انتابت حالة من الصراخ والدموع والإغماءات، طلاب وطالبات المرحلة الأولى بالثانوية العامة على مستوى الجمهورية، بسبب صعوبة امتحان اللغة الانجليزية اليوم الاثنين، و أكد مدرسون أن هناك أجزاء كثيرة من الامتحان جاءت من خارج منهج الوزارة وكتاب النماذج و الـ" workbook" ، بينما قررت وزارة التربية والتعليم تشكيل لجنة لفحص وتقييم الامتحان، واتخاذ اللازم.
ولم تكن الإغماءات والدموع من نصيب الطلبة فقط، وإنما كان أولياء أمورهم " شركاءهم" في ذلك.
ووقفت سيارات الإسعاف بالقرب من المدارس، ونقلت عدد من الطالبات إلى المستشفيات بعد إصابتهم بحالات الإغماء والانهيارات، بينما سادت حالة من "الوجوم" الطلبة في بعض المدارس، لدرجة أن عدد كبير منهم لم يبدأ في حل الامتحان إلا بعد بداية الوقت بنصف ساعة تقريباً، محاولين "الغش" إلا أن المراقبين وقفوا لهم بـ" المرصاد" – على حد قولهم - وقام عدد آخر من الطلاب بتقطيع أوراق الأسئلة فور خروجهم من اللجان.
ورصدت «المصري اليوم» حالات الطلاب أمام عدد من المدارس، وقالت طالبة وهى في حالة انهيار كامل، " الامتحان كله كان غريب ومن بره المنهج، والقطعة غامضة وغير مفهومة"، وأشارت أخرى إلى أن أسئلة المواقف جاءت مبهمة، وجملة الترجمة من اللغة العربية إلى الانجليزية ليست من المنهج أو كتب النماذج.
وأمام مدرسة شبرا الثانوية بنات، تجمع أولياء الأمور أمام البوابة منتظرين خروج بناتهم ، ومع فتح باب المدرسة خرجت طالبة وهي تصرخ وفى حالة انهيار كامل، وهو ما جعل أولياء الأمور يبدأون في الصراخ والبكاء حتى قبل خروج بناتهم، ونددت الطالبات بجدول الامتحان الذي لم يمهلهن فرصة للمذاكرة أكثر من نصف يوم.
وكان المشهد العام أمام المدرسة، هو الحديث عن صعوبة الأسئلة خاصة الترجمة، التي جاءت عن الهجرة غير الشرعية – وهو الموضوع نفسه الذي جاء في تعبير اللغة العربية - وصيد النسور والرماد البركاني، وقالت «هالة أحمد» إن القطعة غير مباشرة، واستغرقت وقت طويل من الوقت المخصص، وهو ما جاء على حساب الأسئلة الأخرى.
واستنكر أولياء أمورهن " نية" وزير التعليم والخاصة بوضع أسئلة الفهم بشكل كبير، مؤكدين أن الوزير يحاول تدمير مستقبل أبناءهم.
واتفق طلاب مدرسة محمد فريد الثانوية بنين على أن القطعة غامضة للغاية، محاولين الشكوى للمراقبين لمساعدتهم على الفهم إلا أن المراقبين لم يعيروهم أي اهتمام.
وأكد مدرسا اللغة الانجليزية «أحمد غنيم»، و«محمد فتحي»، أن الامتحان فوق مستوى الطالب المتوسط، وجاءت الكلمات سواء في الترجمة أو القطعة من خارج المنهج ونماذج الوزارة، وهو عكس ما وعدت به الوزارة من قبل، مشيرين إلى أن نسبة الصعوبة في الامتحان بلغت 30 % ، وهى نسبة مرتفعة نوعاً ما.
وقالا إن الجملة الثانية في الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الانجليزية من خارج المنهج تماماً، ومستوى القطعة صعبة الفهم على الطلبة، ولم يدرسوها من قبل، فضلا عن رقم ( 2 ) في سؤال المواقف، بالإضافة إلى "الجدل" في السؤال الرابع والخاص بالخطأ في الجمل الموجودة.
وأضافا أن هناك كلمات يصعب تفسيرها، وأسئلة غامضة وغير مباشرة، موضحين أنه لم يترك واضع الامتحان سؤالاً واحداً إلا ووضع فيه جزئية صعبة على الطلاب، مؤكدين في الوقت نفسه أن المدرسين أنفسهم اختلفوا حول حل بعض الأسئلة عقب انتهاء الامتحان.
واعتبرا أن الامتحان أشبه بامتحان " المستوى الرفيع" في اللغة نفسها، لافتين إلى أن الطالب الممتاز لن يحصل إلا على 20 درجة من إجمالي الدرجة التي تبلغ 25 درجة، بالرغم من أن مادة اللغة الانجليزية من المواد التي يحصل فيها الطالب على درجات عالية لرفع مجموعه الكلي.
