x

البرادعي.. التغيير الذي يزداد اختفاء

الثلاثاء 17-06-2014 19:29 | كتب: باهي حسن |
محمد البرادعي محمد البرادعي تصوير : اخبار

يبدو أن جائزة نوبل لا تمثل فقط التقدير والمنجز الإنساني الضخم، بل تحمّله أعباء سياسية ليظهر بما يليق بعالمية الإنسان، وكأنها من ناحية التزام أخلاقي، وكأنها من ناحية أخرى قيد ولعنة.

البرادعي، ذلك الدبلوماسي والسياسي المصري الذي دعا بشكل أو بآخر إلى إصلاحات سياسية في المناخ المصري تتعلق بالحريات منذ فبراير 2010، قبل أن يتهاوى نظام مبارك في 11 فبراير من العام التالي، اختفى تماما من الساحة السياسية المصرية منذ 14 أغسطس 2013 بعد استقالته اعتراضا على فض اعتصامي رابعة والنهضة، وبين إسقاط مبارك بثورة 25 يناير وهبوط منحنى الإخوان شعبيا وسياسيا في ثورة 30 يونيو كان البرادعي الغائبُ حاضرًا بقوة.

واليوم، 17 يونيو 2014، يكمل البرادعي عامه الثاني والسبعين، وسط شباب «فيس بوك وتويتر» بعيد ميلاده، ودشنوا هاشتاج «#عيد_ميلاد_البوب»، و«#عيد_ميلاد_البرادعي» لتهنئته.

البرادعي الحاصل على جائزة نوبل للسلام 2005، تخرج من كلية الحقوق في جامعة القاهرة في 1962، وتزوج من عايدة الكاشف، ولهما ابنان، نال 14 دكتوراه فخرية في القانون من جامعات مختلفة، ودفع ثمن مطالبته بالتغيير أيام نظام مبارك، ودعا لمقاطعة الانتخابات البرلمانية في 2010، فكان جزاؤه التشويه والتنكيل بأسرته، واتهامه بأنه السبب في احتلال العراق، رغم أنه قال وقتها: «الوكالة لم تجد أي دليل أو مؤشر يُعتد به على أن العراق استأنف برنامجه النووي، خلال الأشهر الثلاثة التي جرت فيها عمليات التفتيش».

نجح البرادعي في لم شمل القوى السياسية المعارضة لمبارك تحت لواء الجمعية الوطنية للتغيير، وتمكنت المعارضة من جمع مليون ونصف المليون توقيع للمطالبة برحيل مبارك، وقاطع البرادعي انتخابات الرئاسة في 2012، واعتبرها «مسرحية هزلية لا تمثل إرادة المصريين».

وأكد أن انتخاب رئيس في غياب دستور وبرلمان هو انتخاب رئيس له سلطات لم تعرفها أعتى الأنظمة الديكتاتورية، وطرح حلين للخروج من الأزمة، الأول: التوافق على مجلس رئاسي يشكل لجنة تأسيسية وحكومة إنقاذ وطني ويشرف على انتخابات برلمانية ورئاسية بعد إقرار الدستور، والثاني: رئيس مؤقت مع حكومة إنقاذ وطني يشكلان لجنة توافقية لوضع الدستور ثم انتخابات برلمانية ورئاسية بعد إقرار الدستور.

كان حالمًا بــ«نظام ديمقراطي يحقق مفهوم الحرية ويحترم المواطن، ويحقق مطالبه في العيش الكريم»، وبعد فوز مرسي بالرئاسة، وقراراته التي كانت دوما تخلق رفضا شعبيا عارما، خرج البرادعي في 22 نوفمبر 2012، وقال إن «الدكتور مرسي نسف مفهوم الدولة والشرعية ونصّب نفسه حاكما بأمر الله، الثورة أُجهضت لحين إشعار آخر».

دعا البرادعي لانتخابات رئاسية مبكرة للحفاظ على ثورة 25 يناير، وطالب الرئيس الأسبق محمد مرسي بالاستجابة للجماهير الغاضبة، وأيّد تدخل القوات المسلحة لحسم الأمر في 30 يونيو 2013، وقبل منصب نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية، بعد بيان عزل مرسي، لكنه سرعان ما استقال بعد فض «اعتصام أنصار مرسي في رابعة والنهضة»، ومبررا استقالته بـ«أصبح من الصعب عليَّ أن أستمر في حمل مسئؤولية قرارات لا أتفق معها وأخشى عواقبها، ولا أستطيع تحمل مسؤولية قطرة واحدة من الدماء أمام الله ثم أمام ضميري».

البرادعي، غير الموجود سياسيا، استقبل التهنئة بعيد ميلاده على «فيس بوك وتويتر»، المكان المفضل له على ما يبدو، ونشر نشطاء الشبكات الاجتماعية صورة له توضح مراحل حياته وصفوها بأنها «مراحل تطور البوب»، فهل يرد البرادعي على متابعيه على «تويتر» مثلما أبلغهم في 2012 بقوله: «من البوب إلى شباب تويتر وفيس بوك: أزداد شبابًا بكم»؟

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية