كشفت مصادر وثيقة الصلة بجماعة الإخوان المسلمين، تصاعد الخلافات بداخلها، بسبب رؤية البعض ضرورة المصالحة مع النظام المصري والاشتراك في العمل السياسي بدلاً من الإقصاء الكامل للجماعة، فيما يرفض فريق آخر المصالحة ويتمسك بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي.
وأضافت المصادر، التي طلبت عدم ذكر اسمائها، لـ«المصري اليوم»، الجمعة، أن هناك أكثر من اجتماع سيعقده التنظيم الأسبوع الجاري بالدوحة واسطنبول، لبحث تقارير سيحصل عليها من لجنة شكلها قبل أسبوعين ضمت الدكتور محمد على بشر، وأحمد فهمي، القياديين بالجماعة، والدكتور عماد عبدالغفور، رئيس حزب الوطن السلفي ومساعد مرسي السابق، حول إمكانية التهدئة في الشارع، تمهيدًا للتصالح مع السلطة، وإمكانية المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وأضافت المصادر أن تلك اللجنة كانت مكلفة بعدة نقاط، أهمها «إعداد قائمة من شباب الصف الرابع والخامس بالجماعة لترشيحهم في انتخابات مجلس النواب»، مشيرًا إلى أن الاجتماع سيحدد بشكل نهائي قرار المشاركة في انتخابات البرلمان وسيطّلع على تلك الأسماء لاختيار الأفضل من بينها.
وتابعت المصادر «هناك عدد ليس بالقليل من بين الأسماء المرشحة لخوض السباق الانتخابي ليسوا أعضاء في الجماعة، لكنهم مقربون منها ومؤيدون لموقفها، خاصة في عدة محافظات، منها المنيا وبني سويف والفيوم وكفر الشيخ والشرقية»، لافتًا إلى أن تلك الأسماء تنتظر الحصول على دعم مالي من الجماعة، وهو ما سيتحدد خلال الاجتماعين اللذين سيعقدان الأسبوع الجاري.
ونوهت المصادر إلى وجود اتصالات بين «بشر» ومقربين من السلطة للتفاهم حول إمكانية مشاركة حزب الحرية والعدالة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، لكنه لم ينقل النتائج بعد، وقالت «كل شيء سيتضح نهاية الأسبوع الجاري»، لافتة إلى أن من بين المتفاوضين مع «بشر» أساتذة علوم سياسية، وضباط سابقين.
وقال مصدر قيادي بارز بالتنظيم، متواجد في قطر، إن شباب الجماعة أبلغوا القادة بضرورة مقاطعة البرلمان، في حين يرى آخرون من قادة حزب الحرية والعدالة أن دخول البرلمان «سيمنحهم آلية جديدة لمقاومة ومعارضة السلطة الحالية، بخلاف المظاهرات التي لم تحقق الأغراض والأهداف المطلوبة منها».
في المقابل، قال حسين عبدالرحمن، مؤسس حركة «إخوان بلا عنف»، إن التنظيم الدولي للجماعة يفضل خوض الانتخابات البرلمانية لكنه يواجه رفضًا لدى قطاع كبير من الشباب، ويخشى أن يواجه حالات انشقاق كثيرة إذا أقدم على قرار المشاركة.
وأضاف لـ«المصري اليوم»، أن الجماعة تتفاوض منذ فترة مع أسماء غير منتمية للتنظيم لدعمها في انتخابات البرلمان، ولديها نية مبيتة لدخول البرلمان المقبل عبر أحزاب «التحالف الوطني لدعم الشرعية» مثل «الوطن» و«الأصالة» و«الوسط».
وشدد على أن البرلمان المقبل «يعد أملاً كبيرًا لدى الجماعة للعودة إلى المشهد السياسي والاندماج في الحياة السياسية مرة أخرى»، مختتمًا بقوله «لكن الجماعة لم يعد لها شعبية كبيرة مثلما كانت قبل ذلك، وتخشى ألا تحصد مقاعد كبيرة، ما يضعها في مأزق الاعتراف بشرعية الوضع القائم دون تحقيق هدفها بغزو البرلمان بأعداد كبيرة».