وسط أجواء تاريخية، احتفل لاعبو ريـال مدريد، في مدينة «لشبونة» البرتغالية، بإنجاز تاريخي، تحقق بعد إثنى عشر عامًا من الإنتظار، عاشرة دوري الأبطال، إلا أن الفرحة التي سيطرت على حواس لاعبي الميرنجي في تلك الليلة، لم يعلم معظم دوليهم أنها ستتحول لنظرات من الحسرة، عندما يرتدون قمصان منتخبات بلادهم في المونديال.
خلال الجولة الأولى من دور المجموعات في مونديال البرازيل، شارك 12 لاعبًا من «الميرينجي»، إلا ان ثلث هذا العدد فقط نجح في تحقيق الفوز مع فرقهم، فيما لاقى معظم الأخرين هزائم «فضائحية».
البداية كانت مع المباراة الافتتاحية، والتي شارك فيها المدافع الأيسر للـ«ملكي»، مارسيلو، مع منتخبه البرازيل، في مواجهة زميله نجم كرواتيا، لوكا مودريتش. وكانت البداية غير موفقة للاعب البرازيلي الأعسر الذي افتتح أهداف البطولة بهدف عكسي عن طريق الخطأ في مرماه، ليقف مذهولًا بينما واساه حارس مرماه جوليو سيزار، وهو يخرج الكرة من الشباك.
لم يخسر فريق مارسيلو بهذا الهدف، لحسن حظه، وسوء حظ زميله في الريـال «مودريتش»، فقد تعادلت البرازيل بهدف لنيمار، تبعه الحكم بإهداء ركلة جزاء غير صحيحة للبرازيليين ليتقدموا على رفاق «مودريتش»، وفيما حاول مع أبناء جلدته إدراك التعادل، أنهى أوسكار أحلام كرواتيا في هذا اللقاء بهدف ثالث، لينتهي اللقاء 3-1، في بداية مخيبة للاعبي الفريق الملكي، وسط اعتراضات كرواتية كبيرة على الحكم الياباني.
في اليوم التالي، كان لعشاق الريـال موعدًا أخر مع نجومهم، لكن التفاؤل عم الأجواء هذه المرة بشدة قبل اللقاء المرتقب بين إسبانيا وهولندا، فقد توقع عشاق الريـال، ممن يساندون إسبانيا، أن يكرر المنتخب الإسباني فوزه على «الطواحين»، كما فعل في نهائي مونديال 2010.
وقد دخلت إسبانيا اللقاء بقيادة الحارس العملاق إيكر كاسياس ومشاركة النجوم المدريدية، سيرجيو راموس وتشابي ألونسو، وفيما بدا وأن منتخب «لاروخا» سيرصخ العقدة الإسبانية لهولندا، بعد تقدم إسبانيا «البيضاء» بهدف من ركلة جزاء أحرزها «ألونسو»، انفجرت ماسورة الأهداف البرتقالية لتغرق الإسبان، فيما احترف «كاسياس» العوم أمام نجم هولندا، أرين روبين، الذي تلاعب بالحارس المخضرم. خمسة أهداف لهدف كانت حصيلة «الفضيحة الإسبانية» والتي تركت قائد الميرنجي «كاسياس» ونائبه «راموس» منكسي الرأس فيما تابع «ألونسو» الكرات التي تهز شباك فريقه من مقاعد البدلاء، بعد تغيره في الشوط الثاني.
الحظ العثر للاعبي «الميرنجي» انكسر بعد تلك الفضيحة بيومين، ليكسر المهاجم الفرنسي، كريم بنزيمة، «النحس الأبيض»، ويحرز هدفين، فيما تسبب في ثالث احتسبه حكم اللقاء كهدف عكسي على حارس مرمى المنافس هندوراس، ليقود منتخب بلاده للفوز بثلاثية نظيفة، في مباراة شاركه فيها زميله في الفريق رافائيل فاران. وفي نفس الليلة شارك زميله الأرجنتيني أنخيل دي ماريا في فوز منتخب بلاده بهدفين لهدف واحد على منتخب البوسنة والهرسك، لتمر ليلة الأحد بشكل رائع على لاعبي الميرنجي، الذين شاركوا مع منتخباتهم في مباريات المونديال في تلك الليلة.
لكن الليلة السعيدة، يبدو وأنها كانت فقط بمثابة راحة لعشاق الريـال ما بين فضيحتين، فبعد الهزيمة المدوية لإسبانيا، اختارت البرتغال أن تسير على نفس الدرب، تحت أنظار قائدها الملهم وأيقونة الجيل الحالي لريـال مدريد، كريستيانو رونالدو، الذي وقف في الملعب لا حول له ولا قوة، يشاهد زملائه، وهو معهم، يصبحون ضحية ماكينات ألمانية لا تهدأ ولا تمل من إحراز الأهداف في المرمى البرتغالي. ولم يكن «رونالدو» هو الوحيد الذي استقل طائرة مدريد ليرتدي القميص الأحمر للبرتغال، فمعه شارك زميليه في الفريق المدافعين «بيبي» وفابيو كوينتراو، وقد كانت نهاية الإنين مآساوية في المباراة، فقد خرج «بيبي» مطرودًا بعد احتكاكه بتوماس مولر، لاعب ألمانيا، وإصابة كوينتراو وخروجه محمولًا على النقالة بعد تغييره.
ورغم أن المنتخب الألماني يحوي لاعب الريـال، الذي أمصى معظم موسمه مصابًا، سامي خضيرة، إلا أن شعبية رونالدو ورفاقه البرتغاليين، والتي تفوق شعبية «خضيرة» وسط جماهير كبير العاصمة المدريدية، قد تسببت في عدم ابداء كثير من المدريديين، ممن لا يشجعون المنتخب الألماني، الفرحة بفوز «خضيرة»، والذي قدم أداءًا جيدًا في اللقاء، وقد أظهرت الكاميرات اللاعب الألماني وهو يواسي زميله «رونالدو» بعد المباراة.
هزائم لاعبو الريـال وبأهداف كثير، تبدو وكأنها لعنة حلت عليهم، بعد حسمهم للقب الأوروبي، والذي اهانوا فيه كبرياء الألمان كثيرًا، في فرقهم شالكه ودورتموند وبايرن ميونخ، وهو ما ردوه الصاع صاعين لـ«رونالدو» تحديدًا، والذي تفنن في جلد حراسهم بتصويباته التي لا تصد طوال الموسم الأوروبي، كذلك يلعب «روبين»، الذي قاد هولندا لسحق إسبانيا، في فريق البايرن، والذي حرمه «كاسياس» ورفاقه «راموس» و«ألونسو» من العبور للنهائي الثاني على التوالي، وهو ما ثأر له الهولندي بهدفين في مرمى إسبانيا تاركًا قائدا الريـال يفترشون أرضية ملعب «أرينا فونتي نوفا»، غير مدركين ما اصابهم.
اقرأ أيضاً: لاعبو برشلونة في المونديال.. انهيار مع أسبانيا وتألق مع باقي المنتخبات