قال الدكتور عادل البلتاجي، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، السبت، إن الدولة ستعمل على إيجاد آليات وبدائل لتخفيف أية أعباء على المزارعين وتضمن حصولهم على هامش ربح مناسب عند تسويق المحاصيل لأي جهة.
وأضاف أن استراتيجية الزراعة المصرية تستهدف تحسين معيشة السكان الريفيين، ويجري حاليا تنفيذ خطة مستقبلية لتحديث الري الحقلي في 5 ملايين فدان بالدلتا ووادي النيل.
وتابع الوزير:«نتائج تطبيق هذا البرنامج ستزيد من دخل الفلاح من خلال تعويض ارتفاع تكلفة الإنتاج بزيادة الإنتاجية من وحدة الفدان وذلك يتواكب مع تنفيذ مشروع قومي لربط مزارعي مصر بمختلف المناطق بالأسواق لتقليل سلسلة الوسطاء لتعظيم العائد للفلاح المصري».
يأتي ذلك بينما أكد خبراء في الزراعة ان قرار الحكومة برفع أسعار الكهرباء المستخدمة في ري الأراضي بنسبة 30 % لتصل إلي 17.5 قرش للكيلو وات/ ساعة، بدلا من 11.25 قرش، سيؤدي إلي ارتفاع تكلفة الإنتاج الزراعي للفدان في مكون الطاقة إلي 2106 جنيها، بدلا من 1560.
وقال الخبراء إن ذلك من شأنه أن ينعكس أيضا علي ارتفاع تكلفة تسويق المحاصيل وزيادة تكلفة جميع العمليات الزراعية بالآلات، وأسعار الأسمدة والتقاوي، ليصل إجمالي الزيادة المتوقعة في تكلفة الإنتاج للفدان من محصول القمح مثلا، إلي نحو 30 %، ما يؤدي إلى ارتفاعات سوقية على مستوى الاستهلاك لدى المواطن العادي إلى نحو 60 % .
وقال محمد برغش، وكيل مؤسسي حزب مصر الخضراء:«ارتفاع أسعار الكهرباء والمحروقات سيؤدي إلى تنفيذ مؤامرة تدفع بالفلاح المصري للتوقف عن زراعة القمح، الذي يزرعه الفلاح المصري ليأكله ويغذي به ماشيته».
وطالب الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتدخل لعقد لقاء عاجل مع قيادات الفلاحين بمختلف المحافظات لحل المشكلة فورا، خاصة أن الزيادة الجديدة تدفع بالخسائر إلى 3 آلاف جنيه لكل فدان قمح يزرع في مصر.
وخاطب الرئيس قائلا :« لا تصدق كل ما يرفع إليك عن الزراعة والفلاحين، ونداء أخير مصر في خطر والزراعة في خطر والفلاح في خطر، وكل دول العالم مهما كانت إمكاناتها تعرف قدر الزرعة ودورها في الاقتصاد القومي وأنها الطريق الوحيد لتنمية المجتمع وتوفير الحياة الكريمة لمواطنيها».
وفند «برغش» تكاليف مستلزمات الإنتاج لفدان القمح بـما يقرب من 8 آلاف جنيها لإنتاج نحو 16 أردب قمح تشمل 3000 الاف جنيه مقابل الايجار ، 350 جنيها للتقاوي، 240 جنيها تكاليف الري باستخدام الكهرباء او المازوت ، 1200 جنيها مقابل توفير المبيدات والأسمدة والمخصبات، 800 جنيها مقابل التسوية والحرث واعداد التربة للزراعة ، 1900 جنيها للعمالة، 700 جنيها لأعمال الحصاد وجمع المحصول. وتابع:«هناك فرق بين ما يذكره العلم بأن الفدان يحقق اكثر من 30 أردب والواقع المر الذي يحصده الفلاح حيث لا تحقق انتاجية الفدان ما يتراوح بين 12 و 16 أردبا فقط».
وقال الدكتور عادل الغندور، الخبير الزراعي:«إلغاء الدعم عن الوقود والخبز ضرورة لإصلاح الاقتصاد، و ولا يعقل أن تقوم الدولة بصرف ما يقدر بنحو 300 مليار جنيه سنويا على الدعم تعادل 50 % من الناتج القومي الإجمالي ونستمر في مسلسل الاستدانة من الخارج أو (الشحاتة) من دول الخليج خاصة في طلب ارتفاع الأسعار العالمية وعدد السكان».