رصدت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية صمت العالم الإسلامي إزاء تدمير المساجد في غزة، قائلة إن السبب، وفقا لمحللين سياسيين، قد يرجع إلى أن الاضطرابات العنيفة في الشرق الأوسط أقلمت المسلمين مع رؤية دور العبادة تتعرض للحصار بسبب الهجمات التي شهدتها مصر وسوريا وليبيا.
وفى الحرب المستمرة منذ شهر، استهدفت القوات الإسرائيلية أماكن دينية أكثر مما حدث في الحربين السابقتين ضد قطاع غزة عامي 2009 و2012. ووفقا لمنظمة التحرير الفلسطينية، تم تدمير 63 مسجدا، بينما أصيب 150 مسجدا آخر بأضرار جزئية، وتم استهداف 10مقابر للمسلمين.
وقالت الصحيفة إن جرافات الحفر لا تزال تبحث تحت أنقاض مسجد الشهيد عز الدين القسام عن الجثث الباقية بعد قصف المسجد، مضيفة أن أحد المتواجدين حول المسجد زرع علما أخضر لحركة «حماس» فوق الحطام كعلامة على «التحدي والحداد».
ونقلت الصحيفة عن أحد شهود العيان قولها إن إسرائيل قصفت المسجد لاشتباهها بوجود عناصر من «حماس» بالمسجد أو وجود طرق مؤدية لأنفاق تحت الأرض، مشددا أن المسجد هو بيت من بيوت الله ويمكن لأي شخص دخوله.
ورأت الصحيفة أن المساجد أصبحت أهدافا عسكرية لإسرائيل، بعدما كان ينظر إليها كخط أحمر في أي صراع بين المسلمين من ناحية والمسيحيين واليهود من ناحية أخرى، حيث يقول الجيش الإسرائيلي إن المساجد يُجرى استخدامها لتخزين السلاح وإخفاء الأنفاق وإيواء المقاتلين ومراكز للقيادة ومواقع لإطلاق الصواريخ، مضيفة أن غياب الغضب الشعبي في الشارع الفلسطيني وفي العالم الإسلامي لا يزال أمرا مثيرا للدهشة.
ويقول المحللون إن غياب الاستياء المعتاد في مثل هذه الحالات، خاصة في العالم العربي، هو انعكاس أيضا لابتعاده عن الصراع في غزة، لأن العديد من الحكومات في المنطقة تصب اهتمامها بعدم الاستقرار الداخلي، أو تعتقد أن الحرب ليست بين إسرائيل وفلسطين بل بينها وبين حماس، حسب الصحيفة.