x

وكالة البلح.. «سوق المُستعمل لفقراء وأغنياء مصر»

الإثنين 09-06-2014 19:52 | كتب: إيمان مبروك |
وكالة البلح وكالة البلح تصوير : other

إن لم تكن تعرف «وكالة البلح» كسوق ومنطقة فمن المؤكد أنك تعرفه كمُزحة مصرية قديمة، فالدراما المصرية كثيرا ما ذكرت هذا الاسم على سبيل «الإفيه» الدال على ارتداء الملابس المستعملة.

«وكالة البلح» هي سوق موجودة بوسط القاهرة لبيع الملابس المستعملة، ورغم أنه عُرف كمقصد لمحدودي الدخل فإن غالبية الزبائن التي تردد عليه تعتبر من فئة الأغنياء، بحسب «أحمد»، أحد الباعة بمحال وكالة البلح، الذي أكد أن هؤلاء الأغنياء يشترون أعدادا هائلة من القطع، حيث إن كل معروضات هذه السوق تعد من الماركات العالمية، لافتا إلى أن عددا كبيرا من هؤلاء الزبائن يحاولون إخفاء ملامحهم بارتداء نظارات شمسية كبيرة، خوفا من أن يعرفهم أحد من أقاربهم أو أصدقائهم، ويرجع ذلك إلى الصورة الذهنية السلبية المأخوذة عن الملابس المستعملة أو منطقة الوكالة بشكل عام، والتي لعبت الدراما دورا كبيرا في ترسيخها.

أما «محمود»، أحد باعة السوق، قال إن الملابس المعروضة في هذه السوق ليست كلها مستعملة لكن هناك ملابس جديدة تسمى «تصفيات ستوك» لماركات عالمية غالبا ما تكون فيها بعض أخطاء التصنيع لكنها بسيطة يمكن علاجها بسهولة، وأضاف أن كل معروضات وكالة البلح تأتي من الخارج من خلال السوق الحرة ببورسعيد، في شكل حاويات تسمى «بالة»، وهذه «البالة» تكون مغلفة جيداً، فيتم فرزها فور وصولها لتصنيف الملابس حسب حالتها وماركتها وما إذا كانت مستعملة أم جديدة.

أما بالنسبة لما يتردد عن أن هذه الملابس ربما تنقل بعض الأمراض الجلدية كونها مستعملة من قبل آخرين مجهولين، قال أحد العاملين بسوق وكالة البلح، رفض ذكر اسمه، إن هذه «البالة» لابد أن تكون مُعقمة جيدا وهذا شرط دخولها السوق الحرة، كما أنهم بعد مرحلة الفرز يقومون بكي الملابس جيدا لتبدو أكثر جاذبية كما أنها تعد مرحلة من التنظيف، وأضاف: «أنا عندي زباين من عشرين سنة ومالقيتش أي شكوى صحية منهم».

الزبون الذي ينتمي للطبقة الشعبية يجد في «وكالة البلح» مكانا مناسبا جدا لشراء الملابس الحديثة والتي تجاري الموضة بأقل التكاليف، فتبدأ الأسعار من 10 جنيهات للقطعة، وصولاً إلى 100 جنيه، حسب حالة وماركة القطعة، وتختلف المنتجات والأسعار بحسب مكان البيع، فالمحال تبيع منتجا أجدد وأغلى ثمناً، بينما عُرفت وكالة البلح ببائع الشارع الذي لا يملك سوى «شمّاعة حديدية» تكتظ بالملابس ويلتف حوله الزبائن.

«أمل» إحدى زبائن وكالة البلح، قالت إن هذه السوق تعد فرصة هائلة لاقتناء قطع لماركات عالمية باهظة الثمن بأسعار بسيطة، كما أنها فرصة لشراء عدد أكبر من القطع وهذا يعني تنوّع الملابس في دولابها، وتابعت أنه من مزايا الملابس المعروضة بسوق وكالة البلح أنها متنوعة بين ملابس كلاسيك وكاجوال، ملابس داخلية وخارجية، فضلا عن ملابس البحر التي عُرفت بها هذه السوق.

«وكالة البلح» أيضا مقصد للأجانب الموجودين بمصر، فعند زيارة السوق ستلاحظ وجود جنسيات مختلفة، وبسؤال «جورج»، بائع ملابس بأحد محال السوق، قال إن الزبون الأجنبي هو هدف للبائع لأنه يشتري القطع بأسعار أغلى قليلاَ كما أنه على دراية كبيرة بالماركات العالمية.

وللعاملين بسوق «وكالة البلح» لغة خاصة لا يفهمها سواهم، فإذا أراد زبون «الفصال» لتقليل السعر فيسأل البائع صاحب المحل بلُغة غير مفهومة، كما أن هذه السوق لها قوانين خاصة يحترمها كل البائعين، فأسعار القطع تحدد بقواعد معينة تطبق على كل المحال وباعة الشارع دون جدال.

ربما تشهد سوق «وكالة البلح» رواجا في حركة البيع أكثر من المولات الكبرى، لأن لا أحد يقصد هذه السوق للتنزه فقط، لكن الكل يذهب بقصد شراء قطع ثمينة بأسعار مناسبة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية