رأى الكاتب البريطاني روبرت فيسك، أن رد فعل الرئيس الأمريكي باراك أوباما على الجهاديين بعد ذبح الصحفي جيمس فولي يفتقد إلى الذكاء تمامًا مثلما كان رد فعل سلفه جورج دبليو بوش على أحداث 11 سبتمبر.
وكان تنظيم «داعش» قد قام بتصفية الصحفي الأمريكي جيمس فولي، وأظهر الفيديو، الذي نشر على الإنترنت رجلاً مقنعًا يرتدي لباسًا أسود وهو يقتل رجلاً قال التنظيم إنه جيمس فولي.
وخطف مسلحون فولي في نوفمبر 2012 بسوريا وفي الشريط نفسه، يظهر صحفي آخر قيل إنه الأمريكي ستيفن سوتلوف، المهدد بالإعدام في حال لم توقف الولايات المتحدة قصفها لمواقع «داعش» في العراق.
وذكر فيسك في مقال نشرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، الجمعة، على موقعها الإلكتروني أن الجهاديين يكتبون سيناريو قاتم ووحشي، مؤكدا ضرورة وجود رد لكل سطر فيه وفهمه جيدًا بما يكفي لمعرفة ما يقوله هؤلاء.
وأكد فيسك أنه توقع بشكل مسبق ما قامت به الولايات المتحدة بعد ذبح فولي والتهديد بالقيام بنفس الشىء مع زملائه، حيث حولت جريمة القتل إلى سبب آخر لقصف تنظيم «داعش» .
واعتبر الكاتب البريطاني تصريح أوباما بأنه «لا إله عادل يرضى بما فعلته داعش» يقلب الأمور لمعركة دينية تمامًا مثلما صرح بوش عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وقال «إننا ذاهبون لحرب صليبية».
وقال فيسك إن السبب في قتل البائس جيمس فولي ليس أنه صحفي بل كونه أمريكيا وأحد الأمريكيين الذين تعهد أوباما بالدفاع عنهم في العراق.
وانتقد فيسك أجهزة الأمن في الدول الغربية لاعتبارها مشاهدة مقاطع الفيديو التي تظهر عمليات إعدام مثل حالة جيمس فولي شيئا تجرمه قوانين مكافحة الإرهاب، واصفا ذلك بأنه «هراء».
وأضاف «لا يوجد فرق بين هذه الفيديوهات وما تعرضه التليفزيونات من صور قتل جماعي لبشر بواسطة الطائرات الأمريكية، وأنه سيأتي الوقت الذي نسمع فيه أنباء عن تسبب هؤلاء الجهاديين في إحداث ضرر جماعي».
وسخر فيسك من القائمين على الأمن في الدول الغربية قائلا: «عندما يظهر فيلمًا مذبحة للكثير من المدنيين- فإنهم قد يدعون بأن مثل هذه الأشياء تشجع الإرهاب وعلينا حينها أن نترك تغطية الحرب».