تداولت صحف ومواقع إخبارية أجنبية، الأحد، فيديو مؤثر لمذيع القناة الرابعة المستقلة البريطاني، جون سنو، الذي دعا فيه العالم في مناشدة إنسانية إلي إنقاذ أطفال غزة، مطالبا بضرورة وقف العدوان الإسرائيلي ووضع حد لأعمال العنف التي أدت إلى مقتل وتشويه عشرات الأطفال في القطاع. وروي سنو المشهد الذي رآه في مستشفى الشفاء في غزة، حيث يكافح الأطباء لعلاج المصابين من الهجمات الإسرائيلية.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أن «سنو» ظهر في هذا الفيديو بعد عودته من زيارته إلى مستشفى الشفاء في غزة ليروي فيه شهادته المؤثرة عما يحدث لأطفال غزة، وكان من بين أكثر الفيديوهات تداولا على «فيس بوك».
ونقلت صحيفة «اندبندنت» البريطانية، عن «سنو» قوله في الفيديو إن «ما شاهدته لا يزال عالقاً في ذهني، وما لم أعرفه سابقاً أصبحت أعرفه الآن وهو أن الناس يعيشون في غزة وسط دمار كامل وبشكل أساسي الأطفال الذين لا يتجاوز معدل أعمارهم الـ17 عاماً»، مشيراً إلى أن نحو 250 ألفا من سكان القطاع دون سن 10 أعوام.
وأوضح «سنو»، حسبما جاء في الصحيفة، أن القضية الأساسية في غزة الآن هي كيفية تحكم الأهل في أطفالهم، أي منعهم من التواجد في أماكن قد يتعرضون فيها للقصف وخصوصاً في الأماكن المكتظة بالسكان.
وأضاف سنو: «فإذا قررت إطلاق الصواريخ أو ما شابه سوف تقتل أطفالا وهذا ما يحدث»، مشيرا إلى أن المركز الطبي اضطر إلي تخصيص طابقين لعلاج الأطفال المصابين مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة.
وتابع سنو: «أصعب لحظة مؤثرة مررت بها كانت دخولي إلي الطابق الثالث المخصص للأطفال في مستشفى الشفاء».
وروي «سنو» كيف قابل والدة طفلة تدعى مها أصيبت بشلل جراء شظايا اخترقت عمودها الفقري إثر القصف الإسرائيلي.
وقال «سنو» إنه شاهد طفلة، تبلغ عامين ونصف، تعاني من ورم في عيونها جراء إصابتها والتهاب الجروح التي انتشرت في وجهها، وإصابتها بكسر في الجمجمة والأنف، وأكد أنه لا يستطيع إخراج هذه الصورة من مخيلته، مشيرا إلى أن هذه الصورة موجودة في كل مكان وأن هذا ما يحدث في غزة.
وأضاف سنو: «بالطبع حماس كجزء من الموضوع تطلق صواريخ على إسرائيل صممت بمثالية لقتل الإسرائيليين، لكن بالطبع المجاملة الأمريكية المالية لإسرائيل هو ما شجعها على ما تفعله».
ونقلت صحيفة «تيليجراف» البريطانية، عن سنو قوله إن «المعاناة تكمن في أن العديد من القوات البرية الإسرائيلية هم شباب لا يتعدى عمرهم 20 عاما ويشاركون في الحرب ويقتلون».
وأوضح سنو، حسبما جاء في الصحيفة، أنه عندما تحدث مع الطبيب النرويجي مادس جيلبيرت الذي يعالج المصابين جراء هذه الحرب أكد له أن عدد الأطفال الذين أصيبوا في هذه الحرب بلغ 1310، في حين أن عدد الأطفال الذين استشهدوا بلغ 166، علماً أن هذا العدد يزداد مع مرور الوقت.
وأبدى سنو استغرابه بشأن عدم اهتمام العالم بالدرجة الكافية، قائلا: «معاً يمكننا إحداث فرق إذا كان الجميع مستعدا للاستماع ومشاهدة ما يحدث وقراءة كل ما له علاقة بهذه القضية».