يقول وليد رأفت حمدى، 15 سنة، يعمل بمحل قطع غيار الكمبيوتر: «أمى اللى ربتنى في القرية بتحكيلى إنهم لاقونى قدام باب القرية وكان عندى سنة ونصف، ولما بقى عندى 8 سنين نقلونى بيت شباب بعيد عن إخواتى اللى اتربيت معاهم، وفى يوم خرجت من المدرسة رحت ألعب كورة مع إخواتى، ولما رجعت ضربونى واتهمونى إنى باعمل حاجات وحشة مع العيال في المدرسة (شذوذ) علشان كدة اتأخرت، طنط فاطمة عبدالمنعم مشرفة القرية عملتلى محضر ودخلتنى المؤسسة العقابية».
ويواصل: «رحت المؤسسة العقابية في أبوقتاتة، قعدت فيها 3 سنين، وبعدها خرجت في 2011 رحت قعدت في رمسيس مع أطفال تانية قاعدين في الشارع، وبعدها طلعت على ميدان التحرير، لما المظاهرات كانت هناك، وفضلت هناك لحد المجمع العلمى ما اتحرق، واحد اسمه رومانى كان عنده خيمة في التحرير قعدنى معاه وجابلى أكل، ويوم حرق المجمع كان بيحرق معاهم وإدانى مولوتوف وقاللى ارميه بقيت أرمى معاهم».
ويكمل وليد «وبعدها تركت التحرير، وفى يوم قابلت واحد من القرية في الشارع وأخدنى ورجعنى تانى وحكى للمدير عن اللى حصل في الميدان، بعدها بعتنى لبرنامج علشان أحكى اللى حصل معايا وعن اللى حرضنى على المشاركة في حرق المجمع، وبعد ظهورى في التليفزيون بيومين قال لى المدير إن فيه ناس جايين يقتلونى ثم نقلونى لقرية الإسكندرية».
ويتابع: «أمى الجديدة اسمها ماما فاطمة كانت بتضربنى وتخرج مع أولادها وتسيبنى لوحدى في القرية، ومرة قالت لواحد هناك يضربنى، فضل يضربنى كتير وهى واقفة تضحك عليا، كانت كل يوم تضربنى أو تخلى واحد يضربنى، هربت ورجعت قرية القاهرة قالوا لى إنت مالكش ورق هنا، خرجت للشارع وجيت على طنطا».
وتقول السيدة دينا عبدالخالق، صاحبة المحل الذي يعمل به وليد، إنها تريد الحصول على ملفه كى تلحقه بالمدرسة وتتكفل بكل ما يلزمه، حيث تحدثت مع أمه في القرية، لكن الأخيرة أخلفت وعدها بإرسال الملف، «خايفة أروح أطلب الملف منهم يطالبونى أرجع وليد ليهم تانى ويرجعوه للقسوة اللى كان فيها»، وترى السيدة أن الطفل الذي تعرض لهذه الأهوال لايزال قادراً على التحول إلى إنسان صالح «بيبات في المحل وبنثق فيه وبنسيبله البضاعة وعمره ما خان الأمانة، خايفين لو عرفوا إنه معانا ياخدوه ويرجع للشارع تانى».
تصف السيدة الحالة التي وصل فها وليد إليها «كان جسمه كله علامات ضرب وحرق بسجاير في بطنه ورجله وإيده، وقال لى إن أمه في القرية دلقت عليه مياه سخنة، وظهره لسه عليه أثر الحريق».
تابع ملف (أطفال يروون وقائع اغتصاب وتعذيب في قرى «S.O.S»)