قال المدير السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي «شين بيت»، يوفال ديسكين، في مقابلة مع مجلة «دير شبيجل» الألمانية: إن «إسرائيل ليس أمامها أي خيار سوى زيادة الضغط على (حماس)، وهذا يفسر نشر قوات على الأرض»، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي يحاول تدمير جميع أنفاق التهريب بين إسرائيل وقطاع غزة عن طريق ما يمكن وصفه بـ«غزو صغير»، على حد قوله.
وأضاف ديسكين أن الجيش يأمل في أن يجبر هذا الغزو «حماس» في نهاية المطاف على وقف إطلاق النار، زاعمًا أن «الجيش لا يهاجم المناطق السكنية بل إنه يدمر مداخل الأنفاق، لكن المشكلة هي أن الصواريخ مخبأة في مناطق سكنية ويجرى إطلاقها منها أيضًا».
وبسؤاله عن مدى قدرة «حماس» وإلى متى ستواصل إطلاق الصواريخ، قال ديسكين: «لسوء الحظ فقد فشلت إسرائيل في الماضي في توجيه ضربة قاضية إلى (حماس)» وخلال عملية (الرصاص المصبوب) في شتاء 2008 كانت إسرائيل قريبة من ذلك في الأيام الاخيرة من العملية، حيث كانت (حماس) على وشك الانهيار، لكن الوضع الآن تغير ليصب في صالح الإسلاميين فقد عمقوا الأنفاق وأصبحت أكثر تعقيدًا ويبلغ طول بعضها عشرات الكيلومترات وقد نجحوا في تخبئة الصواريخ التي يطلقونها وبوسعهم إطلاق الصواريخ في أي وقت مثلما ترون».
وقال: «المشكلة هي أن الناس في قطاع غزة ليس لديهم ما يخسرونه مثلهم مثل (حماس)»، مشيرًا إلى أنه «عندما كان محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين في الحكم في مصر كانت الأمور تسير بشكل جيد بالنسبة لـ(حماس) لكن عندما تولى الجيش زمام الأمر وفي غضون أيام قليلة دمر النظام الجديد الأنفاق بين غزة وشبه جزيرة سيناء، وهي أنفاق كانت حيوية للغاية لـ(حماس) ومنذ ذلك الحين تخضع (حماس) لضغط رهيب، فهي لا تستطيع دفع رواتب موظفيها».
وبسؤاله عن إمكانية الحديث مع «حماس» مباشرة، قال ديسكين إن «هذا ليس ممكنًا، وإن المصريين وحدهم هم الذين يستطيعون التوسط بمصداقية، وأن تقدم إسرائيل أيضًا تنازلات وتسمح بمزيد من حرية الحركة».