x

دييجو كوستا وإسبانيا.. الرهان الخاسر

الخميس 19-06-2014 10:47 | كتب: إفي |
دييجو كوستا دييجو كوستا تصوير : other

«إسبانيا قدمت لي كل شيء».. بهذه العبارة برر دييجو كوستا، برازيلي الأصل، قرار تفضيل اللعب لـ«الماتادور» على «راقصي السامبا» قبل البطولة التي يحتضنها مسقط رأسه.

«سيكون إضافة رائعة للفريق»..هكذا قال مدرب «لاروخا» فيسنتي ديل بوسكي بعد أن أصبح مهاجم أتلتيكو مدريد «مواطنا إسبانيا مستوفيا الشروط».. كل منهما راهن على شيء وفي النهاية خسر.

رهان دييجو كوستا كانت أسبابه واضحة، حيث اختار اللعب للفريق «الأقوى» على الساحة من وجهة نظره في الوقت الحالي، خلال الفترة التي اكتسب فيها شعبية كبيرة بسبب الموسم الرائع الذي قدمه مع الـ«روخيبلانكوس»، وبالتزامن مع الانخفاض المتواصل لبريق فرناندو توريس، مهاجم تشيلسي، وعدم اقتناع ديل بوسكي بمستوى فرناندو يورينتي وألفارو نيجريدو.

«كوستا» كان مؤمنا بأنه مع البرازيل لن يصبح النجم الأبرز في ظل توجه كل الأنظار نحو «المدلل» نيمار، كذلك كان يدرك أنه في إسبانيا لن يصل لهذه المرحلة أبدا مع وجود «الرموز المقدسة» المعروفة لدى الجميع، لكنه كان يأمل في أن يساهم التماسك المفترض لخطوط أبطال العالم بمونديال 2010 في مساعدته على تسجيل الكثير من الأهداف، ليتألق ويزيد من سعره خلال انتقالات الصيف.

اقتنع اللاعب بأن مدرب البرازيل، لويز فيليبي سكولاري، لن يستدعيه للبطولة، كما لم يغب عن ذاكرته أن المدرب المخضرم لم يلتفت له إلا حينما لاحت ورقة جواز السفر الإسباني في الأفق، لذا راهن على «الانتقام» بالانضمام لما كان يفترض أن يصبح أحد أبرز المرشحين لـمنافسة «راقصي السامبا» على اللقب منتخب إسبانيا، لكن الأمر انتهى بخروجه بفضيحة عقب هزيمتين متتاليتين ربما تعمقهما نتيجة سلبية أخرى أمام أستراليا في الجولة الثالثة.

رهان اللاعب الخاسر ربما يجعله يفقد الكثير: قناعة الجمهور الإسباني به، انخفاض سقف توقعاته المالية في سوق الانتقالات، وضياع فرصة أن يكون بطل العالم، وضياعها مرة أخرى إذا ما استمرت البرازيل في البطولة وتوجت باللقب.

من ناحيته، لم يدرك ديل بوسكي أنه لا يمكن انتظار نتائج طيبة من وضع قطع غيار صينية - حتى ولو كانت عالية الجودة - في سيارة كانت جيدة ولكنها تحتاج لـ«صيانة شاملة»، بمعنى آخر لا يمكن لدييجو كوستا أن يعالج كل العيوب التي ضربت المنتخب الإسباني بسبب عوامل متعددة، أبرزها عدم تجديد دماء الفريق والإرهاق والمجاملات، وبكل تأكيد عدم توافق أسلوب المهاجم مع النمط الحالي لطريقة لعب «لاروخا».

دييجو كوستا من نوعية اللاعبين الذين يتميزون بألعاب الهواء واقتناص العرضيات، وفي أتلتيكو مدريد كان يجد من يموله بهذه الطريقة، سواء الظهيرين خوان فران توريس أو فيليبي لويس، أو عن طريق مساعدات خط الوسط القادمة من أردا توران أو كوكي ريسوركسيون، ولكن كيف تلعب إسبانيا؟ يميل المنتخب الإسباني بالطبع، نتيجة لكونه مؤخرا أصبح انعكاسا لأسلوب برشلونة، إلى الاعتماد على أسلوب اللمسات القصيرة والاستحواذ والـ«تيكي تاكا» الذي بات محفوظا للجميع، وحتى حينما تأتي عرضيات الظهيرين جوردي ألبا أو سيزار أزبليكويتا لا تكون بنفس جودة ثنائي أتلتيكو.

النقطة الثانية تتمثل في أن دييجو كوستا يحتاج دائما للعب بجانب مهاجم ثان، كما يحدث في أتلتيكو سواء كان ديفيد فيا أو أدريان لوبيز أو راؤول جارسيا، وهو الأمر الذي لم يحدث في مباراتي إسبانيا، سواء أمام هولندا أو تشيلي، لذا أصبح اللاعب بمثابة «الحاضر الغائب». إضافة إلى هذا، فإن كوستا ليس من نوعية اللاعبين الذين يمكنهم الاستفادة من تمويلات تشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا، فالطريقة التي يلعب بها مختلفة تماما عن أسلوبهما وحتى فرضاً إنها كانت متوافقة، فإن هذا الثنائي لم يقدم مستوى يذكر في المباراتين الكارثيتين في تاريخ «الماتادور».

«الانتقام طبق يفضل أن يقدم باردا».. مقولة مأثورة فشل في فهمها دييجو كوستا الذي لم ينظر جيدا إلى معطيات الأمور قبل اتخاذه قرارا باختيار إسبانيا للـ«ثأر» من تجاهل سكولاري المفترض ليخسر رهانه، فيما راهن ديل بوسكي على «الحصان الخاطئ» ليس لأن مهاجم أتلتيكو سيئ، بل لأن منتخب إسبانيا بأسلوبه الحالي ليس «الحلبة المناسبة» له.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية