احتفل أهالي مدينة دينفر، بولاية كولورادو الأمريكية، في إبريل الماضي بحصولهم على تصريح رسمي قانوني يتيح لهم تدخين الماريجوانا.
وتوافق الاحتفال مع ذكرى تجمع الحشود من المواطنين الأمريكيين للمطالية منذ سنوات، بما وصفوه بـ«شرعية الماريجوانا»، حتى صدور قانون يتيح رسميًا تدخين الماريجوانا، وكان هذا التصريح سببًا في احتدام الجدل بالولايات المتحدة الأمريكية.
ولعل ما أزاد من حدة الجدل النتائج المتباينة للدراسات التي أجريت على الحشيشة المخدرة والتي ركز بعضها على المخاطر الناتجة عن تناولها بشكل متكرر وبكميات كبيرة، فيما أثبتت دراسات أخرى احتوائها على فوائد عديدة لعلاج الأمراض والتخلص من الآلام.
ومؤخرًا جاء إعلان المحرر الصحفي الأمريكي لقناة إن بي سي نيوز الأمريكية، آل أولسون، تركه وظيفته، بإعادة تسليط الضوء على هذه القضية الخلافية، حيث رصدت مجلة «بيزنس إنسايدر» أكثر من شخصية داخل الولايات المتحدة الأمريكية شغلوا مناصب مرموقة في كبرى مؤسسات العمل ولكنهم تركوها للتفرغ لـ«الماريجوانا»، سواء للتجارة أو للترويج لها أو لتدخينها.
الأولسون
كان المحرر الصحفي لقناة «إن بي سي نيوز» الأمريكية، آل أولسون، آخر من ترك عمله للانتقال للعمل كمدير تحرير لدى موقع «ماريجوانا دوت كوم»، المتخصص في أخبار الماريجوانا بشكل عام بدءًا من السياسات التي تحكم الإتجار بها ووصولًا إلى تجارها.
وأعرب ال أولسون، الذي بدأ تناول هذا المخدر في بداية العشرينيات من عمره، مبررًا ذلك بتمكنه من الحصول على نوم أفضل، رغبته في إنتاج محتوى صحفي عميق عن السياسات الحاكمة لصناعة الماريجوانا، واللاعبين الأساسيين في هذا المجال، مشيرًا إلى أنه عكف منذ 2002 على دراسة هذه الصناعة بشكل مكثف، على سبيل الاستعداد لوظيفة كتلك التي عرضت عليه في ماريجوانا دوت كوم .
ويأتي قرار المحرر الأمريكي بالتزامن مع قيام الولايات المتحدة الأمريكية بإباحة تناول هذا النبات المخدر والإتجار به.
والواقع أن ال أولسون لن يكون أخر الشخصيات التي ستضحي بوظيفة مستقرة، في مؤسسة مرموقة، براتب عال، لأجل الماريجوانا، التي ستحقق أرباحًا سنوية للعاملين بها خلال هذا العام لا تقل عن 1.5 مليار دولار.
ديك باترسون
في أواخر عام 2010 قام ديريك باتروسون الذي شغل منصب نائب رئيس شركة مورجان ستانلي، إحدى كبرى المؤسسات المصرفية في وول ستريت، باللجوء إلى سوق الماريجوانا، بعدما تمت إقالته من وظيفته، ولم يتردد «باترسون» لحظة ولم يسع للحصول على وظيفة أخرى بإحدى مؤسسات «وول ستريت»، ولكنه قرر على الفور أنها تجارة الماريجوانا.
والآن يمتلك باترسون صيدلية خاصة لبيع الماريجوانا والتداوي بها، في شمال كاليفورنيا، والتي يفد إليها يوميًا ما لا يقل عن 900 شخص، كما يعمل مديرًا تنفيذيًا لشركة تيري تيك التي تمد مزارعي الماريجوانا بأجهزة الري اللزمة لزراعة هذا النبات.
وأعرب «باترسون» لـ «بيزنس إنسايدر»، عن المتعة التي تتحقق له بالإتجار في هذا النبات الذي يجعل حياة البشر أفضل، على حد وصفه، مشيرًا أن هذه المتعة لم تكن لتتحقق له حين لو أنه استمر في عمله بـ «وول ستريت»، فضلًا عن تحقيق شركته أرباحًا بلغت 7 مليون دولار خلال 2014 فقط، وتضم 40 موظفًا.
كاثرين سميث
أما كاثرين سميث التي كانت تعمل كمديرًا لقسم الميديا الاجتماعية بمؤسسة بيتكو Petco فكان قرارها ترك وظيفتها والانتقال للعمل لدى موقع ويدماب WeedMaps المختص أيضًا بأخبار الماريجوانا، كان نابعًا من اعتقادها بان ذلك سيتيح لها فرصة أكبر لمساعدة الأشخاص الذين يستخدمون الماريجوانا في التداوي، وتعزيز شرعنة حيازة المخدر والإتجار فيه في البلاد.
والواقع أن الأمر لدى «سميث» مرتبط بمرحلة الطفولة، وهي في عمر التاسعة، حيث تعرضت أمها لألم شديد لم تتخلص منه إلا بالماريجوانا، وصرحت سميث أن الماريجوانا «ستؤثر على جودة الحياة بشكل كبير، وتجعلها أفضل».