x

في غزة .. «العيـد» لا يمرّ من هنا

السبت 26-07-2014 14:13 | كتب: الأناضول |
أطفال غزة في حي الشجاعية بعد العدوان الإسرائيلي عليه أطفال غزة في حي الشجاعية بعد العدوان الإسرائيلي عليه تصوير : رويترز

تود راوية مهنّا لو أن الوقت يعود للوراء، إلى ما قبل عشرين يوماً، وهي تنصت بفرح لحوار صغيرتها سنابل، ذات الـ5 أعوام، مع شقيقها أنس، 4 أعوام، وهي تُخبره عن ملابس عيد الفطر، وأي لون سترتديه، وما تريده من ألعاب، وتتمنى هذه الأم الغزيّة، التي تقف الآن على أنقاض بيتها الذي حولّته الطائرات الإسرائيلية إلى كومة من الدمار والركام، لو أن بيدها أن تُحقق لطفليها ما يتمنيان، غير أن كل مطالب، وأمنيات العيد، تتلاشى كما تقول مهنا، أمام ما يحياه قطاع غزة من مآسٍ إنسانية بفعل الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 20 يوماً.

وقالت مهنا: «لا عيد في غزة، البيوت مقصوفة، ورائحة الدم تفوح في كل مكان، والآلاف من النازحين ينامون في المدارس، وعلى الطرقات، بيتي لم يعد له أثر، ولا يمكن لأطفالي أن يحتفلوا بعيد يطرق بابهم المقصوف».

ولا تجد سهير النجار، 45 عاماً، وهي أم لستة أطفال، في أي تهدئة إنسانية قبل العيد، أو خلاله، فرصة لنسيان ما تعيشه غزة، فالجرح كما تقول أكبر من أن يتم اختصاره في ساعات أو أيام من التهدئة.

وتتابع «النجار»: «لا شيء على حاله، كل شيء تغير، آلاف المنازل دُمرت، ورائحة الحرب تملأ المكان، لا يمكن لنا ونحن نبكي ذوينا الراحلين أن نصنع كعك العيد، أو نشترى الحلوى، أو الملابس الجديدة لأطفالنا».

وفي مثل هذا الوقت، ومع نهاية شهر رمضان، لم تكن شوارع قطاع غزة ومحالها التجارية تهدأ من ضجيج العائلات التي تصطحب أطفالها لشراء ملابس العيد، وجميع مستلزماته، وتزدحم الطرقات بالباحثين عن الفرح بعد شهر من الصيام.

وداخل البيوت تدور معركة بين ربات المنازل في التباهي بإعداد أطباق «كعك العيد» والحلوى بأشكالها المختلفة، والاستعداد لهذا اليوم بأبهى صورة.

وتقول سمية عليان، 43 عاماَ، التي هُدم بيتها، وتحول إلى ركام: «ستكون مهمتنا أن نبحث عما تبقى لنا من أشياء تحت الأنقاض، لا عيد لنا، هناك مئات القتلى وآلاف الجرحى، البيوت المقصوفة، الأطفال الذين يرتجفون خوفاً كلما تذكروا صوت القصف، لا عيد لهم ولا فرح».

وببراءة يهمس الطفل عبيدة عبدالرحمن، 5 أعوام، في أذن أمه: «ماما خليهم يأجلوا العيد»، وتقول رندا، والدة الطفل: «أخبرت صغاري بأن جيراننا فقدوا أطفالهم في الحرب، ويجب أن نشاركهم المشاعر، ولن نقوم بشراء ملابس للعيد هذا العام، أو ألعاب وحلوى، فقفز صغيري ببراءة يطلب تأجيل العيد».

وفي آخر أيام شهر رمضان لم تعد شوارع غزة نابضة بالحياة، وحركة الأهالي المشغولين بالتزود بحاجيات العيد، بل حل الذهول من هول ما خلّفته الحرب من تدمير وقتل، وجوه الأهالي والعائلات النازحة من بيوتها. وانشغل الناس في البحث بين أنقاض البيوت عن الجثث التي اختلطت مع الجدران المقصوفة، وعن حاجيات يمكن أن تصلح لأيام نزوحهم المقبلة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية