ذكر موقع «فرى بيكون» الأمريكى، الأربعاء، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى طلب من روسيا إمداد مصر بطائرات مقاتلة ذات تقنيات عالية ومروحيات مقاتلة، وصواريخ مضادة للدبابات، وفقاً لما نقله الموقع عن تقارير إقليمية.
وقال الموقع الأمريكى، في تقرير له، إن السيسى طلب ذلك خلال مباحثاته مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين، الذي التقى بالرئيس المصرى لمناقشة توسيع صادرات الأسلحة.
وأضاف الموقع أن «طلباً بخصوص هذه الأسلحة المتقدمة جاء بعد أشهر من تبرع الحكومة السعودية بـ2 مليار دولار لمصر، لتمويل شراء أسلحة روسية الصنع».
وأشار «فرى بيكون» إلى أن اعتماد السيسى على موسكو في الحصول على هذه الأسلحة يعد علامة أخرى على تزايد ابتعاد الحكومة المصرية بشكل أكبر عن واشنطن، التي خفضت المساعدات إلى القاهرة وقلصت شحنات الأسلحة الرئيسية التي تساعد على محاربة الإرهاب في البلاد.
وتابع الموقع: «يسعى السيسى على الأرجح إلى معالة الفجوة في الأسلحة بعد رفض الولايات المتحدة المفاجئ الوفاء بصفقات الأسلحة مع القاهرة بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسى».
وأشار الموقع إلى أن السيسى طلب من بوتين، خلال اجتماعه معه في موسكو، معدات ثقيلة بما في ذلك الطائرات المقاتلة «ميج 29» ونظام الصواريخ المضادة للطائرات «كورنت»، ومروحيات مقاتلة من طرازى «كاموك كا 25»، و«ميل مى 28»، فضلاً عن عدد من مروحيات النقل المختلفة.
وقال الموقع إنه فى الوقت الذى رفضت فيه الخارجية الأمريكية التعليق على الاجتماع المصرى- الروسى، أخبر بعض الخبراء الإقليميين «فرى بيكون» أن «طلبات الأسلحة لم تكن مفاجأة فى ظل جهود إدارة الرئيس باراك أوباما لتنأى بنفسها عن القاهرة».
ونقل الموقع الأمريكى عن مدير برنامج السياسات العربية بمعهد «واشنطن لدراسات الشرق الأدنى» ديفيد شينكر قوله: «إنه لأمر مربك أن تُخصص السعودية، الغاضبة من دعم بوتين للأسد، أموالاً لشراء أسلحة روسية، فهذه الصفقة المحتملة تبدو مفاجأة».
وأضاف أن «المصريين لديهم الكثير من الأنظمة الروسية القديمة فى ترسانتهم الحالية من الأسلحة، لذا تأمل واشنطن فى التخلص منها تماماً، والاعتماد على المعدات الأمريكية، إلا أن هذا لن يحدث فى وقت قريب».
وتابع شينكر: «القادة المصريون فى الحكومة الجديدة ما زالوا غاضبين من جهود إدارة أوباما لجعل العلاقات بين البلدين أكثر فتوراً، فلقد تضرر المصريون من إيقاف نقل الأسلحة الأمريكية على خلفية القلق الأمريكى من وضع حقوق الإنسان فى مصر».
وأوضح شينكر أن «10 طائرات أمريكية مخصصة لمصر لا تزال موجودة فى قاعدة (فورت هورد) فى ولاية تكساس بعد تحركات السيناتور باتريك ليهى، لمنع نقلها عقاباً لقمع السيسى للإخوان المسلمين وجهازهم الإخبارى قناة الجزيرة».
وقال مدير برنامج السياسات العربية فى معهد واشنطن إنه «فى ظل مواجهة مصر المسلحين فى سيناء، والتهديد المتزايد على حدودها مع ليبيا، لم يكن مستغرباً أن تصل لاستنتاج أنها فى حاجة لتنويع مصادر أسلحتها». وأضاف أنه «لم تعد مصر تنظر إلى الولايات المتحدة باعتبارها داعماً موثوقاً به».
ورأى «فرى بيكون» أن طلب السيسى نظام الصواريخ الروسية المضادة للطائرات ربما يكون الأكثر لفتاً للانتباه، خاصة أنه نفس النظام الروسى الذى تدعم به موسكو الرئيس السورى بشار الأسد، الذى سمح بدوره لحزب الله اللبنانى فى الحصول عليه، واستخدمه فى حربه عام 2006 ضد إسرائيل.
وقال الموقع إنه «ليس واضحاً لماذا تحتاج مصر هذه الأنظمة، التى يمكن أن تدفع إسرائيل للشكوى قليلاً، إذ إن ذلك يشكل تآكلاً لتفوقها العسكرى النوعى على جيرانها الإقليميين».
وتساءل الموقع عن كيفية دمج الجيش المصرى طائرات «ميج» الروسية فى أسطولها من طائرات «إف 16» الأمريكية الصنع. ونقل شينكر قوله إن «هذا الأمر سيكون مكلفاً ويسبب فوضى لوجيستية».