أدانت منظمة «أوكسفام» العالمية لإمدادات المياه والغذاء أعمال العنف ضد المدنيين من كل الأطراف، بما فيها العمليات العسكرية الإسرائيلية وإطلاق الصواريخ الفلسطينية، فيما حثت المجتمع الدولي على بذل المزيد من الجهد للدفع في اتجاه وقف إطلاق نار دائم ينهي الحصار ويعالج الأسباب الجذرية للنزاع.
ووصف نيشانت باندي، مدير مكتب أوكسفام العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل، الأوضاع في غزة، قائلا: إن «الخسائر الهائلة بين صفوف المدنيين صادمة بحق المستشفيات، وإمدادات المياه تعاني ضغوطًا هائلة، والاحتياجات في تزايد مستمر، والناس تفر مذعورة في أزمات كهذه، ولا يجد الناس في غزة مكانًا يذهبون إليه»، موضحا أن سنوات الحصار حرمت معظم الناس من مغادرة غزة، وقيدت التجارة ودمرت الاقتصاد، كما أن السلام الدائم والأمن للجانبين يعني إنهاء الحصار والعقاب الجماعي لأهل غزة.
وأضاف «باندي»، في بيان صحفي أصدرته المنظمة، الجمعة، أن «استمرار العنف والضربات الجوية المكثفة يخلق صعوبات بالغة ويشكل خطورة على إيصال المساعدات للمحتاجين، رغم تنامي الاحتياجات»، موضحا أن كثيرا من العاملين في «أوكسفام» وشركائها «تأثروا من العنف، واضطروا إلى الفرار من منازلهم».
وأوضح المسؤول الدولي أن كل أنحاء القطاع تشهد قصفًا وقتالا، ولا سبيل إلى الفرار عبر إسرائيل بسبب الحصار، والحدود مع مصر مغلقة.
وأكد «باندي» أن آلاف العائلات النازحة تحتمي الآن بمباني المدارس، رغم أن 85 مدرسة على الأقل أصيبت بأضرار جسيمة خلال الأسبوعين الماضيين، مشيرا إلي أن الأيام القليلة الماضية هي الأكثر دموية حتى الآن في غزة، موضحا أن النساء والأطفال شكلت الغالبية العظمى من القتلى والمصابين، حيث يقتل بمعدل طفل كل ساعة.
وأشار المسؤول الدولي إلي أن الأوضاع في المدارس أصبحت شديدة البؤس، مع التناقص الخطير في كميات المياه النظيفة والغذاء، مشيرا إلى أن الأضرار لحقت بشبكات المياه والكهرباء، وعدم وصول إمدادات المياه إلى أكثر من مليون إنسان، وتدمير محطات معالجة الصرف الصحي قد تؤدي إلى تلويث المياه وزيادة مخاطر الإصابة بالأمراض، موضحا أن نصف محطات المعالجة في غزة معطلة حاليا، فضلاً عن أن معظم أنحاء غزة لا يصلها التيار الكهربائي سوى لأربع ساعات أو أقل في اليوم.
وأكد «باندي» أن منظمة «أوكسفام» توفر إمدادات المياه الآمنة، عن طريق شاحنات لـ١٩ ألفا من أهالي مدينة غزة يحتمون الآن بالمدارس وبكنيسة ومسجد، كما تقدم المنظمة المياه إلى مستشفى الشفا، الذي شهد تدفقًا هائلاً للمصابين المدنيين خلال الأيام القليلة الماضية، من بينهم الكثير من النساء والأطفال، مشيرا إلى أن المستشفيات والمرافق الصحية نفسها تم قصفها وأصيبت بأضرار خطيرة.