«الصديق»، وفقاً لتعريف «فيس بوك»، هو الشخص الذي يقول فقط الأشياء التي نريد أن نسمعها، أما إذا لم ترغب في سماع آرائه فما عليك سوى أن تحذفه بنقرة على أيكونة «حذف» وحينها لن يكون صديقك، وقد وفّر تدفق عدد الصداقات اليومية على موقع التواصل الاجتماعي أرضاً خصبة لعلماء الاجتماع في السنوات الأخيرة، حيث أنه على الرغم من عدد الصداقات الجديدة كل يوم، فإن حوالي 63% من مستخدمي الموقع حذفوا أصدقاء لهم منذ تسجيلهم به، ويعتبر علماء الاجتماع أن هذا «الرفض الإلكتروني» يمكن أن يكشف الكثير عن طبيعة الصداقة الواقعية بين هؤلاء الأشخاص.
ووجد البروفيسور كريستوفر سيبونا من جامعة كولورادو، الأمريكية، أن الأربعة أسباب الأكثر شيوعاً لحذف الأصدقاء من «فيس بوك»، هي:
1-تكرار نشر الكلام غير المهم
2-نشر كلام استقطابي سواء في الدين أو السياسة
3-نشر كلام غير لائق سواء أخلاقياً أو به تمييز عنصري
4-نشر تفاصيل الحياة اليومية عن الأولاد أو الأزواج أو عادات الأكل بشكل متكرر.
وسعى البروفيسور سابونا لتحديد مواصفات الشخص لأكثر عرضة للحذف من «فيس بوك» من قبل أصدقائه، وفي عام 2010، تواصل مع أكثر من 3 آلاف شخص من مستخدمي «فيس بوك»، وطرح عليهم استطلاع للرأي لتحديد آخر شخص حذفوه وتصنيف طبيعة الصداقة معه.
ووفقاً للاستطلاع، فإن أكثر من هم عرضة للحذف كانوا من طلاب المدرسة الثانوية، يليهم زملاء العمل، ثم أصدقاء الأصدقاء، وفي حالة أصدقاء المدرسة، كان السبب هو نشر كلام متكرر واستقطابي، في حين أن أصدقاء العمل كانوا أكثر عُرضة للحذف بسبب سلوكيات الحياة الحقيقية، مثل نشر تدوينات شخصية مملة.
وخلصت الدراسة إلى أن «مصطلح الصديق على مواقع الشبكات الاجتماعية يمكن أن يكون مضللاً، لأنه لا يمثل دائماً الصداقة بالمعنى المعروف».