لم يكن سلامة أحمد سلامة مجرد كاتب كبير وإنما كان محل إجماع من جماعة الصحفيين والقراءمعا من حيث توافق قلمه وقناعاته الني ظل ثابتا عليها ولم يقايض عليها وفق الظروف أو مع تعاقب الأنظمة وقد عاش يدافع عن الحق والحقيقة ولم يختلف أحد علي مصداقية قلمه ومواقفه.
وتميزت كتاباته بالسلاسة والوضوح والسهولة والعمق واشتباكها مع القضايا الهامة، أما عن سيرته فتقول أنه ولد في 1932والتحق بكلية الآداب قسم الفلسفة وتخرج في 1953، وكان اختياره لقسم الفلسفة نابعامن عشقه الشديد لها وشغفه بالتعرف على قضايا الفكر الإنساني من روافده الأساسية.
وقد عبر عن ذلك لافتا إلى أن الفلسفة تجمع بين الأدب والعلم وعلم تفسير الحياة، وتعطي أبعادًا وعمقا لها وقد حصل أيضا على ماجستير الصحافة والإعلام من جامعة «مينيسوتا» الأميركية عام 1967 وبدأ حياته المهنية صحافيا في صحيفة «أخبار اليوم»، بعد عام من تخرجه.
وكانت «أخبار اليوم» آنذاك تضم كبار الصحفيين أمثال محمد حسنين هيكل، ومصطفي أمين، وعلي أمين، وكامل الشناوي، وعمل بها بقسم الشؤون الخارجية ثم عمل مراسلا لـ«أخبار اليوم» في ألمانيا، وكان أول من فتح الطريق للمراسلين في الخارج وعمق مفهوم المراسلة إذ لم يكن هذا المفهوم قد تبلور بعد وأتاحت له معرفته بحسنين هيكل الانتقال إلى جريدة «الأهرام»، وعمل بها بقسم الشؤون الخارجية.
وكانت «الأهرام» آنذاك تضم فطاحل من الكتاب والصحفيين من أمثال نجيب محفوظ، وزكي نجيب محمود وتوفيق الحكيم ولويس عوض وبنت الشاطئ.
وخلال عمله بـ«الأهرام» سافر مرة أخرى إلى ألمانيا عام 1969 للعمل مراسلا صحافيا لـ«الأهرام» هناك وعاد للعمل في قسم التحقيقات الخارجية بـ«الأهرام»، وتولى رئاسته ثم صار مدير تحرير و نائب رئيس تحرير الأهرام من 1987إلي 2009 ثم ترأس تحرير مجلة «وجهات نظر» من 1999إلى 2008، وكان آخر منصب يشغله رئيس مجلس التحرير لصحيفة الشروق اليومية وأنهى فيها مسيرة عطائه وظل محتفظا بعنوان عموده الصحفي الذي كان يكتبه منذ أوائل الثمانينات في «الأهرام»، ثم «الشروق»، وهو«من قريب».
وإلى جانب مقالاته فإن له مجموعة من الكتب التي تناول فيها تطورات الأوضاع في المنطقة العربية، مثل «المناطق الرمادية»، و«الشرق الأوسط الجديد» و«الصحافة على سطح صفيح ساخن»، وقد حصد سلامة جوائز عديدة إلى أن توفي «زي النهاردة» في 11يوليو 2012.