هذه ليست دعوة للنكد أو درسا فى الفلسفة والتاريخ أو رغبة فى الوعظ والإرشاد، ولكنها ومضة من نفحات رمضان الكريم داهمتنى وألحّت على كثيرًا!!.. إن الإنسان- أى إنسان- مهما ارتفع شأنه وعلا قدره لابد أن يتعرض لكوارث ومصائب تهز الجبال الرواسى! وقد خطرت لى أسرة محمد على باشا مؤسس الأسرة العلوية التى حكمت مصر من 1805 إلى 1952. ولنستعرض هذه الأسرة ولاة وحكاما وسلاطين وملوكا وأمراء ونبلاء لعلنا نتعظ:
■ محمد على باشا مؤسس الأسرة العلوية توفى عام 1849 فاقدا عقله مهزوما مجنونا.
■ إبراهيم باشا نجله توفى قبله عام 1848، بعد انتصارات ساحقة مدوية، مهزوما بعد أن اجتمع عليه ملوك العالم وهزموه فى موقعة نافارين عام 1830 وجردوه من حكم فلسطين والشام والبلقان.
■ عباس الأول نجل إبراهيم باشا مات مقتولا مجنونا بيد حراسه عام 1854.
■ سعيد باشا كان حاكما محبوبا، ولكنه كان مريضا معتلا ورحل عام 1863.
■ الخديو إسماعيل مات فى المنفى فقيرا بعد تنازله عن جميع أملاكه عام 1879.
■ الخديو توفيق كان حاكما تعيسا ضعيفا جلب الاستعمار الإنجليزى إلى مصر وتوفى عام 1892.
■ عباس حلمى الثانى ابن الخديو توفيق مات منفياً بعد أن ظل فى الحكم 22 عاما من 1892 إلى 1914.
■ حسين كامل ابن الخديو إسماعيل حكم ثلاث سنوات مليئة بالضعف والتخاذل أمام اللورد كرومر، المندوب السامى البريطانى.
■ الملك فؤاد الأول حكم مصر من 1917 إلى 1936، وكان لا يستطيع الكلام جيدا لإصابته برصاصة فى حنجرته أطلقها عليه شقيق زوجته لسوء معاملته لها.
■ الملك فاروق الأول كان ملكا جاهلا بليدا فاسدا وأساء استعمال السلطة وأزاحته ثورة 1952.. أما الملكة نازلى أم فاروق فقد ماتت فقيرة تأكل من القمامة وكذلك بنات فاروق وشقيقاته فقد عملن فى الفنادق والمدارس لضيق ذات اليد.
■ ما فائدة ذلك كله وما جدواه؟! فلنتذكر دائما أنه لا شىء مضمون فى هذا العالم.. الكل زائل فيما عدا الله سبحانه.. فلنتبرع لمصر قدر استطاعتنا ولا نبخل عليها بالغالى والرخيض فهى أمنا الغالية.
محمد السيد رجب- مدير عام سابق- الإسكندرية