قد يحلم كثيرون بزوال الحدود بين الدول العربية، فتتوحد بطاقات الهوية والعملة وغيرها، ورغم أن هذا الحلم قد يبدو بعيد المنال، إلا أن الدراما هي من خطت الخطوة الأولى نحو هذه الوحدة، إلا أن شركات الإنتاج قررت توحيد العرب على طريقتها أمام الشاشة لتقديم أعمال درامية مشتركة، أزالت بعض مساحة التنافس بين الدراما المصرية والسورية واللبنانية.
مسلسل «لو»، الذي يعرض حاليًا في رمضان، هو آخر هذه المسلسلات التي جمعت عدد من الفنانين من عدة دول عربية، فيما لم يضطر معظمهم لتغيير لهجتهم، كما يحدث من الفنانين العرب في المسلسلات المصرية الذيت يتحدثون باللهجة المصرية.
ويتكون فريق عمل المسلسل من فنانين يحملون الجنسية السورية واللبنانية والمصرية والتونسية، فيمثل لبنان كلِ من نادين نسيب نجيم ويوسف الخال وأخرين، فيما شاركت سوريا من خلال فنانيها عابد فهد وعبد المنعم عمايري، ومن مصر يشارك كل من الفنان عبد الرحمن أبو زهرة ولقاء سويدان، ومن تونس الفنانة فريال يوسف. ويتناول العمل العربي موضوع الخيانة الزوجية.
برومو مسلسل «لو»، إنتاج 2014:
تجربة مسلسل «لو»، لبنانية الإنتاج وسورية الإخراج، صاحبها مسلسل «حلاوة الروح»، الذي يلعب بطولته الفنان خالد صالح والممثلة السورية كندة علوش واللبنانية رولا حمادة، والذي تدور أحداثه في سوريا، من خلال شابان سوريان يسعيان لتصوير فيلمِ وثائقي للحرب الأهلية في البلاد، فيما يتقاطع مع القصة، حياة صحفي مصري جمعته قصة حب مع زميلته، بعد أن يلتقيا أثناء سفره إلى سوريا بحثًا عن إبنته، ليكون هذا المسلسل هو الثاني هذا العام الذي يختار طريق العمل الدرامي العربي المشترك.
سبق هذه التجارب عدة تجارب، منها مسلسل «روبي»، الذي قام ببطولته الفنانة اللبنانية سيرين عبد النور والفنان السوري مكسيم خليل والفنان المصري أمير كرارة، وعرض المسلسل لأول مرة عام 2012، وحقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا. وكان المسلسل يدور حول شخصية «روبي»، المنحدرة من أسرة فقيرة، والتي تسعى للتخلص من الفقر بشتى الطرق والتي وصلت بها للتخلي عن حبها وعائلتها وخيانة صديقتها، للتعرف على شاب ثري ينتشلها من حياتها الضحلة.
برومو مسلسل «روبي»، إنتاج 2012
نجاح «عبد النور» في «روبي» جعلها تكرر التجربة بعدها بعام، لتقوم ببطولة مسلسل «لعبة الموت» مشاركة مع السوري فهد العابد والفنان المصري ماجد المصري والفنانة الأردنية ميس حمدان. وقد دارت أحداث المسلسل حول الزوج «عاصم» (العابد) الغيور بشكل مرضي على زوجته «نايا» (عبد النور) مما يجعلها تضيق بهذه الحياة وتطلب الطلاق، فيرفض زوجها ويهدهها بالقتل، فتنتحر، إلا أنه سرعان ما يتبين أنها سافرت إلى مصر حيث تبدأ حياة جديدة وتتعرف على مهندس مصري (المصري).
وحقق المسلسل نجاحًا معقولًا، قد لا يصل إلى نجاح «روبي»، إلا أنه أبقى على الفكرة حية، تشجع المنتجين على الدخول في ذات التجربة، فهل يستطيع «لو» أن يستمر في حمل شعلة النجاح للأعمال العربية المشتركة، أم يفشل في الإرتقاء لمستوى المسلسلات التي سبقته؟
برومو مسلسل «لعبة الموت»، إنتاج 2013: