x

أطباء في غزة: حرب إسرائيل بترّت الأجساد والأرواح

الأربعاء 06-08-2014 17:04 | كتب: الأناضول |
العدوان الإسرائيلي على غزة العدوان الإسرائيلي على غزة تصوير : رويترز

يشعر الطبيب الفلسطيني، أيمن السحباني، وكأنّ قطعة من روحه بُترت، وهو يلمح انهيار أم تسقط أرضا بعد أن فشل الأطباء في إنقاذ ابنها الوحيد والذي وصل قبل ثلاثة أيام إلى مستشفى الشفاء في قطاع غزة، بأرجل مقطوعة جراء إصابته بشظايا قنابل القصف الإسرائيلي.

وفي مستشفى الشفاء، كبرى مشافي قطاع غزة، والذي يشهد يوميا تدفق عشرات القتلى والجرحى، يقول الطبيب السحباني، والذي يعمل رئيسا لقسم الاستقبال والطوارئ، إنّ الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ شهر أرهقت أرواحهم.

ويُضيف في حديث سريع قبل أن يُسارع في إسعاف جرحى، يتحول أغلبهم إما إلى أرقام تزيد من حصيلة القتلى، أو إلى مصابين بإعاقات مستديمة :«المشاهد هنا، قاسية جدا، الأطفال يصلون دون رؤوس، الأجساد متفتتة، والألم لا يمكن وصفه، نعمل تحت ضغط نفسي كبير، ونحن نشاهد إغماءات الأهالي، وصراخ الأطفال».

ولا يعرف السحباني، وغيره من عشرات الأطباء، العاملين داخل المستشفى، للنوم طريقا فهذه الحرب تستنزف الوقت والروح، كما يؤكد الطبيب عاطف حلس، والذي يعمل في قسم الجراحة.

ويقول حلس، وهو يُطمئن مسنا على ابنه الذي يرقد في غرفة العناية المركزة :«هذه الحرب أقسى من الحربين السابقتين (2008-2012)، الأسرّة هنا لا تكفي لاستقبال ما يتدفق يوميا من عشرات الشهداء، والجرحى، نقف عاجزين من هول ما نرى».

ويضطر حلس في مرات عديدة لأنّ يضع يده على عيون الأمهات كي لا يُشاهدّن تمزق أجساد أولادهنّ، وتكدسهم في ثلاجات الموتى، وأمام بشاعة هذا القصف يؤكد حلس أن إسرائيل تستخدم أسلحة محرمة تفتك بأجساد المصابين،ويُضيف:«لا يمكن تخيل حجم الإصابات، أغلب الحالات تأتينا أشلاء مقطعة، بفعل الأسلحة المدمرة والمميتة التي تستخدمها إسرائيل».

ويعترف الطبيب الشاب «بلال دبور»، 24 عاما، والذي يُجري فترة تدريبية في مستشفى الشفاء، أنّ الحرب أرهقت الأطباء نفسيا،ولا يتخيل دبور، كيف للأطباء حديثي التخرج أن يتعاملوا مع تسارع هذه الأحداث، وقسوتها.

ويقول:«أكثر ما يؤلمني، أن أرى طفلا يبكي عائلته التي لم يعد لها وجود، أضطر لأنّ أكتم مشاعري، وأخفيها لكي أواصل عملي، كما أن أي انهيار منا يزيد من وجع ذوي الجرحى، والمصابين، نتماسك كي يبقوا أقوياء».

لكن تدفق الصور المؤلمة، يجعل الأمر صعبا للغاية، فصراخ الأطفال، وسقوط الأمهات على الأرض، وبكاء المسنين، يدفع الجميع في المستشفى لذرف الدموع ولو صمتا، كما يؤكد دبور.

وتحتاج صور هذه الحرب، إلى كتب كي تروي وتوثق «المجازر الإسرائيلية» بحق الأطفال كما يقول الطبيب النرويجي مادس جيلبرت الذي وصل إلى قطاع غزة للمساعدة في تقديم الرعاية الطبية وإجراء العمليات الجراحية للمصابين.

ويقول جيلبرت: «مؤلم أن يتم استهداف الأطفال والنساء بهذا الشكل، يجب أن يتوقف هذا العدوان فورا، الصور هنا مروعة، ومرعبة، الأطفال أجسادهم محروقة والنساء مبتورة أطرافهم».

ويعكف الطبيب النرويجي في الوقت الحالي، على كتابة، وتوثيق ما يراه من انتهاكات خطيرة تقوم بها إسرائيل لتكون شاهدا على جرائمها، كما يقول.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية