x

الإسعاف ينقل عدداً من طلبة الثانوية بعد «صدمة» التفاضل والتكامل

الخميس 17-06-2010 14:19 | كتب: وفاء بكري, محمد أبو العينين, ياسر شميس |
تصوير : السيد الباز

اختتم طلاب المرحلة الأولى بالثانوية العامة أسبوعهم الأول من امتحانات الثانوية العامة، بامتحان التفاضل والتكامل، بأسئلة وصفت بأنها أشبه بـ«المجزرة»، وفقا لما قاله الطلبة وأولياء الأمور.

واعتبر مدرسون أن الامتحان «غير متوقع» بالمرة، ولا يساعد المنهج على وضع الأسئلة بهذه الطريقة، ولم تصدر الوزارة تقريرها حول الامتحان، فى الوقت الذى يتم فيه تصحيح عينات من المادة فى الإدارة العامة للامتحانات.

وتعرض عدد كبير من الطالبات للإغماء وفقدان التوازن، ووقفن يصرخن ويبكين بشكل «هستيري»، وقام عدد من أولياء الأمور بفتح باب مدرسة المنيرة الإعدادية بالقوة عندما سمعوا صراخ بناتهم، و حاول أفراد الأمن منعهم ولكن دون جدوى، حتى فتحوا الباب واخرجوا البنات بالقوة، وتكرر المشهد نفسه الذى تم منذ أيام قليلة فى امتحان اللغة الانجليزية، حيث وقف أولياء الأمور يصرخون بصوت عال، لائمين الحكومة باختيار أحمد زكى بدر وزيرا للتعليم، واعتبروه جاء لإرهاب أبنائهم، والضغط على أعصاب 400 ألف أسرة.

وللمرة الثانية بعد امتحان اللغة الانجليزية، كان دعاء «حسبى الله ونعم الوكيل» هو القاسم المشترك بين أولياء الأمور والطلبة، ووقفت سيارات الإسعاف أمام المدارس لإفاقة الطالبات الذين تعرضوا للإغماء، وقامت بنقل عدد آخر إلى المستشفيات، واجتمع عدد من الطلاب والطالبات على أنهم لا يريدون استكمال امتحاناتهم بهذا الشكل.

وقالت طالبات لـ«المصرى اليوم»: إن الامتحان لم يكن متوقعا بهذا الشكل، خاصة وأن التفاضل والتكامل يعد الجزء الأسهل فى مادة الرياضيات، مشيرين إلى أنه احتوى على مسائل لم يعتادوا عليها فى المنهج سواء فى كتاب الوزارة أو أسئلة التقويم، أو الكتب الخارجية.

وأشار طلبة آخرون إلى أن الأسئلة الثالث، والرابع، والخامس، احتوت على نقاط جديدة تماما وتحتاج كثيرا من الوقت للتفكير، موضحين أن السؤال الأخير به جزء كامل من إحدى نظريات مادة الرياضيات فى الصف الثالث الإعدادي.

واعترض الطلاب في المحافظات المختلفة علي تعامل المراقبين معهم فى اللجان التى تعتمد على أسلوب «الشد» والتأثير النفسى عليهم، معتبرين أن هذه الطريقة هى واحدة من أساليب الوزير لإرهابهم أثناء الامتحانات.

ولفت أولياء أمور إلى أن وزير التعليم لم يراع الطلاب هذا العام، على اعتبار أنه كان الأقل فى التحصيل الدارسى، بسبب فيروس أنفلونزا الخنازير، وقالوا : «حرمنا أنفسنا من أشياء كثيرة هذا العام، لنجد أبنائنا فى مستوى أفضل، ومع ذلك لم يراع الوزير جهدنا وجهد مدرسيهم، وبصراحة هو عايز ينفع الجامعات والمعاهد الخاصة، ومش عارفين إحنا هنجيب منين، ده عايز يخرب بيوتنا».

وأكدت وفاء كامل، ولية أمر، أنها اتفقت وعدد من أولياء الأمور بدعوة الطلبة باقى أولياء أمورهم على مستوى مصر عبر الفيس بوك، لعمل إضراب ومنع أبناءهم من حضور الامتحانات، لحين اتخاذ قرار من قبل رئيس الوزراء تجاه أفعال الوزير بدر.

