أكدت التحقيقات أن أحد عناصر جهاز الاستخبارات الألمانية «بي.إن.دي»، الذي تم توقيفه الأربعاء الماضي، تجسس بالفعل لحساب الولايات المتحدة، وكان يعمل لحساب المخابرات المركزية الأمريكية منذ نهاية 2012، وسرق أكثر من مئتي وثيقة. وقال مسؤول كبير، لصحيفة «فرانكفورتر أم زونتاج» إن «كل المؤشرات تظهر أنه عمل لحساب الأمريكيين».
أخبار متعلقة
وذكرت وسائل إعلام ألمانية، الأحد، أن هذا العنصر عرض أيضا التعاون مع الاستخبارات الروسية عبر التواصل مع القنصلية الروسية في ميونيخ، وهو ما أدى إلى كشف أنشطته كعميل مزدوج.
وكلف هذا العميل الذي يبلغ من العمر 31 عاما، بجمع وثائق عن لجنة تحقيق برلمانية ألمانية تم تشكيلها بعد كشف معلومات عن تجسس مفترض لوكالة الأمن القومي الأمريكي.
ويعمل هذا العنصر في دائرة للاستخبارات مكلفة خصوصا حماية الجنود الألمان في الخارج، ونجح فقط في تسريب وثيقتين حول هذا الموضوع، إحداهما عن الهيكلية العامة للاستخبارات الألمانية، بحسب الصحيفة.
ويعيد ذلك فضيحة التجسس إلى الواجهة مرة أخرى، وسلطت الضوء على توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وألمانيا بعد معلومات كشفها إدوارد سنودن عن برنامج أمريكي للتجسس وصل إلي التنصت علي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وقالت صحيفة «تسايت» الألمانية، إن مجموعة الحزب الديمقراطي الاشتراكي، طلبت اجتماعا خاصا مع لجنة «البوندستاج» المسؤولة عن مراقبة المخابرات، الأسبوع المقبل، نظرا لخطورة الموقف.
وقالت الخبيرة ونائب زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي البرلمانية إيفا هوجل «ينبغي مكافحة التجسس وحماية الدستور».
وانتقد اليسار ما وصفه بـ«الجبن الأخلاقي» لميركل، وطالبت رئيسة اليسار كاتيا كيبينج، ميركل بتحمل المسؤولية، والشفافية الكاملة حول أي وثائق وبيانات تصدر في الأجهزة السرية الألمانية.
وذكرت مجلة «دير شبيجل» أن ميركل تشعر بخيبة أمل كبيرة، حيث أن الأضرار التي لحقت بالعلاقات الأمريكية-ألمانيا كبيرة.
ورغم تجاهل ألمانيا الذي وصفته الصحيفة بـ«غير المفهوم» بعد فضيحة التجسس التي فجرها سنودن، استدعت هذه المرة وزارة الخارجية الألمانية السفير الأمريكي في برلين لمطالبته بـ«توضيح سريع» حول العميل.
وقالت تقارير وسائل الإعلام المحلية في ألمانيا إن الشخص المشتبه فيه يعمل موظفا في جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني، وكان عميلا مزدوجا لمدة عامين.
