نشرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية تقريرا مفصلا بخصوص وثائق بخط يد الرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون، تتناول شكوكه بكون زعيم تنظيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، خطرًا على الولايات المتحدة.
وذكرت شبكة قنوات «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، في تقرير لها، الأحد، أن البيت الأبيض أفرج قبل أيام عن الدفعة السادسة من الرسائل والمذكرات السرية الصادرة بحقبة «كلينتون» وشملت الدفعة السادسة وثائق موزعة على 1128 صفحة، تتراوح مواضيعها بين الحرب على الإرهاب والمذابح الجماعية في رواندا وقضايا قضائية محلية في أمريكا، والإعداد لجلسات استماع تتعلق بالمحكمة العليا، وأن البيت الأبيض يفكر في عمل عسكري في «هايتي» في 1994 .
وذكرت «ديلي ميل» أن «كلينتون» شكك في استخبارات جهاز الأمن القومي الأمريكي «سي آي إيه»، فيما يتعلق بـ«بن لادن»، إثر قيامه بتنفيذ عملية «ذيل الكلب» في أفغانستان والسودان، وإذ بـ«كلينتون» بعد 8 أشهر من إصداره أمرًا بتدمير مقر «بن لادن» في أفغانستان، يشكك في أنه يشكل خطرًا على أمن الولايات المتحدة.
وأوضحت «سي إن إن» أن إحدى تلك الوثائق، تظهر ملاحظات كتبها «كلينتون» ووجه عبرها تساؤلات إلى وكالة الاستخبارات المركزية CIA حول حقيقة ما تمتلكه من معلومات عن «بن لادن»، وذلك بعد مقال قرأه عن «بن لادن» تساءلت فيه صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن صحة المزاعم التي تقول إن «بن لادن» كان وراء تفجير سفارتي أمريكا في تنزانيا وكينيا في أغسطس 1998.
وكتب «كلينتون» مشيرا إلى مقال ورد في 13 أبريل 1994 حول «بن لادن» في «نيويورك تايمز» جاء فيه: «في حربهم على (بن لادن)، يقوم المسؤولون الأمريكيون بتصويره على أنه أحد أخطر الإرهابيين في العالم، لكن صحفيينا يعتقدون أنه ليس أكثر من مجرد ملهم لهم وليس زعيما حقيقيا للإرهابيين»، حسبما جاء في التقرير.
ووجه «كلينتون»، حسبما ذكرت «سي إن إن»، ملاحظة إلى رئيس جهاز الأمن القومي الأسبق، ساندي بيرجر، جاء فيها: «بحال كان المقال هذا محقا في ما يتوجه إليه فتكون CIA قد بالغت في التقييم المقدم لي حول بن لادن، فما هي حقيقة هذا الأمر؟».
وأوضحت «ديلي ميل» أنه نشرت مذكرة في 1999 أظهرت تردد «كلينتون» في مواجهة «بن لادن»، عدو الولايات المتحدة الأمريكية اللدود، لكنه أعطى الضوء الأخضر للهجوم على معسكرات إرهابية في أفغانستان بعد تفجير السفارة الأمريكية في كينيا بأسبوعين.
وقالت الصحيفة عن «كلينتون» كان يشك في نقص معلومات الاستخبارات الأمريكية ويرى أن كل ما لديهم هي مجرد مزاعم إلا أنه نفذ عملية «ذيل الكلب» في مهاجمة قوات تنظيم القاعدة في أفغانستان، كما أنشأ «كلينتون» قسمًا خاصًا بالوكالة، لإيجاد زعيم التنظيمات الإرهابية حول العالم في 1996، وفي 1998 أصدرت هيئة المحلفين الفيدرالية لائحة اتهام جنائية ضد مجموعة من القيادات الإرهابية، مثل «بن لادن» و«الظواهري»، الزعيم الحالي للقاعدة، اتهمتهم فيها بالتآمر على الشعب الأمريكي، وتخطيطات لاستخدام أسلحة دمار شامل ضدهم.
وأوضحت «سي إن إن» أنه أظهرت أوراق أخرى فريق «كلينتون» وهو يدرس خيارات استعادة الديمقراطية وإبعاد قادة العسكر الذين قاموا بـ«انقلاب» في هايتي، كذلك تغطي اختيار قاضيي المحكمة العليا.
وأشارت إلى أن الأرشيف الوطني نشر نحو 1000 صفحة من الوثائق، الأحد، ونشر نحو 20 ألف صفحة من سجلات كلينتون منذ فبراير.