x

«الفرافرة».. الزراعة سقطت من الذاكرة.. وتبوير 1450 فدانا لنقص المياه

الإثنين 11-08-2014 20:23 | كتب: وفاء بكري |
مساحات شاسعة من الأراضى يتم إهدارها بسبب فض المياه مساحات شاسعة من الأراضى يتم إهدارها بسبب فض المياه تصوير : حسام فضل

«الزراعة» و«الآبار أو العيون الرومانية» كانت وجهتنا الثالثة، لا تحتاج الجولة بالواحة إلى عناء كبير للتأكد من عدم استغلال أرضها في الزراعة واستغلال المياه الجوفية والآبار التي وهبها الله إياها، والأهم من ذلك هو إهدار المال العام بشكل واضح في تلك الأراضى، حيث تقوم المحافظة بدق الآبار ووضع الماكينات على بعد 300 متر فقط، لسحب المياه الجوفية، رغم مطالبات المزارعين بدقها على بعد 800 متر على الأقل، حتى «تؤتى غرضها».

دخلنا إلى أحد المواقع، لنجد اثنين من المزارعين، وقد أهلكهما عناء الحفر عند إحدى الآبار، في محاولة منهما لإخراج المياه إلى أراضيهما التي قاربت على «فقد» أوراق زراعتها الخضراء، أحدهما أخذنا إلى موقع البئر، لنجد الحجارة من حوله، دليلا على الحفر المستمر.

وقال أحدهم متجهما: «عايزين نحفر حتى 1100 متر حتى نخرج المياه لنزرع بها، فبسبب ندرة المياه أصبحنا نزرع البرسيم السعودى لأنه (يعيش) 5 سنوات، بينما البرسيم البلدى يعيش لموسم واحد فقط، ونحاول زراعة الشعير والقمح والفول، ولكن يمكننا مضاعفة المساحة عشرات المرات، لو المحافظة حفرت الآبار على هذا العمق وليس 300 متر فقط».

محمود على، أحد المسؤولين عن تشغيل إحدى الآبار، وقف معنا ليحسب الأراضى التي يمكن للواحة والدولة بشكل عام الاستفادة منها ويتم إهمالها.

فقال: «البئر الواحدة تخدم 5 مناطق، وآبار الواحة لو تم دقها على عمق أقل من 850 مترا لن تأتى بمياه، المنطقة الواحدة بها نحو 300 فدان، أي نحو 1500 فدان حول البئر الواحدة، المزروع منها 50 فدانا فقط، بمعدل 10 فدادين للمنطقة، بما يعنى إهمال 1450 فداناً صالحة تماماً للزراعة، وإذا قامت الحكومة بدق آلات للآبار لا تطهرها أو تعالجها حتى تقف الآلة بالكامل، ولا ينوبنا إلا ضياع المال العام، وضياع أراضينا».

دليلنا في الرحلة «عبدالنبى ووائل»، فاجأونا بأنهم لا يستفيدون من الزراعات بالواحة، فرغم زراعة الطماطم والبطاطس والزيتون والليمون والموالح بشكل عام، إلا أن الشركات المسيطرة على الزراعة لا تمد الواحة بهذه الثمار، التي تعد الأجود على مستوى مصر، على أساس زراعتها دون كيماويات، بما يعنى بلغة التصدير «أورجانيك» أو طبيعيا وصحيا، فيقوم الأهالى بإحضار احتياجات الواحة من الخضروات والفاكهة من سوق العبور بالقاهرة، ومن لا يريد شراءها عليه بزراعة احتياجاته في بيته، وهو ما لمسناه في بيت «عبدالنبى»، الذي زرع نحو نصف مساحة بيته تقريبا من احتياجاته من الخضروات.

عيون رومانية كثيرة في طريقها للجفاف بسبب عدم اهتمام الحكومة، وأهالى أيضا قاربت مشاعرهم على «الجفاف» بسبب عدم الالتفات إليهم، وفى طريقنا إلى الواحة مجددا، مررنا على إحدى المزارع الخاصة بشخصية معروفة، وهنا قال وائل: «هو صحيح راجل محترم وأخذ الأرض بمقابل مادى معقول، ولكنه لم يفدنا بشىء في الواحة، أو يساعدنا في حل مشاكلنا بالرغم من قربه من القيادة السياسية الحالية».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية