نقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن مصادر حكومية، الاثنين، قولها: «إن إسرائيل قررت رسمياً رفض مقترح لوقف دائم لإطلاق النار عرضته مصر، واعتبر وزير الاستخبارات، بوفال ستينتز، أن شروط حماس «غير واقعية»، وقال «لا يمكن أن نقبل البدء فى بحث ميناء ومطار فى غزة ما يعنى فتح منطقة حرة للصواريخ، دون تسوية موضوع نزع السلاح».
ونقلت «معاريف» عن وزير فى «الكابينت» الإسرائيلى قوله، إن الحكومة تفضل أن تكون حماس هى الجانب الذى يفجر المحادثات، فى ظل الضغط الدولى على إسرائيل ومصر للتوصل إلى اتفاق دائم، وقالت إنه فى ظل الضغوط الأمريكية والأوروبية على إسرائيل لإنجاح المحادثات تأمل الحكومة الإسرائيلية أن تكون حماس هى الجانب الذى يفجر المحادثات.
ونقلت عن وزير فى «الكابينت» قوله: لا يمكن لإسرائيل أن تكون الطرف الذى يغادر طاولة المفاوضات أولاً، وهى تأمل أن تقوم حماس بتفجير المحادثات. وأضاف «الوفد الإسرائيلى متواجد فى القاهرة من أجل استنفاد كل الوقت المتاح للمحادثات».
وقالت الصحيفة إنه فى الوقت الراهن ثمة انطباع فى إسرائيل بأن جهود رئيس السلطة الفلسطينية لإقناع حماس بقبول المبادرة المصرية لوقف إطلاق نار طويل الأمد لم تنجح. وادعت أن «حماس تتصلب فى مواقفها لأنها غير راضية عن الوسيط المصرى».
بدوره، قال الوزير جلعاد آردان، عضو الحكومة الأمنية، إن «وقفاً لإطلاق النار من جانب واحد سيكون حلاً جيداً إذا وجدنا أن الاتفاق المقترح غير كاف على المستوى الأمنى ويهدد مباشرة أمننا».
وقال المعلق السياسى فى صحيفة «هاآرتس»، باراك رافيد، فى مداخلة لإذاعة الجيش الإسرائيلى، إن إسرائيل عادت بعد نحو شهر من القتال «إلى نقطة الصفر بل إلى ما قبل نقطة الصفر»، فيما قال المعلق فى القناة الثانية، عميت سيجال، إن رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، «واقع فى مأزق»، فهو من ناحية لا يريد تحقيق مكاسب سياسية لحركة حماس تماشياً مع الرأى السائد فى الحكومة والجمهور الإسرائيلى، وفى الوقت ذاته يريد توقف إطلاق الصواريخ تلبية لطلب الجمهور الإسرائيلى، ولا يمكنه تحقيق الأمرين فى آن واحد.
من جانبه، اتهم الوفد الفلسطينى إسرائيل بطرح تعديلات غير مقبولة على الورقة المصرية، وشدد عضو الوفد الفلسطينى، خليل الحية، على رفض الوفد المطالب الإسرائيلية بنزع سلاح غزة، وتأجيل بحث إقامة ميناء بحرى وإعادة بناء المطار. وأشار إلى أن حركة حماس والوفد الفلسطينى لا يمانعان دخول مفاوضات جديدة بشأن الجندى الإسرائيلى الأسير لدى كتائب القسام، الجناح العسكرى لحركة حماس.
وأوضح نائب رئيس المكتب السياسى لحماس، موسى أبومرزوق، أن نتنياهو رفض المبادرة المصرية وأعاد المفاوضات إلى مربعها الأول، مشيراً إلى أن فصائل المقاومة لن تقبل بتمديد الهدنة المؤقتة مرة أخرى. مؤكداً أن الوفد لن يتنازل عن حقوق الشعب الفلسطينى. وأضاف أن «نتنياهو أسير للتناقضات الداخلية، فقد خاض الحرب وخسرها، ولم يحقق أهدافه التى وضعها لنفسه». وأشار إلى أن الوفد الفلسطينى عاد من مشاوراته، ودراسته للورقة المصرية، وسيلتقى الجانب المصرى مجدداً.
وعلى صعيد متصل، قررت مصر والنرويج استضافة مؤتمر سيعقد بالقاهرة لإعادة إعمار قطاع غزة، بعد التوصل إلى اتفاق دائم، وقالت وزارة الخارجية المصرية، إنه «فى إطار الدعم المتواصل للقضية الفلسطينية، قررت مصر والنرويج، وبدعم الرئيس الفلسطينى محمود عباس، استضافة مؤتمر فى القاهرة حول فلسطين يركز على إعادة إعمار قطاع غزة». وقال وزير الخارجية النرويجى، بورجى بريندى، الذى تترأس بلاده لجنة تنسيق المساعدة الدولية للفلسطينيين، إن الأموال التى سيتم جمعها برعاية مصر والنرويج ستقدم إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس «أبومازن».
وفيما لم يذكر بيانا الخارجية المصرية والنرويجية موعد انعقاد المؤتمر، ترددت أنباء أنه سيعقد فى شرم الشيخ، وقال السفير الفلسطينى لدى مصر، جمال الشوبكى، إن «الرئيس عباس سيصل القاهرة الجمعة المقبل، وسيتباحث مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، السبت المقبل، لبحث آخر التطورات على الساحة الفلسطينية من بينها انعقاد المؤتمر».
ودعا وزير المالية الإسرائيلى، يائير لابيد، إلى عقد مؤتمر إقليمى بمشاركة مصر والسعودية ودول الخليج والسلطة الفلسطينية والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبى، بهدف «إعمار غزة مقابل إخلائها من السلاح».