وقالت الحاجة زمزم مدبولى، جدة أحد الطلبة: إن حفيدها ممتاز بشهادة كافة مدرسيه فى مدرسة اللغات، ولأول مرة يأتى إليها فى حالة انهيار كامل بسبب صعوبة الامتحان، وأشارت أخرى إلى أن ابنتها أصيبت بصدمة عصبية، ورفضت الأكل أو البدء فى مذاكرة منهج الامتحان المقبل، وقالت : «ابنتى دعت على نفسها بأن يصدمها قطار قبل ما تطلع النتيجة.. والله اللى بيعملوا الوزير فينا حرام»، فيما اعترض ضابط شرطة، وولى أمر إحدى الطالبات بسوهاج فى اتصال هاتفى بـ«المصرى اليوم» بجملة واحدة «ما حدش حاسس بالشعب».

من جانبهما، أجمع كل من عماد طه، ووليد سيد، مدرسا رياضيات على أن «الامتحان جاء غير متوقع بالمرة، وأكثر صعوبة من العامين الماضيين»، مؤكدين أن طبيعة المنهج وطريقة تناوله «لا يؤديان لوضع مثل هذا الامتحان».

وقال طه لـ«المصرى اليوم»: إن الامتحان احتوى أفكارا جديدة، ويعادل فى صعوبته امتحان اللغة الانجليزية للمرحلة نفسها، مشيرا إلى أنه من الناحية العلمية يعد امتحانا جيدا ويعتمد على التفكير، ولكن الـ«السيستم» المعمول به فى الدراسة لا يسمح بوجوده بهذا الشكل.

وأضاف : «الأفكار الجديدة فى الامتحان، ستوضح الفرق بيم الطالب المتميز والمتوسط، ولكن الطالب الممتاز فى هذا الامتحان لن يحصل سوى على 21 درجة من الدرجة الكلية البالغة 25»، مطالبا الوزارة بوضع الامتحانات وفقا للمنهج لحين تعديل المناهج وتطويرها.

وأشار سيد إلى أن: السؤال الثالث به جزئية جديدة بها فكرة جديدة تماما على الطلاب وتحتاج وقت طويل للتفكير، ولم يعتاد عليها الطالب من قبل فى أى من النماذج أو الكتب الخارجية، المعروف أنها تساعد الطالب على حل مسائل أكثر، موضحا أن السؤال الرابع احتوى أيضا على جزئية صعبة فى مسألة «الدالة»، فضلا عن النقطة (ب) فى السؤال الخامس، والتى اعتمدت بالكامل على إحدى النظريات فى مادة الرياضيات بالصف الثالث الإعدادي، وهو ما أثاره الطلاب أيضا.

ولفت سيد إلى أن «الرياضيات مادة تراكمية بالفعل، ولكن يجب مراعاة خوف الطالب من الامتحان، والوقت المتاح»، مشيرا إلى أن الامتحان مستواه «فوق المتوسط ومن الصعب حصول أحد الطلاب فيه على المادة النهائية، بسبب الأفكار الجديدة وضيق الوقت».

وفي المحافظات شهدت معظم لجان الامتحانات بكاء وصراخ من صعوبة امتحان التفاضل وحساب المثلثات، ففى البحيرة حدثت حالات إغماءات بين الطلاب، وانتابت الطالبات حالة من البكاء الشديد، وشكوا من طول الامتحان وعدم القدرة على الانتهاء من إجابة جميع الأسئلة، وأجمع الطلاب على صعوبة الفقرة (ب) من السؤال الرابع، و الفقرة (ب) من السؤال الخامس.

ووسط الصرخات قالت إحدى الطالبات الوزير «ده عاوز إيه من الشباب .. ده بيضيع تعبنا وتعب أهالينا وكأنهم مسلطينه علينا».

وفى الدقهلية وصف الطلاب الامتحان بـ«التعجيزى»، وفى لجنة مدرسة المنصورة الثانوية للبنات أغلق مشرفى اللجان بالمدرسة بوابة الخروج بعد انتهاء الامتحان لمدة ربع ساعة بسبب صراخ الطالبات وبكائهن، والذى أدى إلى تجمهر أولياء الأمور خارج البوابة مطالبين بـ«الإفراج» عن بناتهم وتدخلت قيادات أمنية لخروج الطالبات من المدرسة بهدوء. وفور خروجهن انهارت الطالبات، وسقطت اثنتان منهن مغشيا عليهما وسط بكاء هستيرى لأولياء الأمور الذين لم يحتملوا رؤية بناتهم بهذا الشكل.

وأكدت الطالبات: أن الامتحان جاء فى مجملة لا يناسب الطالب المتوسط ولا حتى المتفوق، لأن كل سؤال من الأسئلة الخمسة شمل جزئيات غير مفهومة ومن خارج أسئلة كتاب المدرسة والنماذج.

واتهم أولياء الأمور وزير التعليم بتعمده «تعقيد الطلبة من الثانوية العامة لتحقيق أهدافه بتقليل أعدادهم فى السنوات القادمة لصالح التعليم الفنى».

