنة مع 5.1٪ في الربع الثاني من 2013.
واعتبر الخبير في الاقتصاد الإسرائيلي، الدكتور توفيق الدجاني، إن ما شهده الاقتصاد العالمي خلال الربعين الأول والثاني، وتراجع الدولار الأمريكي أمام الشيكل الإسرائيلي، أدى إلى تراجع قيمة الصادرات «يضاف له تراجع الطلب على الصادرات الإسرائيلية لوجود بدائل أقل ثمنا».
وأضاف: «حتى اللحظة، فإن الزيارات التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى عدد من دول جنوب وشرق آسيا خلال الربع الثاني، بهدف فتح أسواق واستثمارات جديدة، لم تحقق المأمول منها، والدليل أرقام النمو المتدهورة».
وشبه المعاناة التي يعيشها الاقتصاد الإسرائيلي في الوقت الحالي بتلك التي عاشها قبل نحو 12 عاماً، وهي أسوأ السنوات للاقتصاد الإسرائيلي، حيث كانت «انتفاضة الأقصى»، والعمليات الاستشهادية داخل المدن الإسرائيلية في أوجها.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد زار عددا من دول جنوب وشرق آسيا، منتصف مايو الماضي، بهدف فتح أسواق جديدة للصادرات الإسرائيلية، وجذب مستثمرين جدد إلى تل أبيب.
وأعلن بنك إسرائيل، الإثنين الماضي، عن خفض ثان في غضون شهر، على أسعار الفائدة، لتستقر عند 0.25٪، بهدف إعادة الحياة للاقتصاد الإسرائيلي خلال الفترة المقبلة.
وقال الباحث في الاقتصاد الإسرائيلي، مهند عقل، إن خفض نسبة الفائدة شكل مفاجأة للاقتصاد الإسرائيلي ككل، «لأن السياسيين والاقتصاديين في الدولة العبرية، كانوا ينتظرون طرقاً أخرى أكثر ضمانة لرفع أرقام النمو».
وأضاف أن بنك إسرائيل خفض نسب الفائدة 3 مرات خلال الشهور 12 الماضية، لكن الأرقام الاقتصادية واصلت الهبوط.
واعترف بنك إسرائيل بأن السبب الرئيسي لتراجع النمو الاقتصادي، الذي دفعهم لخفض معدلات الفائدة، هو الحرب على قطاع غزة، وما سببته صواريخ الفصائل الفلسطينية على الاقتصاد الإسرائيلي، يتبعه تباطؤ في الاقتصاد العالمي.
يذكر أن الشيكل الإسرائيلي تراجع خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، بسبب التراجع الاقتصادي من جهة، وخفض نسبة الفائدة، والحرب على غزة، وبلغت قيمة سعر صرف الشيكل أمام الدولار الأمريكي مطلع الأسبوع نحو 3.54 شيكل، دولار أمريكي واحد، بينما بلغ في 7 أغسطس أقل من 3.41 شيكل، دولار أمريكي.