ولم تختلف حالة الطلاب في المحافظات المختلفة عن أقرانهم في القاهرة، ففي قنا ، قال عدد من الطلاب بمدارس السلام النموذجية ، الشهيد عبد المنعم رياض، وفاطمة الزهراء الثانوية بنات ، إن الامتحان جاء صعباً خاصة سؤال القطعة الذي احتوى على الكثير من الكلمات الصعبة وغير المفهومة، بالإضافة إلى سؤال الترجمة، وسؤال المواقف ، ولجأ عدد منهم إلى عدم كتابة أسماءهم على كراسات الإجابة كي يتمكنوا من دخول امتحان المادة في العام المقبل.
وفي المنيا، أكد الطلاب أن الأسئلة كانت طويلة وغير مباشرة، وشهدت لجان بور سعيد حالات بكاء من البكاء والانهيارات، بسبب السؤال الثالث الذي عجزوا عن تحديد المطلوب فيه، كما عجزوا عن استنتاج الترجمة المطلوبة خاصة أنها خارج المنهج وكتاب النماذج.
في حين شهدت لجنة مدرسة المنصورة الثانوية الجديدة بنات بإدارة غرب المنصورة التعليمية، بمحافظة الدقهلية، بكاءاً هستيرياً وصراخ وإغماءات بين الطالبات، وأكد عدد منهن لم يفهمن سؤال القطعة الأولي وجاءت الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية أشد صعوبة والسؤال الخاص بالاختيارات جميعها متقاربة ووصف العديد من الطلاب والطالبات بلجان السنبلاوين وغرب المنصورة الامتحان بأنه احتوى "ألغازاً" صعبة الفهم.
وفى الوادي الجديد ، أكد الطالب «أحمد عبد المنعم» أن الترجمة جاءت "مفاجأة" حيث جاءت عن السحابة البركانية و النسور المهددة بالانقراض ، أما وائل صلاح ، فقال،" مفيش سؤال واحد سهل في الامتحان ".
وفى جنوب سيناء ، أصيب عدد من الطلاب بلجنة الزهور الثانوية بطور سيناء بالإغماء عقب خروجهم من الامتحان ، وقال أحمد عميره إن الامتحان غاية في الصعوبة ، خاصة القصة والترجمة ، وأضاف سلطان ميشيل أن الامتحان من خارج المنهج وصعب جداً، وأشار أسامة عفيفي ولي أمر إحدى الطالبات، إن ابنته وعدد من زميلاتها يرفضن استكمال الامتحانات بسبب صعوبة امتحان اللغة الانجليزية.
وفى أسيوط شهدت لجان مدارس خديجة يوسف بنات وطه حنفي بنين ومدارس الثانوية بنين واحمد عبد الرحيم الثانوية بنات بالقوصية دموع وصرخات الطلاب بسبب صعوبة الامتحان، و قال عدد من الطلاب إن الامتحان لا يوجد به أسئلة في مستوى الطالب المتوسط ، وقال الطالب محمد حسام، إن "سؤال القطعة " كان صعباً جداً لأن كلماتها غير مفهومة ولم ترد عليهم خلال العام الدراسي لذلك لم يتمكنوا من فهم السؤال أو حله، وأضافت الشيماء عصام أن النقطة " 2 " في السؤال التاسع صعبة للغاية، وأن الامتحان بأكمله كان في مستوى الطالب "الممتاز".
بينما في الإسكندرية ، تسبب الامتحان في صدمة لطلاب المرحلة، وأكد عدد منهم وجود أسئلة من خارج المنهج، بالإضافة إلى أن هناك أسئلة لم يعتادوا على حلها، وقال طلاب بمدرسة لوران الثانوية للبنات بإدارة شرق التعليمية أن الامتحان في حاجة إلى "مترجم" بجوار كل طالب بسبب وجود "كلمات" في فقرات الترجمة والقطعتين "غامضة" لم يعرفوا معناها.
وشهدت لجنتا مدرستي هدى شعراوي، وطه حسين، بكاء بين أولياء الأمور والطلاب بسبب صعوبة الامتحان، وقالت طالبات من مدرسة الفرنسيسكان للغات بمصطفى كامل أن الامتحان يفوق قدرات الطالب المتوسط.
ولليوم الثالث على التوالي امتنعت وزارة التربية والتعليم عن إصدار التقرير الفني الخاص بالامتحانات، بينما صرح مصدر مسئول بأن الوزارة شكلت لجنة في المركز القومي للامتحانات لتقييم الامتحان فقط، على أن تعلن نتائج التقييم غداً الثلاثاء.