وفى لجنة مدرسة الثانوية العسكرية تشاجر عدد من الطلاب مع الملاحظين ومشرفى اللجان عقب انتهاء الامتحان، وتدخلت الشرطة لفض الاشتباك، وانخرط عدد من الطلاب فى بكاء هستيرى مؤكدين عدم دخولهم الامتحان مرة ثانية.

وفى بنى سويف، وصل عدد الشكاوى التى تلقتها غرفة العمليات إلى 200 شكوى، بينما فى لجنة السيدة عائشة خرجت البنات فى حالة بكاء شديدة بسبب صعوبة الامتحانات.

وفى أسوان شهدت مدرسة اللغات التجريبية الثانوية مهزلة أثناء الامتحان حيث تم توزيع أوراق امتحان المادة باللغة العربية علي الطلاب بدلا من توزيعها باللغة الانجليزية، حيث من المفترض أن يؤدي الطلاب الامتحان بالانجليزية، مما أدي إلي حدوث ارتباك داخل اللجنة، وتأخر بدء الامتحان إلي 30 دقيقة عن ميعاده (في التاسعة صباحا) وخرج الطلاب من اللجنة واجروا اتصالاتهم بأولياء أمورهم الذين تجمهروا أمام اللجنة، وحدثت حالة من الارتباك الشديد بين الطلاب، ودخل بعضهم في حالة بكاء شديد.

وحمل أولياء الأمور وزير التعليم المسئولية عما وصفوه بـ«الإهمال» وأكدوا أن أبنائهم ضاعت منهم الفرصة لتعويض الدرجات التي فقدوها في الامتحانات التي شهدت صعوبة، لافتين إلي أن أبنائهم أصيبوا بحالة من التوتر لن تمكنهم من الإجابة علي الأسئلة بعد أن تدارك المسئولين الموقف متأخرا، وقاموا بإحضار أوراق الأسئلة، ووزعوها علي الطلاب بعد مرور 30 دقيقة.

انتقلت قيادات مديرية التعليم بالمحافظة والأجهزة الأمنية إلي المدرسة وحالت دون حدوث احتكاكات بين مراقبي الامتحان وأولياء الأمور الغاضبين، كما أعدت مديرية التربية والتعليم بالمحافظة تقريرا عن الواقعة تم رفعه إلي وزير التعليم.

وأكد محمد حسيب، وكيل وزارة التربية والتعليم بأسوان: أنه تم تدارك الموقف واحتساب الوقت للطلاب، وان الهدوء عاد إلي اللجنة وأكمل الطلاب امتحان المادة بعد أن تم توفير كافة سبل الراحة وطمأنتهم.

وفى الإسكندرية أكد الطلاب على وجود أسئلة من خارج المقرر واعتماد واضع الأسئلة على فقرات لا يتم حلها إلا بالرجوع لقوانين تم دراستها فى الأعوام الماضية.

وشهدت مدرسة الإسكندرية الثانوية التجريبية انهيارات ودموع وإغماءات بين الطلاب بسبب صعوبة الامتحان، مؤكدين صعوبة السؤال الرابع والخامس والفقرة (أ) من السؤال الثالث و(ب) من السؤال الخامس، والسؤال الرابع بأكمله، بالإضافة إلى السؤال الإجباري.

وقال طلاب بمدرسة توشكى الإعدادية - التى أدى طلاب مدرسة ليسيه الحرية، والمنار، ونبوية موسى الاختبار بها - «إن واضع الامتحان أنتقم من الطلاب بوضعه أسئلة يصعب على الطالب المتميز حلها»، مؤكدين احتياج الامتحان لمزيد من الوقت للحل.

وأشار الطلاب إلى أن الامتحان «يحتاج 3 ساعات لحله وليس ساعتين، بالإضافة إلى عدم سماح جدول الامتحانات بفترة كافية لمراجعة المادة بالكامل خاصة للطلاب الذين أدوا امتحان الأحياء امس الأول».

وشهدت المدرسة حالات إغماء بين الطالبات من مدارس: ليسية الحرية، والمنار، ونبوية موسى، والإسكندرية الثانوية، وانتابت الطالبات حالة «صراخ هستيرى» وسقوط على الأرض، وفشل أولياء الأمور فى احتواء الطلاب وعند محاولة خروج المراقبين ورئيس اللجنة، قام عدد من أولياء الأمور «بتوبيخهم» واتهامهم بـ«تشتيت» الطلاب فيما حاول عدد من أولياء الأمور الاعتداء على المراقبين.

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية