x

خبير نفسي أمريكي عن انتحار روبن ويليامز: لن نفهم العلاقة بين الإبداع والاكتئاب

الأربعاء 13-08-2014 20:50 | كتب: ريهام جودة |
روبين ويليامز روبين ويليامز تصوير : اخبار

ما الذي يدفع فنانا في أوج نجاحه وشهرته وحب جمهوره أن يلجأ ليسطر نهايته بطريقة مفجعة تحزن كل من أحبوه وأعجبوا بفنه؟ وكيف تهون عليه نفسه أن يضحى بأعماله ونجاحاته وصحته ويكمل حياته مدمنا رغم محاولته الناجحة من قبل لأن يتعافى من الإدمان؟، أسئلة كثيرة أثارها الموت المفاجئ للممثل الأمريكى روبين ويليامز قبل يومين، والذى ذكرت الشرطة الأمريكية وفاته منتحرا وربما إثر جرعة مخدرات زائدة.

وفى الوقت الذي انتفضت فيه هوليوود لهذا الرحيل الحزين، تبارى كثير من فنانى العالم لإبداء صدمتهم وحزنهم لفقدان واحد من أعظم كوميديانات السينما على مدى عقود طويلة، كما أكد محللون أن وفاة ويليامز- عن 63 عاما- لن تكون الأخيرة، بل هي إحدى حلقات هزيمة الفنانين أمام وحش الاكتئاب ولجوئهم إلى المخدرات، فقبل ويليامز طابور طويل من زملائه ممن عرفوا طريق الإدمان، ولقوا حتفهم إثر جرعة مخدرات زائدة في أعمار صغيرة وبوفيات مفاجئة.

وقال الخبير النفسى مايكل شريدر لمجلة people تعليقا على وفاة روبن ويليامز ويليامز إن الفنان يكون أكثر الناس إحساسا وتأثرا بكل شىء، ويؤثر في نفسيته فشل أو نجاح أعماله ونقدها السلبى والإيجابى بدرجة كبيرة، كما يتأثر ببريق الشهرة والأضواء؛ ما يدفعه إلى سلوكيات قد تؤدى به إلى إضرار نفسه، ورغبته في مزيد من النجاح والتقمص لشخصيات بعينها ربما تكون السبب.

لتبقى العلاقة بين الإبداع والاكتئاب معقدة لن يفهمها إلا من مر بمثل هذه التجربة، وتربط بين أن تكون مبدعا وتشعر بالاكتئاب رغم كل ما يظن البعض أنه يتوفر لك من عناصر جيدة للحياة.

كان آخر المتوفين الممثل فيليب سايمور هوفمان الذي توفى قبل أشهر بشكل مفاجئ عن 46 عاما إثر جرعة مخدرات زائدة، رغم أنه تلقى العلاج العام قبل الماضى، كما تخضع لينزى لوهان للعلاج للمرة السادسة بالنسبة لها، أيضا المغنى جاستن بيبر الذي كان قد قبض عليه لقيادته السيارة مسرعا تحت تأثير المخدرات قبل أشهر، لكنه حتى الآن يقاوم الخضوع للعلاج من خلطات الماريجوانا وحبوب منع الحمل، التي تناقلت صحف أمريكية أنه يتناولها، بينما خضعت المغنيتان سيلينا جوميز وبريتنى سبيرز للعلاج.

وهناك أيضًا أسماء لامعة ومحبوبة قطفت أرواحها في أعمار صغيرة بسبب الإدمان وما يعقبه من اكتئاب، مثل المغنية ويتنى هيوستن التي توفيت قبل 3 أعوام عن 47 عاما، وعثر على جثتها في غرفتها بأحد فنادق بيفرلى هيلز بجرعة مخدرات زائدة، وكانت قد تعافت من الإدمان الذي عطل مشوارها الفنى، ثم عادت إلى عالم الموسيقى ونظمت جولة فنية، لكنها فشلت مما جعلها تعود من جديد إلى الإدمان، ومن قبلها مايكل جاكسون الذي توفى منذ 5 سنوات، عن 50 عاما للسبب نفسه في منزله، وقبل سنوات توفى الممثل الأسترالى هيث ليدجر عن 28 عاما، وعثر عليه جثة هامدة في منزله بجنوب مانهاتن، وسبقه الممثل براد رينفرو 25 عاما الذي توفى بجرعة زائدة بعد سهرة قضاها مع أصدقائه في شقته، وفى 2011 توفيت الممثلة إيمى واينهاوس عن 28عاما بعدما عثر عليها في منزلها بلندن وقد فارقت الحياة متسممة بالكحول الزائد، وكانت قد حاولت عدة مرات العلاج من الإدمان ودخلت العديد من المصحات بعد القبض عليها أثناء قيادتها سيارتها تحت تأثير المخدر وبحيازتها كمية من الكوكايين.

إلا أن ويليامز، ووفقا لما ذكرته الشرطة الأمريكية في بيان رسمى صادر عنها، مات منتحرا، وكان يمر بحالة اكتئاب حادة، كما كان يخضع للعلاج من الإدمان في إحدى المصحات العلاجية، وحاول أن يهزم الاكتئاب بإرادته، لكن الأخيرة خذلته، وهو ما ذكرته صحيفة The daily mail التي أشارت إلى أن ويليامز كافح إدمان الكوكايين والكحوليات على مدى عقود طويلة، ونجح كثيرا في التخلص منه، لكنه عاد إليه بسبب تركيبة شخصية المبدع، خاصة الكثير التقمص للشخصيات، وأيضا من تقع عليه مهمة إضحاك الجماهير، كما أكدت الصحيفة أن بيان الشرطة يؤكد أن ويليامز ربما لا يكون قد تلقى جرعة مخدرات زائدة، بل مات بخنق نفسه، وهو ما يؤكد أنه كان محاولة منه للصمود في وجه الإدمان حتى اللحظة الأخيرة، وبالتالى سقط ضحية اكتئابه وليس إدمانه، خاصة أنه قضى الأسابيع الثلاثة الأخيرة وحيدا ومنعزلا ولم تتم مشاهدته من قبل أسرته أو أصدقائه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية