x

رئيس الجمهورية في السينما المصرية بطلًا قوميًا بأمر الرقابة

الإثنين 26-05-2014 10:05 | كتب: الأناضول |
رؤوساء مصر رؤوساء مصر تصوير : آخرون

تناولت السينما المصرية شخصية الرئيس من منظور شديد الحساسية، حيث أظهرته في جميع الأحوال بطلًا قوميًا لا يستطيع أحد نقده أو توجيه الاتهام له.

وقالت ماجدة خير الله، الناقدة الفنية، في تصريحات صحفية لـ«الأناضول»، إن الأجواء السياسية والرقابية التي تردد نغمات الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، لم تكن تتحمل انتقاد شخص الرئيس في أي عمل فني، وهو ما سيستمر خلال الفترة المقبلة، لاستمرار الظروف ونغمة التصعيد.

وأضافت: «نحن بحاجة لفترة زمنية ليست بالبسيطة، كي نتخلص من المحاذير والمخاوف الرقابية المسيطرة على المشهد السينمائي في مصر منذ عقود طويلة، وهو ما يتطلب تغيير منهج وزارة الثقافة بالكامل بشكل يشمل القائمين عليها وإعادة صياغة مفهوم الرقابة على السينما ووضع تصور سليم له».

وقال الناقد الفني، مجدي الطيب: «لا يعول على الفنانين الذين يحتفون بمرشحي الرئاسة، والذين قد يعرض عليهم أعمالا فنية مستقبلا تصور شخصية هذا المرشح أو الرئيس في حال فوزه».

وأرجع الصورة المثالية للرئيس في الأفلام إلى الخوف الذي كان يعتري صناعها ويدفعهم لإيثار السلامة واجتثاث أي مشهد ينتقد الرئيس، بالإضافة إلى تحريم القانون على صناع السينما الاقتراب من ثالوث السياسة والدين والجنس، فضلًا عن تدخل الرقابة في أي عمل يوجه إلى شخص الرئيس.

سينمائيًا، ركز فيلم «ناصر 56» على على أكثر القرارات الشعبية التي اتخذها الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، والتي تمحورت حول تأميم قناة السويس وما تلاها من عدوان ثلاثي على مصر.

وتضمن الفيلم الثاني الذي تناول شخصية عبد الناصر، وحمل اسم «جمال عبدالناصر» سيرته الذاتية من فصول الدراسة حتى الموت، وتم إنتاجه عام 1998 بميزانية ضخمة لممثلين من جنسيات مختلفة أبرزها مصر وبريطانيا.

أما الرئيس الأسبق محمد أنور السادات فكان أول رئيس يختار ممثلًا لتجسيد شخصيته في عمل سينمائي، حيث اختار شكري سرحان ليقوم بدوره في فيلم مأخوذ عن كتابه «البحث عن الذات.. قصة حياتي».

وكان من المنتظر أن يعرض الفيلم وثائق سرية هامة كالرسائل التي أرسلها السادات لليونيد بريجنيف، الرئيس الأسبق للاتحاد السوفيتي، والرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد، ونص خطابه في الكنيست الإسرائيلي, إلا أن العمل لم ينفذ لأسباب غير معلومة، وهو ما جعل المخرج منير راضي مصرًا على تقديم فيلم بعنوان «اغتيال السادات»، وكان يعد بتقديم وثائق أرشيفية هامة بالفيلم، لكن الرقابة منعته.

ويعد السادات أول رئيس تجسده السينما المصرية بشكل ساخر عقب وفاته، حيث قدّم المخرج منير راضي فيلم «موعد مع الرئيس» الذي تناول زيارة ريتشارد نيكسون الشهيرة إلى مصر عام 1974، حيث أدى دور السادات الممثل الكوميدي، نجاح الموجي.

وشهد عام 2001 أول فيلم عن حكم السادات بعنوان «أيام السادات»، حيث جسد بطولته أحمد زكي، ومن تأليف أحمد بهجت، عن كتاب «البحث عن الذات.. قصة حياتي» للسادات، و«سيدة من مصر» لزوجته جيهان السادات، وأخرجه محمد خان.

ووصف النقاد الفيلم بأنه سياسي بدرجة امتياز، ووصفه الراحل أحمد زكي بأنه أصعب أدواره السينمائية وأكثرها تعقيدًا.

وعلى عكس الرؤوساء السابقين، لم يكن الرئيس الأسبق حسني مبارك له تناول مباشر في السينما، وكثيرا ما اكتفى المخرجون بالإشارة لشخصه من خلال مكالمة هاتفية تأتي لمسؤول كبير فينتفض من على كرسيه، قائلًا: «اللي تؤمر به يا فندم»، ليفهم المشاهد ضمنيًا أن الرئيس هاتفه لحل مشكلة بطل الفيلم.

وفي 2001، تم تجسيد مبارك لأول مرة حيث ظهر بصورة من الخلف في فيلم «جواز بقرار جمهوري»، ملوحًا للعريس والعروس الذي دعوه إلى حفل زواجهم بالحي الشعبي، قبل أن يظهر مرة أخرى في فيلم «أمير الظلام»، عام 2002، وهو يسلم الفنان عادل إمام نوط الشجاعة.

وعقب الانتخابات الرئاسية الأخيرة في عهد مبارك، ظهرت أفلام تتطرق لشخص الرئيس بشكل ساخر دون أن تحدد ماهية هذا الرئيس، وهو ما حدث في فيلم «ظاظا رئيس جمهورية» عام 2006، الذي ظهر فيه رئيس الجمهورية رجل عجوز يحاول خطب ود واشنطن للبقاء في الحكم.

وظهرت شخصية الرئيس في فيلم «طباخ الريس»، عام 2008، حيث ظهر محاطًا بحاشية تعزله عن الشعب فيستعين بطباخه لمعرفة حقيقة ما يجري حوله، بينما تناول فيلم «الديكتاتور»، عام 2009، إسقاط على محاولات مبارك توريث حكمه، لنجله الأصغر جمال.

أما الرئيس السابق محمد مرسي الذى لم يستمر في حكم مصر لأكثر من عام، فلم يتم تناوله في أي عمل سينمائي، إلا أن مقطع فيديو لشبيه له يعمل بائعا متجولا، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتحدث عن أمنيته في تجسيد شخصية مرسي في عمل سينمائي.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية